هذا هو الرابط:
http://www.all4syria.info/Archive/405807
جوابي :
صديقي المحترم أستاذ ياسين , لأسباب تقنية لم أستطع الإجابة تحت الرابط الذي أرسلته لي قبل هذا البوست , طالباً رأي به لذلك أضع رأيي لكم هنا :
قرأت ملخص الكتاب، يبدو من النقاط المذكور أنها واردة فيه ، إنه أكثر موضوعية لجهة عدة نقاط :
– حديثه عن فكرة عدم وجود هوية وجسم متماسك للعلويين وكذلك عدم استهدافهم على هذا الأساس بل على أساس مواقفهم المتباينة من الولاة والحكام حيث نال بعضهم الرضى عند ولاءه ونال بعضهم الظلم عند مقاومته …الخ
– فكرة أن نشوء الطريقة العلوية – النصيرية. بدأت كفكرة نخبوية وليست من تَدين العامة ، وهذا يوافق النظرة الفلسفية العرفانية الواردة لدى العلويين ، ومن ثم إنتشرت وكانت تسعى للإمتداد والتبشير الى أن أوقفت لاحقاً مسألة التبشير وقبول معتنقين جدد ، وبالتالي أوضح عدم صحة فكرة الاستيطان اللاحق بالمناطق الممتدة من دجلة لشاطيء المتوسط ،بل إنتشار الفكرة بالمناطق الممتدة من العراق الى حران وحلب وطرابلس وأنطاكية ومصر خاصة في القاهرة … الخ وهذا صحيح
– الإشارة لدور بعض الأسر الأمراء العلوية في قلاع الساحل لنشر الفكرة العلوية – النصيرية في الساحل ..
– وضع الكاتب كلمة النصيرية من باب التخصيص بعد العلوية حتى يميزها عن غيرها من ” العلويات ” وهذا أمر حسن لأنه يزيل كثير من سوء الفهم في ذهن العامة بسبب الخلط بين عدة مجموعات بشرية تُسمَّى العلوية … وهذا الأمر يصح على الإسماعيلية أيضاً وان كان الكتاب لم يوضح بالقدر نفسه الأمر كما وضَّحه لدى العلويين ، وبالتالي فالنصيرية كوصف عندالعلوي ليست مرذولة بل هي من باب تخصيص المخصص قبلاً ، بالعلوية للدلالة وبيان الفرقة المقصودة … وكذلك مهم التركيز على نمو المذاهب والأفكار وصياغتها مع مرور الوقت والتجربة وبما يفيد عدم تطابقها المستمر ، وكذلك ذكره حملة الأمير المكزون وتداعياتها …
– محاسن الوثائق أنها تكشف وقائع ما ، بشكل محايد، و مساؤها أنها لا تحوي عادة الا ما هو أكثر مفارقة في الحياة العامة ” كما حالياً في وسائل الإعلام حيث يذكر الخبر المثير الأكثر مفارقة لما هو معتاد في الحياة الرتيبة ” وبالتالي عند ذكر المُفارق عن الاعتياد في هذه الوثائق فهي من حيث لا تدري. أو لا تريد تُنمّط الوضع العام في ذهن القاريء تجاه وقت أو جماعة بشرية أو شخص ، خاصة في منطقتنا الذي يُعاني فيها القاريء من الكسل في تحصيل المعرفة وكذلك من الإتكالية المعرفية … يُنمطها بنمطية الاستثناء المشهور في الوثائق وهنا خطورة الأمر …
– ذكرت إشارة مهمة في الكتاب لتحالف من نوع ما بين بعض الزعامات العلوية من الأمراء، والمماليك وتمكين هؤلاء ودعمهم بالساحل السوري من أجل صد غزوات الفرنجة عن ساحل بلاد الشام وهو أمر واقعي تتناقله الذاكرة الجمعية لبعض العلويين وتدعمه بعض الأمور من ضمنها مثلاً أن أخر إمارة مشرقية سقطت بيد الفرنجة كانت إمارة بني عمار العلوية في طرابلس الشام بعد مقاومة طويلة وكذا ثورة الشيخ حامد الكيمي للفرنجة من قرية الكيمة الذين احتلوا برج صافيتا في عهد المماليك وكذا قيادة الشيخ بدر الخفير ” التي تغلّبت شهرة مقامه هناك على إسم المنطقة الواقع فيها المقام وهي الأندروسة فأخذ إسم مدينة الشيخ بدر الحالية ” للإسطول البحري المدافع عن ساحل بلاد الشام وهو الذي تلقى الدعم من المماليك بل أنه بفترة لاحقة مثّل الزعامة المملوكية في روما وناقش عدة قضايا هناك … كل ذلك ينسف التنميط الزائف الناتج عن مظلومية مفترضة من قبل العلويين كمستهدفين لمعتقدهم أو الظالمية المنسوبة بخيانة لهم في ثغور بلاد الشام …
– وردت نقطة مهمة مُغفلة تاريخياً لجهة الفتاوى المنسوبة لابن تيمية أولاً لجهة الخلط الوارد بالفتوى الأولى من قبل ابن تيمية بين العلويين والروافض والقرامطة وهو خلط ما زال سارياً بذهن كثير من السوريين والمشرقين حتى الآن مع أن لا علاقة بين هذه الأطراف والعلوية – النصيرية تحديداً …وكذلك التلميح الى أن هناك فتاوى لابن تيمية استحدثت لاحقاً …
