°
, April 23, 2024 in
آخر الأخبار
ثقافة

لِمَ عليّ – سامي أحمد

I

لا أحدَ يكتبُ أنَّ الأشياءَ حجابٌ

لا أحدَ يرسمُ لجسدهِ قبراً في الظلام

لِمَ عليَّ أن أقولَ للشَّمس:

بدِّدي جسدَكِ

في جسدِ الليل.

II

لِمَ عليَّ أنْ أقولَ للظلام

أنْ يعترفَ لي

بأشيائه وأقفاصِهِ ومناماتِهِ

وسادةً للسَّديمِ.

III

لِمَ عليَّ أنْ أحملَ في داخلي

كلَّ هذه اللذات

التي لا تتكلَّمُ، لا تفكِّرُ،

لا ترفضُ، لا ترقصُ.

IV

لِمَ عليَّ أنْ أشهدَ بالخواءِ،

وأرتدي كلَّ هذا الجسد،

وأنْ أتقنَّعَ بهذا الوجه.

V

نهاري أبسطُ من ليل،

وأصغرُ من حَلمَةٍ تضيعُ في الظَّلام

ليلي أقصرُ من المسافة،

و أكبرُ من حجرٍ يضربني.

VI

كان عليَّ أنْ أقتلَ الماءَ

في جسد النَّهرِ،

لأحيا التدفٌّق؛

لأرى الأشياءَ كما تراني

من العمقِ إلى السَّطحِ،

فكلُّ داخلٍ

سوف يقرأ سِفْرَ خروجي،

سيعرفُ جهلي؛

بأنَّ الكتبَ

هي قهوتي

وفراشي

وناري التي لا تخبو.

VII

هكذا وبلا مُقدِّماتٍ أغيبُ في أبوَّتي

وأعلمُ أنَّ الغبارَ سينثرُ في عينيَّ

ما تبقَّى من الرِّيحِ

وأنَّ الصَّباحَ سيأتي إليَّ

فاتحاً جيوبَهُ للفراغِ

وعينيهِ للمساء.

VIII

وهذا العدمُ الذي يهيئ لي

حفرة في الرأس،

وهكذا سأبقى بلا وجود

فوقَ هاويةِ الكلام.

IX

إلى متى أنمو داخِلَ حساباتِ الأنا

وخارجَ الأنا بلا حساب،

وبلا حسابٍ أنأى

إلى حيثُ أريدُ،

لأرى ما لا أريدُ.

X

خيولٌ لا أعرفُ فُرسانَها

وأعرفُ سُيوفَهم.

خيولٌ أعرفُ أقدامَها،

ولا أعرفُ أسماءَها

XI

لِمَ عليَّ أنْ أسمعَ أشياء لا أراها.

XII

لِمَ عليَّ

أنْ أفرغَ من الشِّعر

عندما أذهبُ إلى النَّوم.

سامي أحمد : شاعر سوري من ديوان له بعنوان ” شبه لي ” يصدر قريبا عن دار التكوين . دمشق سوريا .