بعد وقت قصير من تفجير بيروت ، فجأة و بشكل مُلفت توقّف الحديث الاعلامي والسياسي عن كل الملفات التي فتحها هذا التفجير ، مما أوحى بوجود صفقة تمّت حينها .
تصريح رئيس مجلس النواب اللبناني الأخير عن اتفاق ترسيم الحدود البرية والبحرية وبدء التفاوض مع دولة إسرائيل ” كما قال بالحرف لعدة مرات، وليس الكيان الصهيونبة ،مع التنويه الى تصريح حزب الله المُزامن بأن السيد بري يُمثّله ” وكذلك سعي النظام السوري بشكل كبير لبدء التفاوض” بل هناك أخبار جدية عن توافقات حصلت لبدئها “ وفتح مسار التسوية مع إسرائيل ، وغير ذلك من تفاصيل ، كُلّها بدأت تؤكد جدية وجود صفقة شملت النظام السياسي اللبناني والسوري ، و من الممكن غيرهما ، مع إسرائيل في هذا المجال .
خيار السلام القائم على مفهوم المصالح بعد إعادة الحقوق ، أمر ضروري في المنطقة بيد أن ما يلفت النظر أن تركيبة النظامين المُظهّرة ، قائمة على مفهوم العداوة مع إسرائيل !.
حيث بخصوص سوريا تم الوصول الى السلطة ومن ثم الاستئثار بها ، ولاحقاً توريثها وكذلك تصفية المعارضين لها ، و سرقة الثروات السوريّة العامة وقتل مئات آلاف السوريين والغاء العمل القانون ، بحجة لا صوت يعلو فرق صوت المعركة ، و سُرق الوجود العام السوري لعقود ، بل تم تدمير البلاد حضارياً بذريعة هذه العداوة !
والآن هذين النظامين نفسهما يُريدان القيام بصفقة سلام مع اسرائيل !
إسرائيل التي عززت بشكل مباشر أو غير مباشر وجود النظام السياسي في سوريا طيلة عقود مضت .
هذه الصفقة يُراد لها النجاح على الأقل من قبل النظام السوري ، ولن يمنعها الا اقتناع الجانب الإسرائيلي بعدم إمكانية نجاحها كصفقة بتأسيس سلام مُستدام .