°
, December 9, 2024 in
آخر الأخبار
تفاصيل

سوريا: مسلم يتبرع بأرضه لبناء كنيسة لأهالي قريته المسيحيين .

موقع بناء الكنيسة الحديثة على قطعة الأرض التي تبرع به عباس

قرية سورية يفتح سكانها أبواب منازلهم أمام ضيوفها

سناك سوري – عبد العظيم العبد الله

تبرع “عباس حسن عباس” بقطعة أرض من أملاكه الخاصة من أجل بناء كنيسة لأهالي قريته “الشلهومية” المسيحيين حتى يقيموا الصلوات والقداديس فيها، خصوصاً أن كنيسة القرية أصبحت قديمة فهي مبنية عام 1930 وتم ترميمها عام 1950.

تقديم قطعة الأرض والتعاون لبناء الكنيسة في القرية الواقعة بريف “القحطانية” بمحافظة “الحسكة”سلوك طبيعي في القرية التي تجمع أبنائها روابط متينة ويعيشون طقوساً اجتماعيّة مشتركة بالرغم من تنوعهم الثقافي والديني ( السريانية والكردية والايزيدية) فكل منهم يتقن لغة الآخر في تعبير عن حالة الاندماج والتواصل والسلام المتأصلين في تاريخ هذه القرية بالرغم من ظروف الحرب التي يمرون بها.

يقول المطران “موريس عبد المسيح” الذي يشرف على عمليات بناء الكنيسة:«أزور القرية بشكل دائم قادماً من الحسكة، وألتقي مع “عباس” هذا الإنسان الذي له فضل كبير في بناء الكنيسة والحفاظ على ممتلكات أبناء القرية».

عمل أبناء القرية بالزراعة وتعاونوا على حراثة أراضيهم وجني محاصيلها و قد وصل عدد منازلها لأكثر من 100 منزل قبل الحرب لكن العشرات منهم هاجروا منها خلال الحرب خاصة أبناء الطائفة الايزيدية والمسيحية أما أملاكهم وأراضيهم وعقاراتهم فهي باقية ومحميّة من قبل من بقي فيها من المسلمين وفق ما يؤكده المطران.

“جورج اسحاق”و”هيثم زلط” و”خليل هادي” وهم مسيحيان وأيزيدي أجبروا على مغادرة القرية هرباً من خطر داعش الذي فتك بالمسيحيين والأيزيدين وحتى بالمسلمين قبل سنوات، الأشخاص الثلاثة يتواصلون مع “عباس” الذي تبنى مهمة رعاية ممتلكاتهم والحفاظ عليها في ظل الظروف العصيبة التي مرت بها القرية.

المطران موريس يزور عباس في القرية قبل أيام

“شلومو” أو “تجاوي” تحية السلام في القرية، الكلمة الأولى بالسريانية والثانية بالكردية، وهي التحية التي يتقنها جميع أبناءها حسب حديث عباس مع سناك سوري :«يلتزم أبناء القرية من مختلف الطوائف بتأدية الواجبات الاجتماعية تجاه بعضهم حيث نتشارك معاً الأفراح والأحزان ونبادل التعازي في الوفيات والتهاني في الأفراح وفي حال زارنا ضيوف من خارج القرية فالكل معني بتأدية الواجب تجاه الضيف كأسرة واحدة».

“الشلهومية” إحدى أقدم القرى في المنطقة، فيها أقدم كنيسة، يقول “عباس”:«تأسست القرية قبل 1400 عام حسب الروايات على يد الآشوريين و لا تزال في بعض المواقع فيها آثار ورموز المعابد موجودة حتى الآن، أمّا تاريخها الحديث يبدأ بقدوم الأسر الكردية والمسيحية والايزيدية قبل 250 سنة، حيث جاء إليها جدي التاسع “حسن”، لم يرضخ لتهديدات العثمانيين بضرورة قتل المسيحيين إبان مذابحهم من قبل العثمانيين، بل قام بحمايتهم، حيث كان هناك 50 منزلاً من المسيحيين بيننا، وهذه الحادثة موثقة من قبل أحد رجالات الدين المسيحي قبل عشرات السنين».

“الشلهومية” كما تقول إحدى الروايات بأن معناها آشوري وتعني شلالات المياه، وهم أثبتوا للمنطقة برمتها بأنهم شلالات من الحب والأخوة، لذلك توّجت قريتهم باسم السلام .