°
, April 25, 2024 in
آخر الأخبار
تفاصيل

” فن البساطة ” -1-

ينشر موقع www.salehalali.com فقرات متتالية من كتاب ” فن البساطة ” ل الفرنسية ” دومينيك لورو ” ترجمة ” د . لينة دعبول ” صادر عن مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم .

تقول المؤلفة : ” …… لقد ولد هذا الكتاب من ملاحظات كنت أسجلها طوال السنين التي عشتها في اليابان . لقد كان ثمرة تجاربي وقراءاتي ولقاءاتي وتأملاتي . . . إنه يعبر عن مثالياتي ومعتقداتي والطريق التي أرغب بشدة أن أسلكها . لقد احتفظت بهذه الملاحظات بعناية وحرص , وحملتها معي لكل مكان , لتكون نهجي وتذكرني بما قد أنساه وأسهو عن العمل به , وكذلك حتى أتمكن من تقوية إيماني بمعتقداتي الراسخة عندما تسير الأمور من حولي على نحو سيء . إنها تبقى بالنسبة لي مصدرا ثمينا لنصائح وتدريبات أعمل جاهدة على تطبيقها والالتزام بها ” شيئا فشيئا ” وفقا لطبيعة الصعوبات التي أواجهها وحاجاتي وقدراتي .

لقد بدأ معاصرونا يدركون خطورة المبالغة والإفراط في الرخاء والثروة , وزاد عدد النساء اللواتي يرغبن في التمتع بحياة أبسط وطبيعية بعيدة عن إغواء المجتمع المستهلك . ويبحثن عن معنى لحياتهن , بحيث ينعمن بتناغم مع عصرهن.

إلى أولئك النسوة يتوجه هذا الكتاب .

وأرجو أ يساعدهن بواقعية على تعلم هذا الفن في العيش والتمتع بالحياة , ولكن ببساطة .

عبء المقتنيات

( بكل ما تعني الكلمة حقيقة ومجازا )

الحاجة إلى التكديس

” لقد كانوا يقتنون صناديق وصناديق من أشياء بانتظار يوم قد يحتاجون فيه إليها , ومع ذلك كان يبدو على كلين الفقر ” . مقطع من كتاب ملفات إكس

يمضي معظمنا حياته ومعه حقيبة مهمة , وأحيانا الكثير من الحقائب على نحو مبالغ فيه , أما آن الآوان لنبدأ بالتفكير والتساؤل لماذا نحن شديدو التعلق بالأشياء ؟

يعكس الغنى المادي لكثير من الناس حياتهم ودليلا على وجودهم , فهم يربطون بوعي منهم أو بلا وعي بين هويتهم ونظرتهم إلى أنفسهم التي يقيمها حجم ما يمتلكون , فكلما زادت مقتنياتهم , زاد اطمئنانهم , ونعموا بالراحة . فهم يطمعون في كل شيء : المقتنيات المادية والمشروعات الناجحة والتحف الفنية والمعلومات والأفكار والأصدقاء والمحبين والرحلات والإله وحتى الأنا .

يستهلك الناس ويقتنون ويكدسون ويجمعون . ” لديهم ” أصدقاء , و ” يقيمون ” علاقات , و ” يحصلون ” على شهادات وألقاب ومناصب وأوسمة . . . إنهم يجرون عبء مقتنياتهم وينسون , أو لا يدركون أن طمعهم وشهواتهم قد حولتهم إلى كائنات بلا حياة , لأنهم أصبحوا عبيدا لرغباتهم التي لا تنتهي أبدا .

فنحن نقتني كثيرا من الأشياء تزيد عن حاجتنا , ولكننا لا ندرك ذلك إلا عندما نحرم منها , فنحن نستخدمها لأننا نمتلكها , وليس لأنها ضرورية لنا . فكم من الأشياء نشتريها لا لحاجتنا لها بل لأننا رأيناها عند الآخرين !