°
, April 18, 2024 in
آخر الأخبار
عيـســـى ابــراهـيـم

السياسيين

السياسيين في الدول المتحضرة يمارسون عملهم من على رأس جبل ضخم من الإنجازات والتجارب الإنسانية الناجحة ، التي بنيت في مجتمعاتهم لعقود، عبرتفصيل يعقبه تفصيل، وجهد يتبعه جهد ، وإرادة تدرك الممكن ليكون المتاح .. لذلك فمهمة السياسيين في بلدنا هي إما استخدام الشعارات واستثمارها وخلق حالة من وهم القوة – كما فعلت هذه السلطة لعقود حيث استثمرت موقع البلد أيضاً لمصلحتها الفئوية – وهو أمر ميسور في ظل جمهور تحركه اللغة والإنفعال. وإما عليهم الشغل على تفاصيل كثيرة -لتشكل بعد عقود – قاعدة لجبل الإنجازات التي يليق بنا كبشر ،وهو أمر صعب في جمهور يُقدس اللغة , ويستخدم الشعر في غير موضعه ،وثقافة غيبية تعتبر الوجود دار ممر مرذول تريد التخلص منه سريعا، وتعتمد البطولة الطوباوية ، حيث المُنقذ شخص واحد يُنقذ بوقت قصير والى الأبد ” الأمة ” ليصل لمرتبة الآلهة.. وإن أخفق فهو شيطان.. وما أراه أن جهدنا يحب أن يرتكز على تفاصيل المواطنة والحقوق والواجبات بمعناها البسيط لنصل يوماً بعد عقود لما كانت أعيننا مُنصبّة عليه، وإلا سنبقى تحت طائلة الخراب , الذي يبدأ بمظهر البطولة والخلاص النهائي…

عن صفحتي ع الفيس بوك في 13 آيلول 2014