°
, April 20, 2024 in
آخر الأخبار
تفاصيل

الطائفية السياسية – علي عثمان

: الاحتمال الأسوأ في ثقافة وممارسة إقصاء الأخر

الشروط المحيطة بالعملية السياسية داخليا وعربيا . لإنشاء الطائفية السياسية :

1- الحياة الحزبية , والسياسية عموما , الراكدة نسبيا , على اعتبار أن القوى الوطنية والتقدمية أصابها, الكثير من عوامل الضعف والإضعاف كما أن أمامها , إذا ما أحسنت قراءة تجربة الماضي , كل إمكانيات النهوض وعلى أساس ذلك فقد :

2- قويت الظواهر الطائفية والمذهبية والعشائرية , والشللية وإذا أنشئت آلية ديموقرطية , فسوف تطبعها بطابعها , أو طائفة سياسية , بشكل خارجي تمثله القوى الليبرالية الحديثة , التي لا تتورع عن استخدام كافة السبل للوصول إلى مآربها . وإن كانت هذه الطائفية المذهبية السياسية إحدى هذه السبل .

3- النشاط الأمريكي في العراق : يعطي صورة للطائفية , والمذهبية السياسية . على أنها أرقى ديمقراطية وهذا يشجع عوامل التفتت في مجتمعنا , ويضعه على حافة التفجير .

4- كما أن الطائفية السياسية والمذهبية في لبنان تشجع هذا التوجه أيضا .

إن حزب يعمل في السياسة , داخل سوريا على أساس مذهبي أو طائفي , سوف يدفع – بناء على الوضع المذكور – بقية المذاهب والطوائف , إلى إنشاء أحزابها على أساس ذلك .

– فالطائفية السياسية , وآليتها ( الديمقراطية ) , ليست فقط , ديمقراطية شكلية غير منتجة وغير مثمرة , إنما هي أيضا آلية مفتتة لبنية المجتمع , وتضع الوطن قبيل وأثناء وبعد كل انتخاب , على حافة التفجير , لأن المنافسة السلبية ونبش القبور . تضع كل الحواجز النفسية فيما بين المذاهب , وتزرع الأحقاد والضغائن .

والطائفية السياسية , تجعل من المناصب السلطوية , كعكة يجري اقتسامها , وليست وسيلة لخدمة المجتمع والطبقات المنتجة .

الطائفية السياسية لا تصنع آلية التقدم , ولا آلية لسد النواقص وتصحيح الأخطاء , والقضاء على السلبيات , لان النقد وتسليط الأضواء على مكامن الخطأ . يضيع في زواريب ودهاليز , المذهبية الشللية الطائفية . يتلعثم النقد ويخفت الضوء , هنا , ويخاف هناك , ويطفأ في مكان ثالث . وينقل المجتمع إلى حالة التفجير والتفتيت الذي تسعى إليه الولايات المتحدة , وقوى العولمة .

– الطائفية السياسية , هي النقيض للثقافة الوطنية الديمقراطية , وتنشيء حالة تبعد الناس فيها عن تكون المواطنة الحديثة , التي جوهرها , مهما اختلف في أرائهم , ومعتقداتهم , يظل انتماؤهم إلى الوطن هو الحافظ لوحدتهم وتطورهم والحاضن لمصالحهم وقيمهم .

– الطائفية السياسية , تشكل ارتدادا على كل قيم التحرر والتقدم , وتبعد الطبقات الكادحة عن مصالحها , وتشوه وعيها وتضع بعضها في مواجهة البعض الأخر , لصالح الرموز الطائفية ولن تكون هذه الرموز سوى , رموز للرأسمال الطفيلي , وسماسرة الاحتكارات الأمبريالية . أو رموز لثقافة الظلاميين والقرون الوسطى .

– إن الديمقراطية , كالسباحة , يمكن تعلمها تعلما , والذين يعيقون تكون آلية ديمقراطية , بحجة أن مجتمعنا غير جاهز فإن عدم جهوزيته يقع على عاتقهم هم . إن عملية إحياء وتنشيط الحياة الحزبية يكون أهم مكوناته المرتكزة على العلمانية , والعملية السياسية عموما بالأحزاب القائمة حاليا أو ما شابه هو الأساس ولا بد أن يتم عبر الآلية الديمقراطية شكلا ومضمونا .

…..

من كتاب علي عثمان ” ثقافة إقصاء الأخر ” جولة نقدية في التجربة السياسية السورية . صادر عن دار التكوين في دمشق .