دور الإدارة التركية الحالية في الوضع السوري شبيه ، خاصة بشقِّه الأمني ، بالدور الذي مارسه الأسد الأب والإبن مع العراق ، لجهة إقتصاره حينها، الى جانب استقبال لاجئين لغرض
سياسي ، على دعم العراقيين بمزيد من الإرهابيين ، الإرهابيين السوريين والإرهابيين القادمين
من دول العالم بذريعة ” الجهاد ، وإقامة مُعسكرات تدريبية لهم في سوريا، قبل إرسالهم لتدمير العراق تحت غطاء كبير من شعارات التضامن ومحاربة المحتل الأمريكي..! وبتنسيق مع الإحتلال الإيراني الخفي ، واستقبال لاجئين عراقيين، ومن ثم سرقة مُخصصاتهم من الأمم المتحدة ،وإقامة شراكات مالية مع الميسورين منهم وأعضاء المافيا الحاكمة في سوريا …
وبنفس الطريقة التي يعتمدها الآن السيد أردوغان ، حيث إحتضان اللاجئين السوريين والمُتاجرة بقضيتهم ، وكذا استقبال إرهابيين وتنظيم معسكرات تدريب لهم في ماردين وغيرها قبل إرسالهم لسوريا ، بل تصدير خطاب إعلامي خاص للسوريين ، لا يستطيع أردوغان تسويقه لنفسه بالداخل التركي بسبب مَلمَحه الفئوي .
الاحتلال التركي الحالي ، وعبر أي تمظهر كان، إبتداءاً من الشعارات الشخصية من “شرطة جرابلس ” الهاتفة بنفس شعارات الأسد الشخصية مع إستبدالها بإسم أردوغان ، هذه الشعارات عينها التي لا يستطيع أردوغان فرضها في جيشه وشرطته الداخلية !
وكذا الإدارة التركية الحالية المُتمثلة بالسيد أردوغان مَعنية ببيان سرقة حصة سوريا من مياه الفرات ودجلة وتجفيف الحوض المائي لنهري الخابور والبليخ وتحويل مجرى قويق الى الأراضي السورية الشمالية المحتلة من قبل تركيا ،وحرمان السوريين والسنة ضمناً، ممن يشربون ويزرعون محاصيلهم من هذه المياه ، فهؤلاء لا يمكنهم الاكتفاء بمقولة ” أنتم المهاجرون ونحن الأنصار “ لسقاية أراضيهم وتبرير سرقتها ..!
كما أن السيد أردوغان معني بتوضيح جدّي عن تسليمه المقدم حسين هرموش السوري والسني ضمناً الى الأسد الإبن في صفقة لتسليمه عناصر ثمانية مطلوبين لديه كانوا لدى الأسد .. توضيح جدي مسؤول ، غير الخزعبلات والأكاذيب التي أطلقها الطابور التابع له ، من أن تسليم المقدم حسين هرموش تمّ من قبل ضابط علوي تركي مُوالٍ للأسد الابن !،
خاصة أن الأغلبية العلوية في لواء إسكندرون المحتل أعطت أصواتها لأردوغان وخطابه الداخلي المُختلف عن شعار ” مهاجرون وأنصار ” المُوجّه لبسطاء السوريين !
لا أظن أن تركيا بظل الإدارة الحالية كانت جادة يوماً ما بالخلوص من الأسد الإبن لإسباب موضوعية ، بل كان أقصى طموحهما دعم شراكة لبعض السوريين من أنصار ماضيها الاستعماري لسوريا، بحكومة وطنية تتقاسم السلطة مع الأسد ، الذي قدّم سوريا إقتصادياً لتركيا قبلاً ، على طبق من فضة عبر اتفاقيات تجارية دمّرت الاقتصاد السوري، وكذا عبر إتفاقية أمنية لا نعرف تفاصيلها حتى الآن …
وكذا الأمر مطلوب إرجاع ألاف الدونمات المُقتطعة من حقول القمح والفستق الحلبي … الخ عائدة ملكيتها لسوريين سنة ضمناً، التي أُقتتطعت أثناء سنوات الثورة السورية ضد الديكتاتورية .
هذه الثورة التي تلاعب بها السيد أردوغان ودرّت عليه ذهباً على المستوى الوظيفي بعلاقته مع أوربا، أو بإبتزاز الداخل التركي المُعارض لسياسته ، بعد تحوّل قسم كبير من السوريين لمنحبكجية له ، أو على المستوى الشخصي وتجارته و ولده بلال مع داعش بالنفط السوري المسروق ، قبل أن ينازعه الأسد الإبن وابن خاله رامي بالتجارة مع داعش عينها بشراء النفط المسروق لمصلحتهما على حساب الأمة السورية والوطن السوري ..
من المهم لنا كسوريين إدراك أن علاقتنا بالمحيط يجب أن تكون قائمة على الإحترام وتبادل المصالح والمنافع ، دون أن نكتفي كسوريين من تلك المنافع بالشعارات الدينية والإنسانية الزائفة ، كما من المهم أن لا يكون موقفنا من الدول قائم على مدى توافقنا الديني من عدمه، في مآل الوجود ، بل في مصالحنا في هذا الوجود ، لأن في ذلك تدمير للوطنية السورية ، فلا يمكننا تبرير الاحتلال التركي بسبب سنيته. ولا الإيراني بسبب شيعيته ولا الفرنسي بسبب مسيحيته ولا الرضى بحكم الأسد الأب والإبن لعلويته ، المُفترضة ..!
فذلك مدعاة للخراب السوري العام المُشترك، ولا يمكننا الالتفاف على فئويتنا المُدمرة تلك تجاه وطننا السوري ، عبر كلمة ” لكن ” لتبرير ما تقدم ….
” لكن ” تُقر بالمصلحة الوطنية السورية بداية لتنسفها بالمآل لمصلحة شراكات فئوية مُدمرة داخل الحدود وخارجها …
سوريا المستقبل معنية بعلاقات جيدة مع الجميع على قاعدة المصالح المتبادلة .
آن الآوان ليكون ” مُقدسنا ومقدساتنا ” الفئوية وكذا ديننا بخدمة مصالحنا الوطنية لا مصالح الأخرين الوطنية . فالله أولى بنا وبتحقيق مصالحنا من تحقيق مصالح الأخرين عبرنا وعبر إيماننا المُجيّر لمصلحة الأخرين .
6 آذار 2017