من المُهم إدراك موقع سوريا في قلب العالم وما يُرتّبه هذا الموقع من إلتزامات ومسؤوليات ناتجة عن ظروف تاريخية مُتعلقة بالتنافس الإمبراطوري ، وظروف مُعاصرة مُستمرة متعلقة بكونها الوشيجة الديموغرافية والمصلحية والحضارية الأكثر عُمقاً وربطاً وفصلاً في التاريخ والنسيج الإنساني العالمي ، والأكثر تداعي وتأثير في المستقبل العالمي .
التزامات ومسؤوليات تترتب على نظام الحكم الذي قادها تاريخياً أو سيقودها مُستقبلاً ” بمعزل عن التقييم الأخلاقي لهذه الإدارة ” ولذلك لا يكفي الحماس ولا القضية المُحقّة لإجراء تغيير ، حتى على مستوى الأشخاص الذين يُمارسون إدارتها مُراعين هذا الدور ومُحترمين تبعاته .
فكيف بتغيير طبيعة هذا الدور التي تُشكِّل فيه سوريا ” بيضة القبّان ” ضمن خريطة صراع المصالح الدولية !.
التغيير فيها غير ممكن حتى ولو أُبيدت سوريا عن بكرة أبيها وبكل سكّانها ، إلا عبر رؤية سياسية حضارية متوازنة تُراعي كل تبعات موقع سوريا ومسؤولياته بشكل مُحترم هاديء مسؤول وضامن وغير منفعل وملتزم التزام كامل ، رؤية تتبناها نخبة سياسية سوريّة ضامنة مسؤولة ملتزمة تعي كل ما تقدم وغيره ، رؤية تُطْمئن السوريين كل السوريين والعالم وقواه الفاعلة بذات الوقت .
سوريا زيتونة شرقية و غربية !. وبنفس الوقت ، سوريا زيتونة لا شرقية ولا غربية !؟
إنها الأمرين المُخْتَلِفَين معاً !. وليست أحدهما !.