أحزنني التسريب المنسوب للسيدة هند رفيق الحريري حول السوريين ، كثير مما ورد بحديثها يدعو للتأمل بوضعنا كسوريين وكمشرقيين ، ويُشير الى وجود ضرورة لدينا كسوريين وكذا كمشرقيين الى عملية إصلاح ديني في المرجعيات الدينية في مكة والنجف وكربلاء والأزهر والمشيخة العلوية والكنائس وبيوت العقل … الخ بما يليق بالحياة المعاصرة خاصة أن هذه المرجعيات تؤسس ثقافة العامة فينا ، كما نحتاج الى إصلاح البنى المؤسسية الثقافية التي تُنتج ثقافة الخاصة فينا ، وأزعم أن أس هذا الإصلاح يجب أن يهتم بالكيفية اللائقة لتلبية الحاجات الأساسية الإنسانية : الوجود (العيش) ، الحماية ، المودة – العاطفة ، الإدراك – الفهم ، المشاركة ، أوقات الفراغ ،الإبداع، الهوية ، الحرية ، الغذاء ، الجنس ، إحترام الحيّز الشخصي ..
لا يُمكن الإكتفاء بإعادة إنتاج خرابنا عبر ماكينة المُقَدَّس الذي لا يمل من ترسيخ خرابنا العام ، ولا نمل نحن من إعادة تجريبه …
يجب الإقرار بضرورة الحرية ودولة القانون لإنتاج ثقافة مختلفة ، لم يعد ممكناً العيش ضمن ذات المناخ من توليفة النفاق الديني والمدني اللذان يُنتجان التطرّف والإستبداد ، المُستمران فينا وبنا منذ قرون ..
7 آيار 2017