الحروب الصليبية هي حروب الفرنج والتركمان التي امتدت نحو قرنين من الصراع على سوريا , أي من 1095 إلى 1291 , وتتألف من ثماني حملات رئيسية قام بها أمراء وملوك أوربا الغربية برعاية البابوية ضد أمراء وسلاطين الشرق الاسلامي من سلاجقة وأيوبيين ومماليك لللاستيلاء على سوريا باسم السيطرة على ما فيها من مقدسات .
هذه الحروب لم تكن أول واخر صدام بين الشرق والغرب , ولكن المحاربين الأوربيين وضعوا على صدورهم شارة الصليب عند زحفهم على الشرق وعلى ظهرورهم عند العودة الى أوطانهم خائبين , فدعيت هذه الحملات ” الحروب الصليبية ” ( cruzada ) في الغرب بينما العرب الذين عاصروها قد دعوها ” حروب الفرنج ”
و” الحملات الصليبية ” لم تكن في جوهرها صراعاً دينياً بين المسيحية والاسلام بل بين الاقطاع الأوربي وبين الاقطاع التركماني . والاسلام الديني لا يختلف في الجوهر مع المسيحية الدينية . بينما الاسلام السياسي يختلف مع الاسلام الديني رغم الادعاء بأن الاسلام دين ودنيا , والمسيحية المسيسة لا تتفق مع المسيحية الدينية ومن يتتبع مجريات ووقائع تلك الحروب يجدها مزيجاً من الوحشية والقوة والجهل والتدين العاطفي القائم على التعصب والخرافات , فالصليب رمز الفداء والتضحية بالنفس من أجل الأخرين ولم يكن الصليب أبداً رمز للحرب والقتل والنهب والعدوان !
إن الاعلام يتكلم دائماً عن سمو الأهداف في الحروب ولكنه لو صدي لتكلم عن الأزمات الاقتصادية التي تبحث عن حل فتقود إلى المعارك السياسية التي إن لم تجد مخرجاً للأزمة الأصلية تفرجها بالحرب والاحتكام إلى القوة ! لذا ليس هناك حرب مقدسة ولا جهاد بل أقنعة كاذبة تكمن خلفها الأطماع الاقتصادية قبل كل شيء .
صفحة من مقدمة كتاب الباحث والمؤرخ الدكتور وديع بشور . { أضواء على حروب الفرنج والتركمان } ” الحروب الصليبية ” 1095 -1302 رجاء , لا تكرروا المأساة وتنجحوا الفتنة باسم الدين !
يقول د. وديع بشور في الاهداء : اليوم يكتمل تسعمئة عام على بدء حروب الفرنج والتركمان التي دعا إليها البابا أوربانوس الثاني في 26 تشرين الثاني 1095 فلنتذكر الضحايا البريئة قبل القتلة والمغتصبين , لنتذكر ملايين السوريين الذين قضوا بسبب الحروب والمجاعات والأوبئة في صراع الغرباء على ارضهم . .
ولنتذكر ملايين الذين بيعوا باسواق النخاسة بريعان شبابهم .. أو أصبحوا أقنانا لدى الاقطاع الغريب . . .
باسم هولاء السوريين المنسيين أقدم هذا الكتاب إلى الأجيال المعاصرة كي تستجلي الحقيقة … وتتحرر من الأضاليل . الأحد 26 تشرين الثاني 1995 الدكتور وديع بشور
– د .وديع بشور من مواليد صافيتا 1930
– تخرج من كلية الطب في الجامعة الأمريكية في بيروت عام 1955 .
– حصل على اختصاص في أمراض القلب من جامعة فيينا عام 1969.
– انتخب عضوا في أكاديمية العلوم في نيويورك 1983 .
– عمل في وزراة الصحة السورية في المستشفى الوطني في اللاذقية.
– محاضر في أمراض القلب وتاريخ الطب في جامعة تشرين باللاذقية .
– بدأ اهتمامه بالدراسات التاريخية 1958 .
– بدأ بالكتابة عام 1970 . له عشر مؤلفات مطبوعة ولها عدة مؤلفات مخطوطة .