°
, December 6, 2024 in
آخر الأخبار
عيـســـى ابــراهـيـم

الإستقواء

إن دخول مُعترك الحياة السياسية عبر الإستقواء بالنص الديني ، وب ” الله ” ، هي تَقيّة تستحضر ” الله والنص المقدس ” لسحق الأخر” مهما كان مظهر هذه الدعوة أنيقاً ولطيفاً “، لسحق الأخر، بإعتباره مُخالف لله ، كونه مخالف لمن يتبنى هذا القرار بدخول العمل السياسي ، إن تحييد السياسة عن الدين ، أو تحييد الدين عن السياسة ، لا يعني البتّة محاربة الإيمان ، بل يعني عدم السماح بإستخدام بعضنا لرؤيته الخاصة، وإيمانه الخاص ، و زجُّ الله في تحقيق مكاسب سياسية، مُستَظلاً ظل الله ومُعتبراً ظل الله هو ظلّه ، وإستبعاد مثل هذه الأفكار الدينية- السياسية ليس إستبعاد للدين بل منع لتسييس الدين وإستخدامه ، حيث سيعتبر هؤلاء أنفسهم ” بمآل الأمر ” أنهم ممثلي الله ومخالفهم مُستوجب الدحض والقتل مآلاً سواء أكان شخصاً أم مشروعاً ، وإذا فتحنا هذا الباب والطريقة بالعمل السياسي على أساس فئوي ديني ، أو كما سبق على أساس إثني ، حيث البعث العربي أوصلنا للبعث الكردي وَحَرِّض لدى كل إثنية بعثها الخاص ، فنحن إذا بقينا بهذا الفهم للعمل السياسي وإدخال الدين بالسياسة في بلد متنوع كسوريا ، سيكون ذلك دعوة لبعث ديني لدى كل إيمان خاص في سوريا ، وسيكون لدينا لاحقاً إخوان علويون وإخوان موحدون دروز وإخوان مسيحيون ، وإخوان مسلمون سنة من مذاهب وطرق متعددة لا يلائمهم نمط واحد من الأخونة …
لا يستقيم حديثنا عن الوطن والغمز من قناة المشاعر دون وطنية للدلالة على أنها غير وطنية ،والسكوت عن المشاعر الفوق وطنية بالادعاء إنها هويّة ، فالوطنية هي انتماء لمساحة الأرض المشتركة ، وبذا كل ما دون ذلك وما فوقه هو غير وطني ، وكفى بسوريا بما تحويه من تنوع ثقافي وديني وإثني أن تكون هويتنا الوطنية المُشتركة ،

16 نيسان 2017