أسوق امامي الحياة
وأعبر جسر المواعيد
تلك عصاي أهش بها
في المسير
على غنم الذكريات
وجبلة تحت الهجير
فتاة تعرّت قليلا
وأرخت على شاطئ البحر كلكل أشواقها
واستراحت على رمل أيامها
في السنين
أسير
ولكن الى أين يا أصدقائي
وجبلة غارقة في الفراغ اللعين
عصاي
وساقاي …والعابرون
وماذا اريد من العابربن
أغرّبُ…
كلّ الأماني تغرّبُ
يا غربة في فضاء الجنون
أسوق أمامي الطريق
الجسور ّ
البلاد
الرياح
الأغاني التي شردت من خيال الطريق
إلى ملعب الآخرين
عبوري على جسر جبلة
مثل عبور عطور الشهيد
أمام دموع الغيوم
ونبض السماء الحزين
سنعبر
كل الليالي ستعبر
تكتب أحلامها وتمرّ
تلوح عصاها على الجسر في الراحتين
وسوف تقول المواكب
هذا الفتى شاخ وهو يمرّ
كفاهُ مروراً
ولكن تقول غيوم الربيع الاخير
الذي سيمرّ
صديقي
دعوه يمرُّ
بكفّيه رائحة الياسمين
الشاعر عبد الكريم شعبان.
تُوفي رحمه الله صباح هذا اليوم السبت الواقع في 17 تموز 2021م .
صدرت له عدّة مجموعات شعرية منها:
1 ــ الجمرات، دمشق، دار الخنساء 1992م.
2 ــ جياد الريح، دمشق، دار الخنساء، 1993م.
3 ــ و تهرب سبعة الأيام، دمشق، دار القدس، 1995م.
4 ــ أحوال في مغرب عنس، اللاذقية، دار الأولون، 1999م.
5 ـــ أنفاس أيوب، وزارة الثقافة، دمشق 1999م.
6 ـــ قطر الندى، وزارة الثقافة،دمشق، 1999م.
7 ـــ خيام الضوء، دار المرساة، اللاذقية، 2000م.
8 ــ قيبور في لوحات، دمشق، دار العجلوني، 2001م.
9 ــ المعصرات، دمشق، دار العجلوني، 2001م.
10 ـــ لا يد في يدي، دمشق، اتحاد الكتاب العرب،2006م.
11 ــ و له دراسة في الكتاب الجماعي المشترك: تأثير ألف ليلة وليلة في المسرح العربي الحديث و المعاصر و دراسات مسرحيّة أخرى، بالاشتراك مع د. محمد عبد الرحمن يونس، و د. منذر البوكمولي العاني، و رجاء إبراهيم سليمان، دار الكنوز الأدبية ، بيروت، 1995م.
12 ــ لكي تحمل الريح أوزارها، دمشق، الهيئة العامة السورية للكتاب، 2016م. بالإضافة إلى مجموعات شعرية أخرى.
و له العديد من المقالات الأدبية في الصحف و المجلات المحلية و العربية. و قد أُنجزت عدة دراسات نقدية حول أعماله الشعرية ….
هذه آخر قصائد الراحل الكريم، نشرها قبل وفاته بيومين على صفحته على الفيس بوك:
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
على الباب ..
زغلولتان..
وبضع ورود..
على حائط القلب..
أغنيتان ورنات عود
وفي البال ما يقلق البال
حولا بيوم..
وحالا بحال
وماذا يفيد التذكر..
كي استعيد الذي لا يعاد
وكي أتبين
بين هلالين
وجه سراء
وروح سعاد
أيمكنني أن أكون
وكيف اكون
إذا امتنعت ..
من يدي ..الممكنات
وليس الضياع الوحيد
لقد ضاع عمري
على عتبات الحروف
وضاعت أغاني…
في زحمة الضائعات ..
وفي سلة المهملات
سألقي على الكلمات التحية
وهي تراودني
كالأميرات
مثنى..
فرادى
وترجع لي بعض وجدي المضاع
وما في يدي من قناديل وجدي
لا يشبع العابرين من الضوء
لا يشبع العابرات
وما في مجامع فودي ..
ما تتقلقل منه الجهات
وما يتصدع منه الصداع
وما كنت ..
لولا الحروف التي أشعلتني
سوى عابر ..
عابر..
في الحياة