حظي المدير العام للسجون الملكية بلقاء مولانا الملك , و أنبأه بصوت خاشع أن السجون امتلأت بالسجناء ولم تعد تتسع لمزيد , ورجاه بناء سجون جديدة . غضب الملك وصاح : ” ماذا تقول ؟ ألا تعلم أن بناء سجون جديدة يحتاج إلى أموال طائلة ؟ وهل نسيت أن ما بحوزتي من مال الرعية لا يجوز أنفاقه إلا في سبيل صالح الرعية ؟” فتمتم المدير العام بصوت ضارع : ” مولاي …” . فقاطعه الملك صارخاً بنزق : ” أسكت “. سكت المدير العام للسجون الملكية , وسكت أهل المملكة , وانتظروا ما سيحث مرتعشين لهفة وذعرا. قال الملك : ” الملك الصالح لا يحق له تبديد مال الرعية “.وأضاف موجها السؤال إلى المدير العام : “هل يأكل السجناء كل يوم ؟ ” .
-“مرة واحدة فقط ” .
-” ومن يدفع ثمن طعامهم ؟ الرعية طبعا . هذا تبذير لمال الرعية وخطأ ينبغي إصلاحه فورا ” .و نفذ في الحال الأمر الملكي , فأعدم السجناء كافة وأصبحت بعدئذ السجون الملكية خاوية تتسع لسجناء جدد .
من” النمور في اليوم العاشر ” للكاتب السوري زكريا تامر .e- mail : من لما