°
, December 6, 2024 in
آخر الأخبار
عيـســـى ابــراهـيـم

القضية السوريّة المحقة لا تنتصر عبر روح الغوغاء المدمرة .

القضية السوريّة المحقة ، تحتاج تَدبر في التعبير عنها ، في مساحات التعبير المختلفة والجمهور المُختلف ، فهذا الإصرار على البذاءة والإسفاف في تناول الطرف الأخر ، أو التعامل مع التسميات الرسمية للدولة السوريّة والعلم ، وكذلك التعامل مع الدولة السوريّة ذاتها كأنها( سوريا الأسد ) …..

بحيث أصبح لدى كثير من السوريين ، بوقت ما ، فهم و دافع وتبرير لتدمير وتخريب ممتلكات سوريا الدولة التي هي لنا جميعاً ، على خلفية هذا الإعتقاد  و القول : ( سوريا الأسد ) ….

والعلم المُختلف الذي كان علم الدولة السوريّة عند الإستقلال السوري ، وحيّاه السوريين وأحيوا عيد الجلاء بظله ، وقام الأسد الأب والابن بتكريمه بإصدار طوابع تُمجده ، كونه بالأصل تم تصميمه من قبل وطنيين سوريين بظل الانتداب الإفرانسي ليكون علم للسوريين ….. أصبح علم إنتداب …. والعلم الرسمي الحالي: علم الأسد …

لا  يمكن تغيير ما تقدم ، عبر لعبة ألفاظ وتباري بالوطنية لإرضاء الجمهور الذي بأغلبه يرغب بسماع : ( يلعن روحو … زيل الكلب ، يهود أصفهان ، ابن فلان …. عميل الماسونية ، بائع الجولان …. و تغيير تسمية الدولة بالحديث الرسمي تبعاً لأهوائه الايدلوجية ، و شتم العلم والصراخ الايدلوجي في كل مقال ومقام ….الخ ) في تصرف يليق بعصفورية ، وليس بمجتمع يريد بناء دولة ، فتغيير العلم والتسمية و بقية التفاصيل التي نريد تغييرها ، يتم عبر عملية صعبة ومحددة من خلال الدستور و الاستفتاء على العلم الذي نريد ، وتسمية الجمهورية التي نُريد ، و شكل الدولة التي نريد ، وغيرها من مسائل، وليس المزوادة على بَعضنا بالصراخ الشعاراتي .

بهذا الصدد لفتني كلمة موزونة حكيمة للسيد علاء الدين الزيّات ، عضو الهيئة الادارية للتحالف المدني السوري ” تماس ” ، السيد الزّيّات لا أعرفه شخصياً ، يقول فيها : الرئيس بشار الأسد ، في سياق الاستدلال منه بفقرة من خطاب الأسد الإبن حول عدم استخدام السلاح في معالجة الصعوبات …الخ ومن ثم تناقضه مع خطابه واستخدامه السلاح ! مُبرزاً تناقض الأسد الابن وبأنه يكذب في النهاية ، وكذلك أورد كلمة رئيس الجمهورية العربية السوريّة كتعبير قانوني ودلالة سياسية رسمية …الخ وكان ذلك أمام محفل رسمي أوربي ( مؤتمر بروكسل ) مما عرّضه لحملة تخوين شعواء من قبل أنصار الثورة …. بشكل جنوني ، متهمين إياه بالخيانة والعمالة وطالبين منه الاستقالة من موقعه ، في حين الرجل ، تدبر بحكمة وعقل ، كيفية مخاطبة الجمهور الأوربي ، للإنتصار للقضية السوريّة المحقة ، في تغيير الأسد الابن ، والتغيير السياسي العام الذي يؤدي لاحقاً لتغيير العلم ، وتسمية الدولة وغيرها ، من قبل السوريين ووفق الطريقة التي يشاؤون .!

لقد جربنا الطريقة البذيئة بالتغيير عبر الصراخ وانكار المواقع والمسؤوليات والصفات وامكانات الناس ومكاناتها الرسمية …الخ بسبب الاختلاف  ، ونحن مقتنعون أن ذلك يوصلنا للانتصار للقضية السوريّة المحقة بالتغيير ، ورغم كل الفشل ، ما زال بَعضنا يرغب باعادة تكرار المكرر- الممل لتحقيق نتيجة مختلفة .

لا شك أن الأسد الابن ديكتاتور ومتهم بحرائم حرب وتجب محاكمته هو وكل من انتهك الدم السوري على حد سواء من أي طرف كان . حتى لو كان أخي .

إلا أن التسميات الرسمية لها اعتبارها بالمعنى القانوني والتقني