°
, December 7, 2024 in
آخر الأخبار
عيـســـى ابــراهـيـم

الصيغة القديمة، أم صيغة جديدة !

لقاء  الأمير بندر بن سلطان وما يتضمنه من تفاصيل حول سوريا ، له دلالة من حيث الوقت ، ومن حيث الإجتزاء ، وأميل الى الظن بصدق ما قاله ، مع ظني بوجود كثير مما لم يقله ، خاصة إصرار المملكة  العربية السعودية  على دعم الأسد الابن حتى أخر لحظة من حيث تحكّمها ، مثلاً ، بتنظيمات دعمتها مالياً وقادتها سياسياً بما يخدم الأسد الابن ، و ” جيش الاسلام ” واحد من هذه التنظيمات ، إضافة لمساعدتها غير التقليدية للأسد الابن ، بإرسال الإرهابي المحيسني ، مثلاً ،  ليصبح مُلهم لكثير من السوريين المعارضين وبما يخدم سياق بقاء الأسد الابن . وحيث الاٍرهاب في خدمة بقاء الديكتاتورية .

 السعودية تاريخياً هي عرّابة الصيغة السياسية الحالية لحكم سوريا إبتداءً من تشكّل ملامحها العملية  في عام 1949، حيث كانت الإرادة البريطانية حاضرة والإمكانية المالية والمعنوية السعودية  كذلك، لبلورة  هذه الصيغة السياسية لحكم سوريا، و التي تُوجت بوصول الاسد الأب  ومن ثم  الأسد الابن للسلطة، بتوافق محلي طائفي – اثني – مناطقي –  محلي سوري ، وتعريب وإخراج سعودي، وارادة بريطانية … 

أزعم أن التصريح السعودي ببعض تفاصيل حول الأسد الابن وشخصيته ومواقفه ..الخ  بهذا الوقت، هو بمنزلة تهيئة أجواء لما يتبع ، والذي قد يؤدي إما الى الاستمرار بالصيغة السياسية التي بدأت ملامحهاالجدية كما قلنا في بداية الخمسينات ، ولكن عبر إخراج جديد .

أو الانتقال لصيغة سياسية أخرى للحكم في سوريا ، ودائما ً  المملكة العربية السعودية حاضرة بإمكانياتها المادية والمعنوية .

ما تقدم  من المفيد قراءته بإطار صراع المصالح والعوامل الموضوعية بعيداً عن القراءة التفاضلية أو الأخلاقية .