°
, April 26, 2024 in
آخر الأخبار
عيـســـى ابــراهـيـم

14 حزيران سنة 2000

في 14 حزيران 2000 إلتقت السيدة مادلين أولبرايت بصفتها وزيرة خارجية الولايات المتحدة الأميريكية بالسيد بشار الأسد (شاب عمره خمس وثلاثون عاماً ابن ” الرئيس ” حافظ الأسد الذي تُوفّى خلال الإسبوع الفائت، الإبن ليس لديه أية صفة رسمية أخرى أثناء اللقاء وفق القانون ) تمّ اللقاء بشكل مُنفرد في القصر الجمهوري ( مكان رسمي خاص بلقاءات من يتولى وظيفة رئيس الجمهورية ) ولم يحضر اللقاء أي شخص أخر ! بعد إنتهاء اللقاء صرّحت السيدة وزيرة الخارجية :
” لمست بوادر مُشجعة إزاء عملية السلام ” و قالت فيما يخص انتقال السلطة “على ما يبدو أن سوريا تمتلك نظاماً سلميا ً ومُنظّماً ” …
ثاني يوم اللقاء صحيفة السفير اللبنانية التي تحصل على جزء من تمويلها المالي من ” الدولة السورية ” بتحليل تقول فيه تعقيباً على هذا اللقاء : ” عُمّد الأسد رئيساً …. ”
بعد ذلك تمّت الإجراءات البرتوكولية الواجبة لإعلان ذلك وتعديل الدستور ليلائم عمر الابن ويُنصّب رئيس في أول تموز من العام ذاته بإجماع من مجلس الشعب ، إجماع لا يمكن واقعياً ل ” الله ” أن يحصل عليه منهم في حال إبداء رأيهم حُرّاً تجاهه !
هذه المساعدة الأمريكية السلسلة واللطيفة ل ” سوريا الأسد ” حينها إثر وفاة طبيعية لشخص كان رئيساً ، عبر تنصيب إبنه ، كنّا نأمل منها ممارسة ذات اللطف بالمساعدة ل” سوريا الدولة ” إثر مقتل حوالي مليون سوري بشكل جرمي ، وفقط بشق من المساعدة المذكورة، وهو الطلب من الابن الذي ” عمّدته ” رئيساً قبلاً ،سواء عبر وزير خارجيتها أو أحد موظفي سفارتها في دولة مجاورة ، أن تطلب منه تنفيذ قرار جنيف الذي رضي به عبر مندوبه الرسمي بتشكيل هيئة حكم الانتقالي كامل الصلاحية وفق نص القرار ، بل وإن شاءت عبر خلوه أخرى في القصر الجمهوري وعبر الطريقة عينها من اللقاء السابق …
أمّا وأن الأمر قد تمّ بقصف مواقع سوريّة عائدة للوطن السوري وليس للأسد الإبن ، مواقع دُفع مالها من مالنا وثرواتنا المتبقية بعد سرقة الأسد قائد التحديث والتطوير وقبلاً والده القائد الخالد لعشرات مليارات الدولارات وإيداعها بنوك الدول الغربية ، فهذا مساعدة للأسد الابن وصناعته كبطل يواجه ” الإمبريالية العالمية ” و تلويث وإعاقة كبيرة لمسيرة كل من سيأتي بعده لحكم سوريا” فهو بكل حال أي الأسد الإبن لا يمكن فيزيائياً له البقاء رغم كل المساعدات المقدمة “، ولو إمتلك هذا الخلف كل النزاهة والإخلاص والجدية بالعمل …
الذي ضُرب حتى الآن هو سوريا وليس الأسد ، وغضبنا وتآلمنا لما فعله المجرم الديكتاتور الأسد الابن بسوريا والسوريين من قتل وتخريب ، لا يجعلني أعتقد أن الأسد الإبن ضُرب وليس مواقعنا وأولادنا المأمورين …
السوريون جميعاً سيكونون شاكرين للولايات المتحدة بتوفير ثمن التوموهوك والاتصال تليفونياً بالسيد ” الرئيس ” لُيبلغ السيد الجعفري بموافقة ” الجمهورية العربية السورية ” على قرار جنيف المتفق عليه بين الفريقين قبلاً ونقل السلطة للهيئة خلال مدة من كذا لكذا …وأن يقول السيد بشار الأسد ” المواطن والطبيب كما يقول عن نفسه ” أنه وكما يقول أيضاً يحترم القانون ويضع نفسه تحته تمهيداً لمحاكمته …
أمّا ما تّم حتى الآن فهو تدمير لبلادي سوريا وإبقاء للأسد وتعويم له وتضحية بمواقع سوريّة وسوريين .

7 نيسان 2017