°
, December 7, 2024 in
آخر الأخبار
عيـســـى ابــراهـيـم

تاريخياً

تاريخياً سوريا حافظت على ما يُسمى الاسلام السوري المعتدل الذي أخذ بالقراءة المتوازنة للنص الديني ،وقد إنعكس ذلك على طبيعة السوريين المتسامحة بالأغلب الأعم ،وفي العقود الأخيرة برز التطرف في قراءة النص الديني إعتماداً على بعض قراءات قديمة مُتطرفة،وهذا النوع من القراءات موجود تاريخياً وفي كل الأديان والدول، لكن العامل الحاسم هنا في سوريا أنه كان ضرورياً للسلطة كأداة من أدوات استمرار الحكم , حيث تصنيع العدو واستخدامه على هاجس واحد هو البقاء في السلطة ,وليس تنمية المجتمع وتحضّره، وقد تلاقى ذلك مع استخدام لهذه القراءة من قبل السعودية وايران ومؤخراً تركيا.. الخ ولكل غايته من استخدامه… ولكن الملفت أن السلطة في سوريا تتعامل مع الوطن السوري والسوريين , بنفس الأدوات والطريقة التي تتعامل بها قوة دولة ضد دولة أخرى عدوة ، أي تتعامل مع الشعب كعدو وليس كمواطنين مسؤولة عنهم – يُستثنى من ذلك من أعلنوا الولاء لها فهؤلاء تتراوح العطايا لهم على درجات وعلى قاعدة الجزرة والعصا -وهذا نتاج طبيعي لكونها سلطة انقلابية لم تقم على إرادة الشعب السوري , وبالتالي هي في خوف دائم من الشعب . هو كخوف السارق من صاحب البيت ، وهو سارق مستعد لتقاسم غنيمته في حال الخطر مع أي كان شرط بقائه . الحديث العام والتاريخي عن ظاهرة التطرف من حيث أراد أم لم يرد في قول المُتحدث وارجاع الامر لجذور…. هو حديث يُميّع مسؤولية السلطة بحكم صلاحياتها ووجودها المستمر لحوالي خمسة عقود , وهي في أحسن حالة من حسن النية تخضع للمسؤولية التقصيرية فما بالك بسياسة دينية أشرفت عليها وبشكل ممنهج عبر معاهد دينية ,واستغلال لمفهوم مقاومة المحتل في العراق مثلاً للتغرير بالناس عبر متواطئين معها ،وترسيخ مفاهيم التطرف وصولاً لكون ذلك واقعاً بمنزلة جرم بحق سوريا قامت به هذه السلطة وتتحمل مسؤوليته الحقوقية كاملة…