في مصر كان انطباعي كعنصر من اتجاه قومي عربي وحدوي عن الوضع ا لعام هو التالي : أولاً عن النظام ، ثانياً عن الوضع الشعبي ، ثالثاً مصيرالوحدة خلال فترة وجودي ورفاقي الخمسمائة خريجي الكليه الحربيه لعامم 1959 غالبيتهم من اتجاه عربي وحدوي اختيار المقدم أمين الحافظ من اتجاه بعثي حوراني أصبح لاحقاً رئيساً للبلاد حتى انقلاب 23 شباط 1966 فكان مصيره السجن وبعدها اللجوء الى العراق . كان انطباعي خلال الفتره الواقعة مابين تاريخ 17 /11/ 1958 الى 21 /9/ 1961 باختصار فترة الوحدة أي ماقبل الانفصال اذ فقدت الاتصال مع أصدقائي في مصر لوجودي في سوريا لقضاء العطله السنوية، حيث حصل الانفصال وإلتحقت فوراً بمعسكر حماه ، إذ تم تعييني قائد سرية في منطقة الغاب لضرورات أمنية ، للعودة الى انطباعي عن ماسبق ذكره كان التالي :
أولاً : حول قيام الوحدة وما تبعها من حل للاحزاب والهيئات السياسيه واستقالة رئيس الجمهورية المرحوم شكري القوتلي مما أحدث الفراغ القاتل في سوريا و ألغى دور سوريا في قيادة الوحدة .
ثانياً: استقالة نائب الرئبس المرحوم الاستاذ اكرم الحوراني من منصبه مما أحدث الهلع والخوف لدى السلطات المصريه من عودة سوريا الى عهد الانقلابات كسابق عهدها مما دفع السلطات المصريه الى وضع جميع الموفدين الى القاهرة تحت المظلة الأمنية وغالبيتهم من البعثيين القدامى ، والتركيز على هذا التنظيم على مستوى المنطقه وإحداث الشقاقات ، وبعثرة القيادات ، ليصبح الاتحاد الاشتراكي البديل الوحيد للبعث العربي ، مع احداث تنظيم مواز في الاقطار العربيه المجاوره ناصرية أو وحدوية ، وبدأ الصراع مع البعث خارج مصر اذ لايوجد بعث الا الموفدين .
ثالثاً : لم يأخذ الرئيس بعين الاعتبار وعده باعادتنا سريعاً الى سوريا والاشراف على تعييننا في الوحدات المحيطه بدمشق للحفاظ علىالوحدة ، كما كان مطلبنا وكان القرار الصائب بالنسبة للرئيس ،هو التقرير الامني لجهاز المخابرات المصريه موضع ثقة الرئيس واطمئنانه ،ولم يكن على استعداد لأية تعديلات تحد من صلاحياته ، وهو المسيطر على كل مفاصل الجمهوريه وحوله المجموعه الحاكمة في الظل والوريث للجمهورية مستقبلاً ، بعد انتهاء مرحلة الرئيس بأي شكل من الأشكال ، وهذا ماحصل فعلاً ، ولا بد من للتنويه عن الوعي القومي في مصر والطابع الغالب ديني قبطي مسلم، أو الحنين الى الفرعونيه وتمجيد مصر ليل نهار ، وللعروبه دور فقط في الاذاعة ، وزوال ذالك بعد وفاة الرئيسرحمه الله كان شبه الوحيد واخوته في حبهم الحقيقي لسوريا وشعبها.
