-7-
نجاح النورية
قرعت نجاح باب دار الحج محمد و هي تعلم أنه ليس في الدار، و نجاح امرأة أربعينية من أصل قرباطي ( نوري) كانت تدعي أنها من قبيلة بدوية لكي تخفي حقيقة شخصيتها . كانت ترقص في الأعراس و تلم النقطة ، و تعمل خاطبة تدور على البيوت تبحث عن البنات لتجد لهن أزواجاً .
لم تكن نجاح ترفض تلبية نزوات سري بيك عندما يطلب منها ذلك، لأنها كانت تاخذ منه ما تريد بالمقابل، و كانت تعلم أنها لا تستطيع أن تأخذ دوراً أكبر من شريكة فراش عند الطلب ، و لا حتى عشيقة ، و كانت ترضى .
فتح سري الباب لنجاح و قال لها :
-فوتي يا غراب البين
– هلق صرت غراب البين ( بغنج)
– شو جايبة أخبار ؟
– بو كل بنت أحلى من الثانية
– اي
– و بي واحد عامل بنتو صبي
– مينو هو ؟؟
– شحادة اسمه
– شو عرفك ؟
– ولو آني نجاح أم الاسرار
– والله لعلقو من رموش عيونو عم ياخد اجرة ولد لكان و هي بنت ؟؟!
– هذي أسرار غراب البين يا سيد الرجال
نظر سري إلى جسدها الذي كان وحده يرضي نزواته دون علم عمه ، ففكر باستغلال غيابه و صاح بالخادمة :
– نظمية
– نعم سيدي
– تعي لشوف
– حاضر
– بتروحي ع باب هود هلق فوراً بتخبري أبو نعسان إني جاي المسا لعندو، و ما بترجعي لحتى تخبريه إلو شخصياً و اذا مانو موجود بتستني ليجي .. مفهوم !
– حاضر
و ما إن خرجت الخادمة حتى سحب سري المرأة القرباطية من يدها وراءه إلى غرفة نومه .- 8-
كانت قافلة الفلاحين قد وصلت و بدأ العمل و الحصاد بعد أن ضمنت السيدة أم حسين أن تمشي الأمور بسلام ، بعد أن كلمت الحاج محمد الذي وعدها أن يؤدب ابن أخيه الأزعر، إلا أن صحته ساءت في نفس اليوم و قد كان يعاني من تآكل الركبة و يشتد عليه الألم ، فقرر في ذات اليوم أن يأخذ أوتوموبيله إلى دمشق ليراجع الأطباء .
كان غياب العم المحترم أهم فرصة لابن أخيه ليمارس كل هوايات الوقاحة الممكنة على الفلاحين ! و كانت قصة البنت المتخفية في هيئة ولد تستهويه! و لقد وجد فيها مستمسكاً على أبيها شحادة، الذي كان يمني النفس بأن يستطيع بناء عشة من اللبن الباقي من الحصيدة و البقاء في الجفتليك كمرابع عند الحج محمد، و كانت خطته أن يبيع العنزات لتوفيق في السنة التالية ليشتري أرضاً صغيرة في حارة الخضر في حمص ليعمر فيها غرفة بمنافعها ، مثل باقي الفلاحين، الذين بنوا عشرات البيوت في حارة الخضر و امتدادها في النزهة و عكرمة و الزهراء.
كانت هيام تعمل أكثر من إخوتها الذكور بهمة و نشاط و تسبقهم في جمع الحصاد ! و لم يكن يخطر في بالها و لا في بال أبيها أن نجاح النورية التي دارات لتسهر مع الفلاحين النائمين على البيادر بالأمس كانت تبحث عن ضحايا لمشغلها .
في فجر ذاك اليوم بدأ العمل بعد الصلاة، و كان الفلاحون يمسكون بمناجلهم باليمنى و يأخذون القمح باليسرى ! صاحت أم جبر زوجة شحادة :
-غنو يا عمي شبكين
– غني انتي
كانت أم جبر تعرف أنهم سوف يطلبون منها أن تغني و كان صوتها عذب أيما عذوبة . فغنت على مقام النايل :
-القلب منك جفل جفلة رفوف الطير …ترضونا بالحكي يا عيني عجل و قلوبكم للغير
و البارحة ما نمت حسبا على بالي … و اذبح جنين يا عيني القلب لو سير الغالي
قال الكل : الله الله يحمي هالصوت ، أما شحادة فبين المحب الغيور و المدافع عن العمل قال :
-يا عمي نايل عند الصبح أبيصير .. غنو دلعونا تا نقدر نشتغل
عندما بدأت أشعة الشمس تشرق لتلفح وجوه الفلاحين ظهر الأزعر سري راكباً على حصانه ، و اتجه من فوره إلى حيث شحادة و عائلته .
