الكارثة السوريّة المستمرة منذ تسع سنوات ويزيد ، شأنها شأن أي قضية في العالم ، عندما يخف فيها تلاحم العاطفة والعقل للإنتصار بها والحل لها بسبب إمتداد المدة ، تتحول إلى فرصة إرتزاق واستتثمار لأفراد وقوى ودول، ولكل منها طيف واسع من المستفيدين بنسية أو بأخرى ، وتجعل لهم مصلحة بإستمرار الكارثة وإعادة إدارتها ، بما يضمن إعادة تأجيجها بشكل مستمر .
لذلك أعيد وأكرر علينا كسوريين متضررين من هذه الكارثة السوريّة ، تبني و دعم الخطاب الذي يعني ويهتم بالسوريين والسوريات كل السوريين والسوريات بمعزل عن موقفهم السياسي ، خطاب يحتكم للقانون لا الايدلوجيا والكراهية ، خطاب خارج خطابي الديكتاتورية التي تمتطي الدولة ، وتنهب البلاد بذريعة العداوة التي تستحضرها خارجاً وداخلاً … وخطاب المعارضة وقوى الإرهاب التي تستظل ظل الثورة المحقة للسوريين والسوريات ضد نظام ديكتاتوري في 2011 ، وهذه الثورة المحقة منهم براء ، نظام مستبد نهب الثروة والوجود السوري العام ، قبلاً بحجة إسرائيل، والآن بذريعة الإرهاب ، فتقوم كما هو بسرقة المساعدات الهائلة التي قُدمت للسوريين والسوريات ، وتستحضر العداوة لتبقى الكارثة كمصدر رزق لا تريد له الانقطاع ..
خطاب عاقل يُدرك أن أدوات الصراع أصبحت مختلفة الآن ، سواء بما يخص الوضع الداخلي أو الجوار ، وليس السلاح بأي حال أحد هذه الوسائل المسموحة ، ويجب البدء بعملية سياسية تتبنى هذا الخطاب داخلاً وخارجا ً، و تؤمن بأن ما يمكن تحقيقه بدون دم ، يجب عدم تقديم الدم لتحقيقه !.
سوريا بلاد متنوعة من الناحية الإثنية والدينية والثقافية وهي جزء من هذا العالم ، عليها تبني قيم الحداثة وكذلك السلام وحسن الجوار و فض النزاعات داخلاً وخارجاً بالتفاوض وعبر المؤسسات ذات الصِّلة .