°
, December 9, 2024 in
آخر الأخبار
عيـســـى ابــراهـيـم

النوازع الفردية

قرأت مرّة عن الكيفية التي أراد بها البطريرك حويك ( أخوه من أنصار الوحدة السورية ) استقلال لبنان ، حيث بدأ بتحديد حدود جبل لبنان على الخريطة ، وهي في أغلبها جرود ومساحات زراعة ضيّقة ، على خلفية ثقافة لديه هي مزيج من ردّات الفعل الفردية والفئوية والتّسرع والنوازع والرؤى الشخصية الفردية- الفئوية … الخ غير أن ممثل فرانسا الحاضر حينها نبّهه الى أن الدولة لها مقوّمات للعيش والاستمرار ..وبالتالي فمن الضرورة أن يكون لجبل لبنان منطقة زراعية تمدّه بموارد العيش من غذاء ومياه …. الخ فأضيفت الأقضية الأربعة الى جبل لبنان وفق هذه الرؤية ومع ذلك لم يصل لبنان الى مرحلة أن يكون دولة حتى الآن …
خطر جداً النظر الى ” الدولة ” من خلال الشعارات والنوازع الفردية والفئوية … الخ دون الأخذ بمقتضيات وضرورات الواقع في تلبية حاجات الناس ومتطلبات بناء الدول وما تقتضيه المصلحة، بالمعنى الوجودي المُستدام في تحسين وجود الناس وأنماط عيشهم ، فكما أن المدن ليست فقط تجمع عدد من الناس بل وجود عدد من الحرفيين والمهنيين والمؤسسات والموارد وسبل العيش المختلفة والمساحات المُتباينات الإستخدام … الخ فكذا الدول …
وحري بنا كسوريين وعي هذه الأمور وأن بناء سوريا الجديدة ، لا يتم بشعارات اللغة والدين والإثنية بل بتلبية متطلبات الوجود وتحسين شروط الاستمرار بهذا الوجود نحو الأفضل ..
فالشعارات الدينية واللغوية والإثنية تُستخدم عادة لبناء مزارع فردية – عائلية ، لا دول ، ولنا فيما مضى عبرة …
المُخْتَلِفْ سواء أكان مكاناً وإثنية وديناً … الخ ضرورة في بناء الدولة
الدولة لا تصنعها” الحكايا ” والخيالات والنوازع الفردية – الفئوية ، بل المصلحة ومُتطلباتها ….

11 نيسان 2017