نجاح النورية
قرعت نجاح باب دار الحج محمد و هي تعلم أنه ليس في الدار، و نجاح امرأة أربعينية من أصل قرباطي ( نوري) كانت تدعي أنها من قبيلة بدوية لكي تخفي حقيقة شخصيتها . كانت ترقص في الأعراس و تلم النقطة ، و تعمل خاطبة تدور على البيوت تبحث عن البنات لتجد لهن أزواجاً .
لم تكن نجاح ترفض تلبية نزوات سري بيك عندما يطلب منها ذلك، لأنها كانت تاخذ منه ما تريد بالمقابل، و كانت تعلم أنها لا تستطيع أن تأخذ دوراً أكبر من شريكة فراش عند الطلب ، و لا حتى عشيقة ، و كانت ترضى .
فتح سري الباب لنجاح و قال لها :
-فوتي يا غراب البين
– هلق صرت غراب البين ( بغنج)
– شو جايبة أخبار ؟
– بو كل بنت أحلى من الثانية
– اي
– و بي واحد عامل بنتو صبي
– مينو هو ؟؟
– شحادة اسمه
– شو عرفك ؟
– ولو آني نجاح أم الاسرار
– والله لعلقو من رموش عيونو عم ياخد اجرة ولد لكان و هي بنت ؟؟!
– هذي أسرار غراب البين يا سيد الرجال
نظر سري إلى جسدها الذي كان وحده يرضي نزواته دون علم عمه ، ففكر باستغلال غيابه و صاح بالخادمة :
– نظمية
– نعم سيدي
– تعي لشوف
– حاضر
– بتروحي ع باب هود هلق فوراً بتخبري أبو نعسان إني جاي المسا لعندو، و ما بترجعي لحتى تخبريه إلو شخصياً و اذا مانو موجود بتستني ليجي .. مفهوم !
– حاضر
و ما إن خرجت الخادمة حتى سحب سري المرأة القرباطية من يدها وراءه إلى غرفة نومه .- 8-
كانت قافلة الفلاحين قد وصلت و بدأ العمل و الحصاد بعد أن ضمنت السيدة أم حسين أن تمشي الأمور بسلام ، بعد أن كلمت الحاج محمد الذي وعدها أن يؤدب ابن أخيه الأزعر، إلا أن صحته ساءت في نفس اليوم و قد كان يعاني من تآكل الركبة و يشتد عليه الألم ، فقرر في ذات اليوم أن يأخذ أوتوموبيله إلى دمشق ليراجع الأطباء .
كان غياب العم المحترم أهم فرصة لابن أخيه ليمارس كل هوايات الوقاحة الممكنة على الفلاحين ! و كانت قصة البنت المتخفية في هيئة ولد تستهويه! و لقد وجد فيها مستمسكاً على أبيها شحادة، الذي كان يمني النفس بأن يستطيع بناء عشة من اللبن الباقي من الحصيدة و البقاء في الجفتليك كمرابع عند الحج محمد، و كانت خطته أن يبيع العنزات لتوفيق في السنة التالية ليشتري أرضاً صغيرة في حارة الخضر في حمص ليعمر فيها غرفة بمنافعها ، مثل باقي الفلاحين، الذين بنوا عشرات البيوت في حارة الخضر و امتدادها في النزهة و عكرمة و الزهراء.
كانت هيام تعمل أكثر من إخوتها الذكور بهمة و نشاط و تسبقهم في جمع الحصاد ! و لم يكن يخطر في بالها و لا في بال أبيها أن نجاح النورية التي دارات لتسهر مع الفلاحين النائمين على البيادر بالأمس كانت تبحث عن ضحايا لمشغلها .
في فجر ذاك اليوم بدأ العمل بعد الصلاة، و كان الفلاحون يمسكون بمناجلهم باليمنى و يأخذون القمح باليسرى ! صاحت أم جبر زوجة شحادة :
-غنو يا عمي شبكين
– غني انتي
كانت أم جبر تعرف أنهم سوف يطلبون منها أن تغني و كان صوتها عذب أيما عذوبة . فغنت على مقام النايل :
-القلب منك جفل جفلة رفوف الطير …ترضونا بالحكي يا عيني عجل و قلوبكم للغير
و البارحة ما نمت حسبا على بالي … و اذبح جنين يا عيني القلب لو سير الغالي
قال الكل : الله الله يحمي هالصوت ، أما شحادة فبين المحب الغيور و المدافع عن العمل قال :
-يا عمي نايل عند الصبح أبيصير .. غنو دلعونا تا نقدر نشتغل
عندما بدأت أشعة الشمس تشرق لتلفح وجوه الفلاحين ظهر الأزعر سري راكباً على حصانه ، و اتجه من فوره إلى حيث شحادة و عائلته .
ملاحظة : أي تشابه او تطابق في الأسماء مع الواقع جاء بمحض الصدفة ، و الأحداث التي تجري صنعها الكاتب بناء على الواقع و محاكاة له ، إنما الأسماء لا تعني ابدا انها حقيقية .
يتبع