°
, April 16, 2024 in
آخر الأخبار
عيـســـى ابــراهـيـم

سوريا مزرعة المافيا أم ” سوريانا ” جميعاً

ليست كافية رغبتنا الشخصية لوحدها لابقاء سوريا مُوحّدة . و ” سوريا الأسد ” المُوحّدة كمزرعة ,تحكمها مافيا مُستعينة بجيش من العسكر والموظفين المستخدَمين بلقمة عيشهم كـ ” مرابعين ” جُدد تُوضع أمامهم ” جزرة ” لا يصلونها من الشعارات البرّاقة … شعارات تدر على أفراد المافيا سلطة وتوريثاً ونفطاً وخليوياً وسرقة للثروات العامة والحقوق العامة … وفي الوقت عينه تدر على السوريين فقراً وموتاً واضاعة للوقت وهدراً للحقوق … هذه الـ ” سوريا – المزرعة ” لم تكن يوماً وطناً …ولا تصلح أن تكون نموذح لوطن … فلا يتوهمنّ أحد أن يُسوّق لنا تلك ” المزرعة ” على أنها وطن يليق بمواطنيه …. سوريا الوطن هي سوريا التي تُمثل ارداة وتصوّر السوريين المشترك حول شكل الدولة والحقوق والواجبات المُتعلقة بكل منهم والحقوق الثقافية المتنوعة والغنية لكل المختلفين ثقافياً فيها .. كالحق في التعبير والحق في تكلم اللغة الخاصة والحق باقامة الاحتفالات الخاصة واعتناق المعتقد الخاص والطقوس الخاصة لكل منهم .. الخ
وبذلك فتصور بعضنا لسوريا التي تلائمه وفق وجهة نظره الشخصية حول كيفية عيش السوريين… دون مشاركتهم بوجهة النظر تلك , بل تجاوزه ذلك الى الاصرار على أن الشخص الذي يواليه يجب أن يكون حاكم لسوريا … هذا التصور ” جرأة “على حقنا كسوريين في اختيار ” سوريانا ” … تصل هذه ” الجرأة ” لدرجة التعدي الجرمي المستوجب العقاب .
لقد هُدر من عمر السوريين نصف قرن بوهم العروبة السياسية التي فتتت الوطن السوري والمجتمع السوري لمصلحة المافيا , مافيا مرّت على سوريا كما يمر الجراد على بيدر الحنطة , ومن غير المقبول أن تُهدر السنين القادمة بتسويق التدين السياسي كوهم أخر لمصلحة مافيا أخرى …