– لك يا صديقي مابقي في ذاكرتي يوم انتفاضة شعبنا الوحدويه لعام 1958 فكانت الحصيلة قيام الجمهورية العربية المتحدة ، و أصبحت سوريا الإقليم الشمالي ، و أصبح الجيش السوري الجيش الأول، و أصبح الرئيس جمال عبد الناصر، رئيس الجمهورية العربية المتحدة ، وأُتخذ القرار أن تصبح الكلية الحربية بالقاهرة المصدر الأول للثقافه الحربية للقيادات العسكريه للجيشين الأول والثاني فكان لذالك ايفادنا كأول دفعه من قيام االجمهورية 17/5/1957 فأصبحت الكليه الحربيه في القاهرة ، الملتقى الشبابي لموفدي جيش التحرير الجزائري و العشرات من المتطوعين العرب من الشمال الافريقي ، أضف الى المتطوعين من السوريين والمصريين ، فكان المجموع حوالي الالفان عدد كاف كنواة لتشكيل جيش عقائدي مستقبلاً ، تم كل هذا بخطى متسارعة ، وبالخصوص بعد حل الأحزاب والهيئات السياسية واستقالة الرئيسشكري القوتلي ، وتمّت تسمية الأستاذ أكرم الحوراني نائباً لرئيس الجمهورية ،فتم بذتلك حذف الدور السوري من قيادة الوحدة ، فكانت سبب إستقالة الأستاذ أكرم الحوراني من منصب نائب الرئيس، فكانت الحدث الخطير بالنسبه للرئيس جمال عبد الناصر ، وأن سوريا ستعود كعهدها سابقاً الى الإنقلابات العسكرية ، وهذا ما تنامى لذهن الرئيس كما بدى لي من اللقاء الأول مع أخ الرئيس الطالب الضابط مصطفى عبدالناصر ، وطرحه سيل من الأسئلة على شخصي ، وكانت كالتالي أولاً هل أنت بعثي يانصر؟ جوابي نعم كنت قبل الوحدة ، ثانياً هل سمعت باستقالة الأستاذ أكرم الحوراني ؟ جواب نعم سمعت، وهذا شيء مؤسف، فأجاب مصطفى أن الرئيس الرئيس منزعج تماماًمن ذلك ، وبتقديره أن سوريا عائدة كسابق عهدها الى الانقلابات ، وأن البعث أصبح خطراً على الجمهورية ، فكان جوابي أنا لست موافقاً على هذا التصور، و للأسباب التالية، أن شعار البعث هو الوحدة والحرية والاشتراكية، وأي انقلاب على هذا الشعار معناه الانتحار للبعث وقيادييه، فأجاب مصطفى إذاً من أين سيكون الخطر ! فقلت سأجيبك، الخطر الوحيد اذا يئس الشعب من مسيرة الوحدة، وفي هذه الحالة الشخص الوحيد و القادر هو الشخص موضوع ثقة الرئيس وهو العقيد عبد الكريم النحلاوي وله خلفيه إخوانية، وقبل أن يُودعني طرح السؤال الأخير برأيك ، ماهي الاحتياطات الواجب اتخاذها كي لاتقع الكارثه ؟ كان جوابي الاسراع بتخرجنا أولاً ، والإشراف على تعييننا في الوحدات المحيطه بدمشق ، وتجمعنا قادر على زعزعة أي تحرك معاد للوحدة . ودعني و إنصرف بعد أخذ عدة صور لنا مرفق صورة :
الطالب الضابط نصر فرج يمين الصورة ، والطالب الضابط مصطفى ناصر الحسين ،
أخ جمال عبد الناصر
الصورة في الكلية الحربية بالقاهرة ، جانب مسبح الكلية .14 ،4، 1959
عاد مصطفى مساء الجمعة الى الكليه الحربية ، بعد قضاء عطلة الاسبوع في منزل أخاه الرئيس وجاء مباشرة الى مهجعي ليعلمني أن ما دار بيننا من أحاديث في مسبح الكلية الحربية، كان له أثره … ولك هذا الخبر المفرح فسألت ماذا ؟ فأجاب أنت وأنا، سيتم نقلنا إلى السللك المدني لواجبات أهم و أعظم ، وأن الرئيس وافق على الاستعجال بتخريج دفعتنا ،والتمهل مطلوب بعودتكم الى سوريا طالما الأمور مستقرة حسب التقارير الأمنية، ومن المفضل عمل دورات الإختصاث في مصر ، و أن يتم التعايش والتمازج بين الضابط السوري والجندي المصري، ، و أن هذه الدفعه من الخريجين ، أي رفاق مصطفى، ستكون صمّام الأمان للوحدة في الجيش الأول ،وصلنا الى التخرج سريعاً وتم توزيعنا فوراً الى مدارس الاختصاص، تبعها توزيعنا على قطعات في الجيش المصري وكان نصيبي قائد سرية في الفرقة الثانية في منطقة قناة السويس ، وفي حالات الحشد على الحدود الاسرائيليه فرقتنا هي النسق الأول وسريتي في المقدمة ” الصوره رقم 3 مرفقة “
من يمين الصورة :
الصورة في سيناء : قائد الكتيبة المصرية فتحي خضير ، يليه الضابط نصر فرج .
