بغياب المعيار الموضوعي المُشترك ، لدى سوريين ، في تناول القضايا العامة . فكل أمر يخصُّ التقييم أو التغيير ..الخ ، مُرتبط بحالتهم الخاصة باللحظة عينها ، فتكون سوريا مثلا ً هي ما يظنّه فيها تبعاً لشعوره اللحظي ، فيصبح إنقطاع الكهرباء مثلاً كارثة كبيرة ، ومقتل مئات الآلاف وتهجير نصف سكان سوريا مُجرّد “أزمة ” ..! ، وفي حال تجرأ للحق في غفلة من عقله الخاص يُصبح ” الفساد ” أو أي أخر هو السبب في ذلك ، دون تحديد و اشارة للشخص المَعني قانونياً ، و إن راعيتَ المُفترض منك بحسن التقدير لظروفه الخاصة بما في ذلك مكانه ، يُسارع الى جرأة على الحق غير مسبوقة لديه فيقتحم حتى مساحتك الخاصة للتعبير ، غير مُراعٍ لأي إعتبار و لياقة ، مُمارسا ً البطولة ، كمؤمن مُتهرّب من المعركة الى صلاة لربه الخاص في غير موعدها … فهو لا يريد المطر حتى لا يُعيق مشواره .. ولا يرغب بإطفاء نار تحرق الأخضر واليابس لأنه يتدفّأ منها وعليها بمعنىً ما ، أو لأنها خلقت لديه جوّاً شاعرياً …
25 تموز 2016