بالرجوع الى الصوره رقم واحد اخذت لنا على الحدود الاسرائيليه في سيناء يو م اعلان الرئيس بالخط العريض على جميع الصحف المصريه: حنحارب وكان حشد فرقتنا الثانيه بالكامل الخط الأول على الحدود الاسرائيليه الاشخاص موضوع هذه الصوره هم من اليمين العقيدفتحي خضير باللباس الاخضر الغامق والى جانبه الملازم نصر فرج قائد سرية في النسق الأول في حال الهجوم وكنت على صداقه متينةمع العقيد ونتحد ث بصراحة عن كل شيء سلباً أم ايجاباً ، وقد أدركت الصوره القاتمة عن المجتمع السوري المنقولة عن ضباط الاتصالالمصريين المعيننين في سوريا وعن النفس الطائفي الذي بدأ منذ ذاك التاريخ وكانت الصدمه للضباط المصريين عندما أدركوا أنني أناورفاقي : سليمان حداد ، و نواف حمزه من جبل العرب ، و أننا من الخيره حسب قناعة الجميع ، لذا فالحذر كل الحذر عن كل مايدور أويُشاع فانه مغرض لتعميق الحقد والكراهيه مما مهد للانقضاض على الوطن و أصبحنا كمجتمع فوق المشرحة .
لاحقاً وأصبح المجتمع السوري الهدف لأعداء أمتنا، وبالخصوص في مشرقنا العربي ، عندما أصبح رمزاً للاخوة والتعاون ولا فرق بينمسلم أو مسيحي ، عندما تصل الأمور الى أن يُلقّب نفسه المسيحي العربي أبو أحمد، أو الشيخ فلان ، أو ذكر مسلم علوي أو درزي أواسماعيلي ، أو جوتحت شعار الدين لله والوطن للجميع ، ولم يكن لدي الشعور في أية يوم من حياتي انني من أب اسماعيلي أو أم علىالمذهب السني ، ونصف عائلتي كذالك ومن هنا بدأت الكارثة الاجتماعية في الوطن ، عندما برزت الى الوجود هذه الظاهره المرضية خدمة لمصالح سياسية ، أو خدمة لمخططات معادية لتدمير الوطن بعد أن كان المواطن حر ، في اختياره اعتقاد مايريد، لأنها علاقة بين العبد وخالقه، واكتفي لأعود الى سوريا حيث حصل الانفصال ، و إلتحقت فوراً بالقطعات العسكريه معسكر حماه ، وتم تعييني في الجبهة القطاع الشمالي قائداً لسرية القلع، وبعدها بشهور استدعاني قائد اللواء العقيد زياد الحريري من مدينة حماه الثورة ، رحمه الله كان رمزاًللوطنية والشرف العسكري، وغير مسيس اتجاه ناصري في البدايه وكانت المفاجأة الاولى أنه يعرف تاريخ حياتي في الخدمه العسكريهطيلة وجودي في مصر وحائز على بطولة الرمي السريع في الجيش المصري ، وانني ضابط ميداني بكل المواصفات الجيده وانني سياسياًمن اتجاه وحدوي ، وانني أهل للمهمات الصعبه ، و أنه اختارني لمهمات تدريبيه بقيادة اللواء وعلي الالتحاق فوراً وأن أبقى على إتصال دائم به شخصياً دون وسيط ، ونفّذت الأوامر في اليوم التالي ، ومن هنا بدأن المسيرة النضالية في سوريا :
وللمستقبل القريب أو البعيد والسؤال الذي سيطرح نفسه كيف يمكننا ان نعيد بناء المجتمع والوطن الممزق وتحت الانتداب من جديد
و عن كيف بدات المسيرة النضالية وتحت أية أهداف، ولمحة موجزة عن تقديرنا للموقف مع العقيد زياد والتي كانت ميثاقاً للشرف العسكري :
