دخول قوٌات الإحتلال التركي إلى مدينة إدلب السورية، وترحيب بعض السوريين به ، يُبرز مرة أخرى عدم وضوح فكرة الوطن لدى الأغلب الأعم من السوريين ، فلكل منا تصوره المُفترض عن الوطن السوري ، تصور غير مشترك مع غيره بالمعنى القانوني ، بل يبدو تصوّر مُتماهي مع غيره بلحظة ما .. ولكل غايته الفئوية الفردية من هذا التماهي .
ليس من العقل أن نعيب على الأخر فئويته في فهم الوطن ، ونحن الذين إختزلنا الوطن السوري بشخص ، وجعلنا تصورنا للوطن السوري ، تصور مُرتبط بأراء الأسد الإبن السياسية التي تقوم على مصلحته الشخصية والفئوية في استمرار إحتلاله السلطة التي ورثها عن أبيه في الدولة السورية ! على جثث أبناءنا وسرقة ثرواتنا ومستقبلنا!.
وكذا ليس من العقل تصور الوطن عبر التذرع بردّات الفعل أو بالشراكة الدينية المُفترضة مع قوات الإحتلال أو قوى الإرهاب الللتان تستخدمانا وتقتلنا بالمعنى الواقعي والحضاري للكلمة .
وحده القانون الذي يُمثل قيمنا المجردة والمحددة غير القابلة للتأويل وغير المبني على مصالحنا الفئوية . يجعل من هذا المكان الذي يضمنا الآن على مضض منا ، وطن له معنى يستحق العيش من أجله قبل الموت في سبيله .
الدين يعتني بالوطن ولا يحدده …
والشخص في منصب الرئيس موظف لخدمة الوطن لا مالك له .
مرة أخرى أقول نحن لسنا حتى طوائف أو إثنيات منسجمة داخل فئاتنا !
بل نحن – بالأغلب الأعم- أفراد قلقون ، قلق مرضي تائهون كأطفال غير ناضجين غير واعين لمصلحتنا في هذا العالم الناضج في أغلبه والمدرك لمصلحته .
14 تشرين أول 2017