°
, April 19, 2024 in
آخر الأخبار
الشــيخ صالح العلي

إلى الله أشكو وهو حسبي – شعر الشيخ صالح العلي

لكَ أشـــــــــــكو من لوعتي وبُعادي

وأبـث‘ الأســــــــــــى زفـيــرَ اتـقـادِ


ضاربـــا في البـــلاد عرضا وطولا

تــارة ً حاضـــراً وطــوراً بــــــادي


ولكــــــــم لــفــني نـــهارٌ ولـــــيـلٌ

نائيـــــــــــا عن أحــبتي وبـــلادي


واقفا تــحت ســــتره وأنـــــــاجي

حيّــدار اللـــطيف رب العبـــــــادِ


وأطوف البلاد شــــرقا وغربــــا

ســــالكا من حزونها كــــل وادي


تارة يصبح الثــرى في اقــتراب

من مرادي وتــارة في ابـتـعــادِ


تــتنزى حميّة العرب الأحـــرار

بــركان عـــزّة فـــي فــــــؤادي


أبعث النهضة المقـدسة الـــحـرة

روحا تسيــر فـي الأجســـــــــــادِ


نسي الشرق منعة طاول النــجم

عــلاها وشـــــــــــامخ الأطــوادِ


ليت شعري ماذا جنى السلف الصالح

فــي فـعـلــــــــه عـلى الأحـفـــــــــاد ِ


طـلـــــب الغرب ثـــــأره من بــــني

الشـــــرق فـــوافى بــــعدة وعـــتادِ


بـجيــوش جــرارة تمـــلأ الـرحــب

وتربــــــو على عــــــداد الـــجرادِ


فــدعوت البــلاد للــحزم والـعزم

ســــراعا يــــا أمتـــي للجــــهــادِ


دافعوا عن بلادكم يا بني الشــــرق

وســــــــيروا نحـو العـــلا باتحــادِ


إن أوطانــــكم تـئن من الأســــــــر

وثــقـل القــيــــود والأصـفـــــــــادِ


لا تــــخونــــوا عهودها وارتـــدوا

الحزم عـــتادا وعــدّة للـــــجــــلادِ


وانبذوا الحقد والتخاذل والبـــغض

فــحزم الرجـــال صعـــب القيـــادِ


لا تضيعوا أمجادكم إنما المــــــجد

ســــــليل الإبـــــراق والإرعـــــادِ


واستعيدوا فخاركم واطلبوا العــــزّ

ولــــو في مـــــخالبِ الآســـــــــاد


إنما راحة الشــــــعوب وحرياتها

بـــعد شـــــــــــــــــــقّــة الإجـــهاد


ضلّ من يبتغي السعادة والإيقاظ

كثــــرٌ وطــرفــــهُ فــي رقــــــادِ


طال عتبي على كــرام بــهاليل

من الشـــعب اخـلــفوا ميــعادي


مالكم يا أحـــبّتي يا أخــــــلاني

نســـــــيتم أخــــوّتي و ودادي


رضي الله عن زمان اللقا النضر

ولا آل عـــــــــهــده لــنــــــفــادِ


لا تـــــظنوا أني أحول عن العـهد

ولا تسمعوا لأهـــــل الفســـــــــادِ


أنا من لم تزعــزع الحرب إيمانـي

ومـــــا زلت حـــافـــظا للمبـــادي


يشهد الله إنني المخلص الصـــادق

والمـــــجد بـــــــغيتي ومــــرادي


كان مــــــا كان مـنكم وإلــــى الله

تعالى أشـــــــــكو جــــراح فؤادي


فهو حسبـي وعــــدّتي وعــلـيـــه

في أموري توكـــــلي واعتــمادي


وبه أدفع الـــعدو وأرجو الـــفـوز

في يــــــوم مــبـــعثي ومــــعادي


ربّ يا باري السموات والأرض

ويا رازق الــورى والعبــــــــادِ


بـــنبي الــــــــهدى المشفع طـــــه

وبني فـــاطم بدور الرشـــــــــاد ِ


كـــن معيني واشددْ بحولك أزري

واكفني يا حفيظ كيد الأعــــــادي


وأجرني مما أخـــاف من الدهــــر

وأخشى وقوعه من عـــــــوادي


وأنلني فخرا ونصــــــرا عزيزا

وأرم بالذل من أراد عنـــــــادي


إنك القادر الرفيع وفي الخلق

فســــــــاد وأنت بالمرصــــــاد


وأنا صالحٌ بفــــضلك مــا زلت

أناجيك رائـــحا أم غـــــــادي


وبصدق الإقرار إنك نـــــــورٌ

سر ديني ومذهبي واعـــتقادي


فأنلني الرضا واطلع شموسي

مشــــرقات بالعز والإســـــعادِ

 


يتناول الشيخ صالح العلي في قصيدته هذه حياته أثناء حربه ضد الفرنسيين و دافعه لتلك الحرب , مذكرا مواطنيه بعزتهم وماضيهم المجيد , ومذكرا بعض مواطنية الآخرين بعهودهم له للمشاركة في مقاومة الاحتلال , في حين يعاتب بعضهم الأخر على موقفهم من تلك الحرب . مبينا موقفه من أهمية الحرية . معوّلا على الله بحياته الخاصة والعامة .

المصدر : ديوان الشيخ صالح العلي ” مخطوط ” , يوجد نسخ عنه بين الناس خاصة في الساحل السوري , ومنشور بعض القصائد منه في صحف ومجلات و كتب تتناول حياة الشيخ خاصة كتاب ” صالح العلي ” ثائرا و . . . شاعرا . تحقيق الشاعر والباحث حامد حسن .