°
, April 16, 2024 in
آخر الأخبار
تفاصيل

التقسيم

لقد حاصرتمونا بشكل خانق وخلقتم لدينا الجحافل التي بها سنهزمكم: اليأس

(البير كامو)

سأل رئيس المحكمة العسكرية قائد الكتيبة المهزومة: لماذا هزمتم؟

أجاب: سيدي، هناك عشرة أسباب:

السبب الأول، لم يكن لدينا ذخيرة .

السبب الثاني . . قاطعه رئيس المحكمة: لا داعي لذكر الأسباب التسعة الباقية .

بعد الصفعة المهينة التي تلقاها الرئيس الأمريكي أوباما من نتنياهو وفشل المفاوضات العبثية، يطرح المفاوض الفلسطيني سبعة خيارات: الخيار الأول الذهاب إلى مجلس الأمن حيث “الفيتو” الأمريكي بالمرصاد، عندها لا داعي للخيارات الستة الباقية .

أمام المفاوض الفلسطيني خياران أولان:

– الخيار الأول الأول: سحب اعتراف منظمة التحرير ب “إسرائيل” وعودة إلى المربع الذهبي الأول: فلسطين كلها لنا، وعلى لصوص الأوطان الصهاينة أن يعودوا إلى بلادهم الأصلية، حيث لا حق لليهود بشبر واحد من فلسطين .

الخيار الأول الثاني: هو المقاومة أولاً وثانياً وعاشراً . . نقطة أول السطر .

الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور طلب من أحد القضاة الشجعان أن يكون وزيراً فرفض قائلاً: ارفع علم الحق يتبعك أهله . . فليرفع الفلسطينيون علم المقاومة يتبعكم العالم كله .

في مطلع القرن العشرين، معاهدة سايكس بيكو وغيرها قسمت الهلال الخصيب والعالم العربي ، في مطلع القرن الواحد والعشرين حان موعد تفتيته .

خريطة التفتيت مفجعة:

– السودان: مرشح لتقسيمه إلى أربعة شمال مسلم جنوب مسيحي ووثني أبيي بترول، دارفور بترول ويورانيوم ومعادن .

– العراق: مرشح لتقسيمه إلى ثلاثة: شمال كردستاني جنوب شيعي ووسط سني، دعوات خجولة لأقاليم كلدانية وإثنيات أخرى .

– مصر مرشحة لتقسيمها إلى دولة إسلامية ودولة قبطية، وهي الدولة المركزية الأولى عبر التاريخ منذ أيام الفراعنة .

– الأردن: مرشح الوطن الفلسطيني البديل، وصراع أردني فلسطيني تحت الرماد وفوقه .

– المغرب العربي: صراع عرب وبربر .

– لبنان: مسلم مسيحي سني شيعي .

– سوريا: سنة علويون أكراد .

– اليمن: شمال وجنوب .

الصومال: اللادولة .

فلسطين: لقد وفرنا على الأمريكيين و”الإسرائيليين” مهمة التقسيم فسبقناهم إلى ضفة وقطاع، كنتم تفاوضون الثعالب قبل 20 سنة، الآن تفاوضون الذئاب . المخجل في مسلسل التفاوض العبثي أن أمريكا ليست وسيطاً جباناً فحسب بل عدو وقح يقف في خندق واحد مع العدو الصهيوني من دون رتوش أو مساحيق .

نكرر قولاً سابقاً: أمريكا تحتقر حلفاءها، وتحترم من يؤذيها، وتقبل يد من يبصق في وجهها، وهذه “المكرمة” محفوظة حصرياً ل “إسرائيل”، فمتى نفهم . . حتى نفهم؟

لقد لخص الكاتب العالمي نعوم تشومسكي كل عمليات التفاوض منذ 20 سنة حتى الآن بكلمات بسيطة غاية في الإيجاز: “المفاوضات الجادة يجب أن تكون برئاسة فريق حيادي، حيث تكون الولايات المتحدة و”إسرائيل” من جهة وبقية العالم من الجهة الأخرى” .

اقرأوا وتفهموا

اليهودي ناحوم غولدمان ينسب إلى بن غوريون أول رئيس وزراء ل “إسرائيل” والمؤسس الأول في كتابه “المعضلة اليهودية” قوله: “لماذا يعقد العرب سلاماً معنا؟ لو كنت زعيماً عربياً لا يمكن أن اتفق مع “إسرائيل”، لقد أخذنا بلادهم، صحيح أن الله وعدنا بها، إلا أن هذا لا يعني شيئاً لهم، ربنا ليس ربهم، نحن ننحدر من “إسرائيل” إلا أن هذا قبل 2000 سنة، وهو لا يعني شيئاً لهم، كانت هناك لاسامية، النازيون، هتلر، اوشفتز ولكن هل هذا ذنبهم؟ كل ما يرون هو أننا أتينا إلى هنا وسرقنا بلادهم، لماذا يقبلون هذا؟ ربما نسوا بعد جيل أو اثنين أما اليوم فلا فرصة، الأمر واضح لذلك يجب أن نبقى أقوياء ونحافظ على جيش قوي، هذه هي سياستنا وإلا فالعرب سيبيدوننا” . (انتهى كلام بن غوريون) .

أيها المفاوضون العرب، أيها المفاوضون الفلسطينيون نرجوكم ونتوسل إليكم أن تصدقوا بن غوريون ولو لمرة واحدة، فهو يقول إن الأرض ليست أرضهم وأنهم سرقوها من أصحابها، فلماذا نعترف لهم بملكيتها ونصبح نحن الدخلاء .

على باب الكنيست “الإسرائيلي” نقشت الجملة التالية: “أرضك يا “إسرائيل” من الفرات إلى النيل”، هذا ليس شعاراً طوباوياً بل خطة عمل وحجر أساس لبناء إمبراطورية .

عندما سئل بن غوريون ما هي حدود “إسرائيل”؟ أجاب: حدود “إسرائيل” حيث يقف جيشها . السد الوحيد الواقف في وجه هذا البولدوزر هو الشعب الفلسطيني الأسطوري، فلا تخذلوه .

من : نضال .