لا شك أن الإنسان الغبي والكسول لا يمكن أن يكون غنياً. قد يكون ابناً أو حفيداً أو ابن حفيد رجل غني، ولكن اتقان جني المال هو على الدوام نتيجة طاقة داخلية عالية المستوى. والسبب الرئيسي لكي يصبح الناس أثرياء هو القدرة على التفكير السليم، والاستقلال الداخلي. غالباً ما يعجز الناس عن امتلاك الثروة لأنهم لا يستطيعون تغيير نمط تفكيرهم، إلا أن كل الذين حصلوا على الثراء عملياً، لم يتميزوا بدرجات ممتازة في المدرسة والجامعة. طرد بيل غيتس من الجامعة ولم يكن يحمل شهادة عالية. منذ فترة وجيزة فقط منحوه دبلوماً. كل الأثرياء عملياً رغم ثقتهم بأنفسهم وحدسهم المتطور واجهوا في البداية صعوبات كبيرة جداً.
إن الخبرة في تجاوز الإخفاقات والقدرة على الاستمرار في ظروف صعبة هي بالذات ما ساعدهم على تغيير نمط تفكيرهم. لقد تعلموا القيام بمئات وآلاف المحاولات وليس بمحاولة واحدة، وهذا ما نقلهم إلى المستوى الذي تكف عنده النقود عن كونها سعادة وتصبح مُجرد مؤشر على تطور الإنسان الداخلي. إن الأفكار الثابتة في مجتمعاتنا تربط بين غنى الشخص الداخلي والمال. لكن الشخص الذي يريد ان يكون رجل أعمال من الصعب أن يُصبح مهندساً متميزاً أو فناناً أو موسيقياً.هؤلاء الناس لا يملكون المال تقريباً، فغالباً ما يتأخر المجتمع في إعطاء الموهبة حقها.
إذن أحد أهم شروط الغنى الداخلي للإنسان هو إتقانه التطور والكمال دون أن يفعل ذلك بهدف المكافأة. يسمى ذلك في الفلسفة الهندية عدم التعلق بنتائج العمل. إذا ربط الإنسان مكانته وطاقته الداخلية بالأجور فقط، فإنه لن يستطيع التطور أكثر. كل أولئك الذين حققوا الكثير، لم يربطوا أبداً طاقة فعلهم وأهدافهم بالأجر وبالمكافأة والشهرة وما شابه.
المصدر : http://www.ifarasha.com