إجابة لسؤال حول ضرورة الوقوف مع السلطة غير الشرعية الحاكمة سوريا من أجل مكافحة الإرهاب بإعتبار ذلك أولوية مهمة لسوريا … ومن ثم يتم البحث بالأمور الأخرى …أقول :
صديقي المحترم : أُدرك جيداً مستوى الثقافة المجتمعية لدى السوريين والمستوى الذي وصلت إليه بعد نصف قرن من الإدارة الفاسدة والمفُسدة ، وهي الثقافة التي تُعاني من عوامل ضعف عدة قبلاً .. جاءت هذه السلطة على شعارات التنمية والتطوير لهذا المجتمع وتبديل وضعه للأفضل ، وقد ساهمت هذه المافيا ليس فقط بعدم تطوير المجتمع السوري بل قامت بتخريب ممنهج للحياة الاجتماعية والثقافية السورية ، بدأت بالقيام بإحداث معاهد ” الأسد لتحفيظ القرأن ” التي درّست النظرة السلفية للدين على حساب الإسلام الشامي المتوازن ، حيث كلّف ” القائد الخالد- الأسد الأب ” السلفي الخرِّيج والمقيم في السعودية السيد عبدالله علوش ” والد القائد المؤمن – الإرهابي زهران علوش الذي أطلقه بموجب مرسوم عفو إصلاحي في آيار 2011 ،كما أغلب قادة الفصائل الإرهابية الأخرين ،وأسس فوراً سرية الاسلام بمال المخابرات السورية ومن ثم تكفلت المملكة العربية السعودية الشقيقة بتمويله تحت تسمية لواء الاسلام الذي حمى القصر الجمهوري طيلة حياته وحتى الآن لم يُطلق ” لوائه ” رصاصة واحدة على القصر الجمهوري في الوقت عينه الذي يُمطر دمشق السنية بالهاون ويخطف علويين وعلويات ووضعهم بأقفاص ” …..حيث قام هذا السلفي – المؤمن حينها بتأسيس معهد الأسد الأول لتحفيظ القرأن في دوما 1985 ….!
لهذه السبب المثال ، ولغيره مما لا يتسع له المجال أيها المحترم لا أُخدع بين مُربي الذئاب وبين الذئاب ، ولا أفاضل بينهما، وأعتبر الشرط الأول للتخلّص من الذئاب هو تقديم مُربي الذئاب ، أكلة لحوم البشر ، مع ذئابه الى المحكمة ، فأنا لا أُساق الى مفاضلة بين مجرمين يساعدن بعضهما على حساب دماءنا ، أما ما وصفته بوقوف معارضين للأسد بصفّه لمحاربة الارهاب والتطرف، فهم طيف واسع من الناس، يترواح موقفهم على طيف كامل من الاحتمالات ابتداء من الاقتناع برواية السلطة الى التقاعس والخنوع الى الاسترزاق السياسي والمالي …الخ ومواقفهم بكل حال ملزمة لهم وليست مُلزمة لي .
صديقي أُدرك أن سوريا ستظل لعقود طوال جداً في حالة خراب وفوضى بعد ذهاب الأسد و “قد” يصلح حالها بعده ، وأُدرك أنه ببقاء الأسد كمربي للذئاب لن تقوم قائمة لسوريا ولن يكون هناك حتى ” قد ” مُحتملة ، طالما هو موجود يُمارس هذا الدور القذر على حساب المصلحة الوطنية السورية والعلوية ضمناً مُسترزقاً مالاً وسلطة من ثرواتنا المسروقة وعمرنا المسروق ودماء أبناءنا السوريين والعلويين ضمناً . ويقوم بتوزيع بعض ” دهننا” شرقاً وغرباً ل ” يُقلّينا ” به ….
22 شباط 2017