°
, October 6, 2024 in
آخر الأخبار
عيـســـى ابــراهـيـم

التدين

أزعم أن التّدين هو نسق منطقي معرفي في فهم الوجود ينقصه ( كما كل أمر بالوجود) حلقة أو حلقات دون الكمال والكلية ، فيعمد التّدين لتعويض النقصان بفكرة مقدسة ” ترتي ” النقصان وتجعله كاملاً و كلياً ..
وهذا أمر له مبرراته المنطقية في هذا الكون الموحش حيث لا إحداثيات تجعل العيش ممكناً بطمأنينة مما يجعل التدين” وفق التعريف أعلاه ” إمكانية باقية – مستمرة .. بل الوجود والكون كله مثار تساؤل مستمر …!
الحكمة والعقل والمسؤولية والمصلحة تقتضي أن أي فكرة يصلها المرء بتجربته الفردية الحرة ” المعنى العميق والفلسفي للكلمة ” مناقضة لما هو سائد .. أن يتدبر إنتصار فكرته بما يخدم الوجود ويعتني به ، دون أن يُرافقها بالضجة التي ترافق عادة من يُعاني من الإستيقاظ المتأخر !
ومن ذلك مثلاً تلك الضجة والدحض لدى بعض الملحدين في مقاربة التدين ومهاجمته بذريعة مهاجمة التطرّف ، فالتطرف ليس خاص بالتدين بل بإعتقاد أي فرد منا بإمتلاكه الحقيقة المطلقة كاملة غير منقوصة ، مهما كان إعتقاده ، فرغبة بعضنا الصادقة بتنبيه الأخر المتدين ” في أحسن حالات حسن الظن بهذه الرغبة ” لا تشفع لهذا الصراخ في “الإيقاظ “