°
, October 11, 2024 in
آخر الأخبار
عيـســـى ابــراهـيـم

مما يُؤخذ على ” ثقافتنا الجمعية “

مما يُؤخذ على ” ثقافتنا الجمعية ” استعجالها ” الأمر ، فيأمل الأغلب الأعم من مُعتنقيها ، بحلول نهائية لما يتعرضون له ، وعلى طريقة فانوس علاء الدين ونهايات الأفلام السعيدة … ومَردُّ ذلك أمور عدّة من بينها إن جزء مهم من ثقافتنا نشأ في بيئة صحراوية فأخذ منها ظروفها من حيث إنعدام الأحداثيات فيها ، وحيث ترقّب الماء في الأفق ، واستعجاله على خلفية شدّة الحاجة إليه وإنعدامه ، بعد الصبر عليه كثيراً وبشكل مبالغ به ! فكيف إذا إجتمع ذلك الجفاف مع تداعيات ثقافة الاستبداد وثقافة التطرّف ! .. وعلى ذَا الذي تقدم أقول : من المهم لدينا الآن كسوريين أن نطلب الممكن حتى يكون بعده المُتَاح ، خاصة أننا تراخينا عقود بل قرون في فهم طبيعة التحولات والعمل الدؤوب لإنضاجها ، بل نحن الذين تُعيقنا أفكارنا ” المقدسة ” عن السماح للتغيير بالمرور إلا على أجسادنا ، وعندما نستيقظ فالويل من يقظتنا المُدمرة حيث نستعجل يقظة من هو نائم منا فنضطرب وتضطرب الحياة من نزقنا..
وبذا أي تغيير سياسي قادم سيكون غير مُرضي ، بالطريقة النهائية التي نطمئن بها على الوجود السوري ونختمه ، بعد التمتع به قبل موتنا ، بل هو تغيير نسبي غير مُرضي وسيحتاج وقت لنضوجه كنقلة نوعية نحو مستوى أخر .. وهناك وقت طويل قد يستغرق أجيال قبل أن نخطو خطوتنا الأولى على درب التمدن الطويل .. علّنا نصل يوماً على فارقة بدرب التمدن ذاك ، تُشير إليها تلك العبارة على البسبور السوري المُتخيّل : ” أيها المواطن السوري المحترم نُحرّك أسطولنا من أجلك ” …

1 كانون الثاني 2017