°
, April 25, 2024 in
آخر الأخبار
عيـســـى ابــراهـيـم

اللعبة المزدوجة

 

يبلغ الناتج القومي للولايات المتحدة 14,3تريليون دولار أمريكي بما يعادل 23 بالمائة من الناتج العالمي وهو ناتج يفوق عدة دول مجتمعة من ضمنها الصين وروسيا الاتحادية والهند وجنوب افريقيا الخ تعتمد هذه الدولة سياسة غير نمطية في الصراعات بالعالم من ضمن ذلك أنها عبر تصريحات ممنهجة في التضليل تصنع ” أعداء ” مُفترضين وتقوم بتعويمهم عبر تصريحات تحت بند ” الواقعية السياسية ” حتى إذا غٓفل المرء عن عقله للحظة يكاد ” يعتقد أن هؤلاء الأعداء ” الصغار ” يتفوقون على الولايات المتحدة ؟؟!! وكذا تقوم بإعلان صداقة مُفترضة مع المعارضة لهؤلاء ” الأعداء ” مما يُقدم خدمة فوق العادة لتلك الأنظمة العدوة وعبء فوق العادة على تلك المعارضة التي تُعلن صداقتها لها ، الولايات المتحدة الأمريكية تُدير طرفي اللعبة في سوريا : السلطة وإرهاب الدولة الممنهج الذي تمارسه ، و داعش وإرهاب التطرف التي تمارسه . بين فكي الكماشة يُراد للسوري المواطن أن يختار أحد طرفي الجريمة ليستمر خطّي التطرف والاستبداد الى ما لا نهاية ، أما أنا فأعتقد أن كلا الطرفين السلطة و داعش يُبرر كل منهما الأخر وهما حجر عثرة بوجه تطور السوريين . والخيار للسوريين يكون بثقافة جديدة عملانية تفهم لعبة المصالح بعيداً عن غوغاء الجمهور و غوغاء الشعارات،التي تسرق وجودنا الحضاري لمصلحة شلة من زعران الوطنية الزائفة ، وزعران الدين الزائف . ثقافة جديدة عملانية تحملها نخبة سياسية سورية لمصلحة سوريا الوطن والشعب لا لمصلحة عائلة أو فئة ، نخبة تُدرك دور سوريا وإمكانياتها الواقعية والهامش الذي الذي يمكن الشغل عليه لدخول متن دولة المواطنة على طريق التمدن الطويل والشاق ، بعيداً عن تشظي السوري بين ولاءات لماض مجيد لن يعود أو تعلق بجوار ديني أو وطني خارجي يسرق سوريا والسوريين لمصلحته ..