– أيضاً مهم ما ورد لجهة إيضاح طبيعة عهد المماليك والاسرة العثمانية من كونها عهود قائمة على تحصيل الضريبة والريع والإصرار على ضبط الحكم ومركزية الدولة وليس الإستهداف على أساس طائفي أو إثني ، أي إدارة العهد على قاعدة الولاء ومصلحة العائلة الحاكمة وهذا أمر مهم لنسف أسطورة من شقين المظلومية التاريخية من جهة أو إعتبار هذه الجهات حامية للدين …
– مهم ما ذكر في الكتاب لتباين مواقف وطريقة عيش العلويين وفقاً لمصالحهم وأمكنة عيشهم وهذا أمر واقعي ، أما ذكر القرداحة كمركز فأظن أنه قادم لذهن الكاتب من تداعيات الحاضر وليس من موقع القرداحة تاريخياً فالقرداحة حتى وقت قريب هي قرية تابعة لمدينة جبلة ولم يكن لها أهمية بل وحتى الآن … إلا عبر إفتراض لا أساس له بسبب تداعيات الحكم في سوريا … مع التأكيد أن العائلات التقليدية من الزعامات المحلية التاريخية في القرداحة كان لديها عدة منازل عادة بعض منها في القرداحة ، مع التأكيد أن حواضر العلويين التاريخية من ضمنها أنطاكيا وحرّان وعانا العراق وبغداد واللاذقية وطرطوس وطرابلس الشام وفي وقت ما القاهرة ،
– نوهت بعض النقاط لاستقلال ذاتي في كثير من المناطق ومنها الساحل السوري وهذا أمر صحيح كما نوّه لعمليات التمرد العلوية فذكر بعض منها ولم يذكرها أغلبها وهي بالمجمل قائمة على أبعاد ورؤى فكرية ومصلحية وليس على إستهداف طائفي من كليهما للأخر …
– ذكر أمراء الحرب في عهد المماليك والاسرة العثمانية وهي كلمة مختلفة عن مدلوها اليوم من حيث النشأة والسياق ، غاب عنها هنا أن القرصنة البحرية على مدن الساحل التي كان أغلبها علوية، كانت تتعرض بشكل مكثف طيلة عهد الأسرة العثمانية لهجمات تُفرغها من سكانها وهو أحد عوامل نشوء أمراء الحرب المحليين وفق الظرف التاريخي .
– ذكر المراسلات الموجودة في الأرشيف بين الزعيم اتاتورك والشيخ صالح العلي لجهة الاتحاد بين مناطق نفوذ الشيخ صالح والدولة العلمانية التركية التي أراد الزعيم مصطفى كمال أتاتورك إقامتها ، أظن إظهار هذه المراسلات بين الرجلين سيوضح مسائل براغماتية غائبة عن الذهن الجمعي السوري العام بالأغلب الأعم . بما يخص براغماتية أتاتورك الملاحظة بين أول مكتوب ” رسالة ” له للشيخ صالح لتقديم المساعدة له بحرب فرانسا والذي بدأه بإعتبار الشيخ صالح العلي: “حامي شعائر الإسلام والدوحة العلوية ” الى مكتوبه الأخير الذي دعاه فيه الى الانضمام للدولة التركية العلمانية !
– هناك نقاط كثيرة مهمة وموضوعية من ضمنها توزع البنى الاجتماعية العلوية ، التسمية الحديثة لجبل التركمان ، موضوع أولوية الضريبة وفرضها أحيان كعقاب وليس على أساس ديني ، ضرورات استخدام الفتاوى في دعم مصلحة العهد – الحكم وليس سيطرة الدين ، الحديث عن تبديلات في التحالفات والولاءات عند تغير الأسباب الموجبة لذلك ، توحيد التمثيل السياسي ، وكذلك الإشارة للطبيعة المحلية للمواقف المناهضة للعهد الحاكم ،
– أشارت بعض النقاط الى تطور الوعي من انفصالي الى عام أو العكس بسياقات توسع دائرة التعليم والمعارف والمصالح وهذا أمر واقعي …وكذلك ذكر الإصلاحات الحميدية المتأخرة لمواجهة الغرب عبر تصنيع عصبية دينية مواجهة ومحاربة البعثات التبشيرية وكذلك علاقة العلويين المتبدلة مع إبراهيم باشا … الخ
– وغيرها نقاط عدة لا يمكن التعليق عليها واحدة واحدة بسبب عدم وجود وقت لذلك لدي …
– أرغب بقراءة الكتاب لأن هناك أمور كثيرة تدل على جهد علمي وبحثي
هذه الإجابة أرسلتها بشكل منفرد غير مُعلن لأصدقاء ، بعد قراءة الرابط الذي بعثوه لي على الايميل أو المسنجر أو الواتساب
وها أنا ذَا أعيد الإجابة نفسها لكم على الرابط الذي شاركته على صفحتي …
لذلك إقتضى التنويه
مع الإحترام
29 نيسان 2017