أولاً : يمتللك الناصريون في الجيش قوه فاعله تتحضر للانقضاض على سلطة الانفصال تحت شعار اعادة الوحدة الفورية وتصفية كل منساهم في الانفصال، كما أن سلطة الإنفصال تمتللك القوه الكافيه للردع والمقدرة على ابادة كل من يتقدم باتجاه دمشق ودون رحمه ، وهذايعني، لو حصل ، فهذا يعني الحرب الأهلية تحت مسؤولية القاهرة ، ونحن في الوسط ، أي تجمع اللواء زياد الحريري و إطاره من الرتب العليا وغالبيتهم من منطقة ادلب وحماه وقوى المستقلين في الجيش ، وكنا ضمنا مجموعة خريجي كلية القاهره لعام 1959 الرتب الصغيرة ،فاعليتها أنها من يصدر الأوامر المباشرة للجنود، فكنا وأصبحنا الأقوى وأصحاب القرار مستقبلاً اذا استمرت الظروف المناسبة ، أوخضعت لعوامل مفاجئة، وهذا ماحصل، كان الخلل من قيادة التحرك وظهور البعث العراقي كمنتصر على الساحة العراقية، فتم وضعالاتفاق مع العقيد زياد على الرف ، ومما زاد الطين بلّه رفض اللواء زياد استلام السلطه قائلاً على الدوام أنا لايريد أن يصبح أديب شيشكلي ثان ،مما سهل عمليات التسلل الى مركز القرار ، ومما أوصل من كانوا موضوع رفضنا في التعاون اثناء قيامهم بحركة حلب الفاشلة ، وبدأت المظاهرات تجوب الشوارع أثناء زيارة الرئيس الجزائري هواري ابو مدين، الهتافات ناصر ناصر فما كان علينا إلا أن نُلبس جنود المغاوير اللباس المدني و رئيسهم سليم حاطوم، ليهتغوا بعث بعث دليل ان الشارع لم يكن معنا ، والبعث وعلى رأسه المرحوم أكرم الحوراني كان مُتهماً بالانفصال ولا رصيد للقيادة القومية .
بعد تقدير سريع للموقف والذي كان كالتالي :
التاريخ : الأسبوع الأول من شهر شباط لعام 1963 اصبح فيها التيار الناصري على جاهزية للانقضاض على السلطة بتاريخ 11 أذار1963 ، معلومات كانت بحوزة الانفصاليين، الخطة المعاكسة من قبل السلطة وهم على اضطلاع ولديهم القدرة والجاهزية الكاملة لتدميرها ،فكان قرارنا تسريع الجاهزية واتخاذ قرار التنفيذ ليلة الثامن من أذار و وضعنا الخطة على الشكل التالي : اعتقال أو حجز مؤقت لجميعالناصريين حتى الصباح ، وبعد إعلان البلاغ الأول، عندها المسئول الأمني في فيادة الجبهه يطلق سراحهم ، كانت خطة التحرك وأهم مافيها هو تطويق اللواء سبعين في الكسوة احتلال الإذاعة من قبل قوات المغاوير .
وهنا بدأن قصة الرائد سليم حاطوم الذي كان مبعداً عن القطعات العسكرية، تم تعيينه من قبل حكومة الانفصال في الحرس الوطني، وهومعروف بميوله البعثية ، وهذا ما أعرفه عنه منذ أن كان طالباً في الكلية الحربية، وكنت أنا طالباً في المعهد العربي الاسلامي في مدينةحمص ، لهذا السبب اقترحت على قائد الجبهة بوضعه على رأس وحدة المغاوير ، رأس التحرك لدمشق ، وأصبحنا أصدقاء، وكان لي التاثيرالكامل عليه ، كما ساذكره لاحقا ” كنت ملازماً على الدوام تحركات العقيد زياد الى دمشق، ومعي صديق عزيز منذ أيامنا في مصر وأخيراً في الجبهة ، وهو الملازم أول سليمان حداد ، افترقنا عند إعداد الأطراف الأخرى الإنقلاب 23 شباط لعام 1966 وأصبح الطفل المدلل للنظام ، أنا في السجن و هو سفير ، وله الفضل بانقاذ حياتي من القتل ليلة انقلاب 23 شباط لعام 1966 ،التي كانت تحت الرصد من قبلي كرئيس فرع الأمن الداخلي ،وكانت معالجتي لها تختلف عن معالجتي للمؤامرات من خارج تجمع السلطة على سبيل المثال مؤامرة 18 تموز لعام 1963 ، وقمت بفضحها أمام الجميع، باجتماع فرع الوحدات المركزيه لحزب البعث المنعقد بتاريخ شباط 1966في المسرحالعسكري وكانت المخاطرة الأولى بحياتي ، كما قالها لي الفريق أمين الحافظ رئيس الجمهورية بعد انتهاء المؤتمر وعند خروجه من القاعة ….