الصورة في عام 1960
تم نقل مصطفى الى القطاع المدني وكلف بمهام خطيرة مابين ليبيا ولبنان كعنصر إتصال دائم . كان لي صديق بمثابة الأخ ، وكنا على الدوام سوية في مصر وسوريا لاحقاً ، كان له الفضل في انقاذ حياتي ، من حمام القراحله في الساحل، وبقيت علاقة الصداقة حتى يومنا هذا ،وكان دائم النقد لي على انني مغامر الى درجة الخطورة ، و أسمه سليمان حداد، مرفق صورة لنا مع مؤسسي اللجنه العسكرية فيالقاهرة منطقة حلوان ،
من اليمين : الضابط نصر فرج ، الضابط سليمان حداد ، الضابط أحمد حداد ، شقيق سليمان حداد .
الصورة في قناة السويس ، الصورة 1960
حيث ابتعدت سريعاً و أعتقد أن سليمان بقي على اتصال دائم ، وكان له دور في اخراج مصطفى طلاس ومحمد إبراهيم العلي ، من سجن المزة العسكري ، وفرض تعيين حافظ الأسد كقائد للقوى الجويه، بدلاً من العقيد هيثم حداد من مدينة حماه ، لإرضاء حزب البعث العراقي ، وأحمد الله إنني إبتعدت عن ذلك ،وبقيت في اطار اللواء زياد، في إطار الضباط المستقلين ، وتحت عنوان الإنفصال والنشاط لإقامة حراك الثامن من أذار بقيادة اللواء زياد الحريري ، و كانت بداية المسيره الفاشلة ،لتحولها عن الهدف الحقيقي ، وهو إعادة الجمهورية العربية المتحدة ، ولكن بشروط ديموقراطية واقامة الوحدة السوريّة العراقية ،ولتحقيق هذه الأهداف كان الخطأ المرتكب، وهو رفضقائد الحراك السيطرة على القرار وفتح الباب على مصراعيه لعودة الجميع الى الخدمة ماعدا من اتهموا بالانفصال إرضاء للقاهرة وكانت بداية المصائب ، وهنا يجب التنوية عن الأسباب الحقيقية، بأن عبد الناصر كان حتى هذه اللحظات صاحب قرار القبول أو الرفض وتحت تصرفه جهاز أمني واسع الصلاحيات والقدرات ، وبالمقابل تجمع تحت شعار واحد متجانس مليء بالتناقضات كما سنرى مستقبلاً ..
* نصر فرج من مواليد قرية أبو حبيلات على تخوم البادية السوريّة منطقة السلمية والده فاضل فرج ، شيخ القبيلة خريج الكليه الحربية بالقاهرة لعام 1959 . سُرّح من الخدمة بعام 1967 . شارك برسم وتخطيط وتنفيذ الثامن من اذار لعام 1963 تحت قيادة اللواء زياد إبن عز الدين الحريري من مدينة حماة ، سوريا .
يتبع …