الوجود الإنساني مسؤولية الإنسان بالدرجة الأولى والأخيرة وما بينهما ، والله المفترض لم يتدخل ولن يتدخل في الوجود الإنساني لمصلحة أحد ما ، لأن تدخله المفترض من قبلنا ، ينسف مفهوم العدالة عن الله وهي صفته الأبرز والأهم ، ولا ينقض ذلك رأينا المُفتٓرِض بتدخله ، بناء على تأويلنا المُستند بدوره على طبيعة الأمور الحياتية بإعتبارها حمّالة أوجه ، وتحتمل دوماً وحتماً ما يجيش في شعورنا الجوّاني من هاجس مسبق …
آن الآوان لوقف هذه الهيستيريا الجماعية بتمجيد ” الإستشهاد والشهادة ” والموت في سبيل الوطن أو سبيل الله … فالحياة هي سبيل الله والإيمان …
فلو أن ” الشهادة ” بهذه الأهمية التي يُروّجها زعران الوطن والدين لما تركاها لنا …
لا زلت أذكر كيفية مقتل القذافي حيث إنفعال الناس هنالك بل وحماقتهم ووحشيتهم حرمت الليبيين من محاكمته ومعرفة مكان الودائع والأموال وهي تُقدَّر بعشرات مليارات اليوروهات والدولارات، ” إرتوى ” الليبيين وغيرهم من مشهد القتل المفجع ذاك وحرموا من محاكمة عادلة ، كانت بالتأكيد ستقضي بإعدامه وبنفس الوقت بإستراجاع تلك المسروقات التي إمتدت سرقتها من قبله لأكثر من خمسة عقود …. المسروقات التي لا يعرف أحد أين هي ومن أخذها الآن !؟
ذلك مثال من أمثلة كثيرة كيف أن الحماقة تذهب بصاحبها وبصحبه وبوطنه وبإيمانه .
لذلك وإستناداً على ما تقدم فأني أطلب من الله” إذا كان لا بد من الطلب ” أن يحافظ على صحة وذاكرة وحيوية وطول عمر كل المجرمين السوريين و سارقي المال العام السوري ، في كل جهة تتدعي تمثيل الدولة أو تمثيل الثورة ، حتى ذلك اليوم الذي يٌقدمون فيه الى محاكمة عادلة ، تُحافظ على حقهم في الدفاع وتدل على رغبتنا العميقة بالعدالة وليس بالإنتقام الأهوج وتدل أيضاً على صدقنا فيما ندعيه ، فنحصل بتلك المحاكمة على معرفة كيفية وقوع جرائم الحرب ومسببيها وكذلك معرفة أماكن الوادئع والأموال المنهوبة والمقدرة بمئات مليارات الدولارات واليوروهات ، حتى نستطيع بعد ذهاب السكرة وعودة الفكرة بناء وطن مُدمر وإعانة السوريين المفجوعين في كل شيء .
18 تشرين أول 2017