°
, March 29, 2024 in
آخر الأخبار
الشــيخ صالح العلي

مكتوب الشيخ إلى ” محافظ اللاذقية الممتاز ” منير بك الشريف .

بعد توقيع معاهدة سنة 1936 بين السوريين من جهة والفرنسيين من جهة أخرى , لحظ الفرنسيون أنهم أعطوا السوريين بموجب الاتفاقية أكثر مما يجب فيها , فعمدوا إلى التركيز مرة أخرى على إعمال التبشير السياسي – الديني بوساطة الإغراء المالي والإغراء بالمناصب  لإعادة إحياء ” حكومة اللاذقية “, عبر تبشير الطوائف المسلمة سواء في الجبل أو الساحل . (نجح التبشير لكثيرين , بعضهم تراجع لاحقا بعد قطع الدعم المعنوي و المالي , وبعضهم تراجع لأسباب أخرى , وبعضهم مازال حتى تاريخه ) و  بدأت بمحاربة المسيحية المحلية التي كان لها دور مشهود في الحركة الوطنية في الجبل و الساحل , من خلال ربطها بحركة دينية سياسية فرنسية غربية , وذلك بضخ الأفكار المسيحية الغربية  و استمالة زعامات دينية  ومدنية فيها . وأمتد النشاط الديني – السياسي في الطوائف المسلمة  إلى دفع المال  لخلق قوى دينية ومدنية جديدة و تفعيل مراكز القوى  الدينية والمدنية التقليدية المتحالفة مع الفرنسيين في كل طوائف ومذاهب وعشائر الجبل والساحل ,المتمثلة  برجال دين ووجهاء اجتماعيين وفعاليات أخرى.  حيث اجتمعت هذه القوى  مرات  عدة من أجل تحقيق الانفصال وإعلان حكومة اللاذقية المستقلة , ووصل الأمر إلى فتن طائفية ومذهبية وعشائرية بين أنصار الانفصال و أنصار الوحدة السورية , نتج عن هذه الأعمال آثار مهمة وضغائن مازال بعضها يفعل حتى اليوم . وأمدت فرنسا تلك القوى القديمة أو الجديدة الموالية لها بالمال و السلاح , و بدأ العصيان المسلح ضد الوحدة السورية في سنة 1938 في مناطق الجبل والساحل . تدخلت على إثره في بعض المناطق قوات الدرك ب(250) عنصرا بقيادة ضابط الدرك محمد علي عزمت ” على سبيل المثال لا الحصر ” . في خضم ذلك بدأت تحركات مدنية ومسلحة واجتماعات لأنصار الوحدة السورية ترافقت  بمراسلات ولقاءات  لهذه القوى من بينها ما جرى بين الشيخ صالح العلي و” محافظ اللاذقية الممتاز” منير بك الشريف . حيث تمت ابتداء من مطلع سنة 1938 زيارات متبادلة في مقر المحافظ أو في دارة الشيخ صالح العلي في قرية الرستي . الشيخ بدر .  ” تعرض الشيخ صالح العلي جراء هذا الصراع بين القوى المتنافرة حول الوحدة السورية  إلى محاولات اغتيال وتسميم كثيرة “.

ومن بين المراسلات هذا المكتوب المبعوث من الشيخ صالح العلي إلى ” محافظ اللاذقية الممتاز ” منير بك الشريف ,  يدور المكتوب حول مواجهة الحراك الفرنسي السياسي – المالي – الديني . في الجبل والساحل .

” محافظ اللاذقية الممتاز ” منير بك الشريف  . سنة1938

 

“مضمون المكتوب كما ورد بخط يد الشيخ صالح العلي “

لحضرة الأخ الأوحد منير بك الشريف المحترم

سلام واحترام أعرض ما جد شيء يعرض نحوكم سوى الاستفهام عن رفاهيتكم

أولا الثانية الناقل يعرض لسعادتكم ما تجدد الأمل من همتكم الاستماع لحديثه

والإجابة لطلبه حيث هو عين الصواب وإذا لا سمح الله لم تصدقوه بالأمر الواقع

ورفض الاجتماع تكون العاقبة غير محمودة وللفكر الثاقب نهاية إيضاح بهذا

المشروع والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

10 شباط 1938 10 ذي القعدة  1356 المخلص

صالح علي