لكل منا مجاله أو محيطه الشخصي المتميز , وهذا المجال نترك فيه أينما نكون كما أنه امتداد طبيعي لجسمنا , ومثلما يتحرك كل كوكب في الكون بمجاله الخاص المحيط به , ويمثل هذا المجال المنطقة الخاصة به أو المساحة الطبيعية التي يحتلها بالنسبة للكواكب الأخرى . فتبدو وكأنها لصيقة له , أو
فلك ذاتي مستمر له . هكذا الإنسان له مجاله الطبيعي والمعنوي , مثله في ذلك مثل الطيور والكائنات الحية . ونحن في علاقاتنا بالآخرين يجب أن نراعي حدود هذه المجالات ونحترمها , فلا ننتهك مساحتها أو تأثيراتها , ويجمع الأخصائيون والباحثون على وجود ثلاث فئات من المساحات الخاصة بالأفراد عموما بصفة عامة , وذلك على النحو الآتي :
أولا : مساحة الألفة الحميمة :
– يحدد الخبراء هذه المساحة جغرافياً بمنطقة محيطة بالفرد إلى بعد قدره 50 سم وتبدأ عند حدود الجسم وتتسع لنصف متر إلى الأمام والجانبين و الخلف .
ثانيا : المجال الاجتماعي :
– ويمتد هذا المجال في منطقة محيطة بالفرد إلى مسافة قدرها 75 سم إلى 100سم بعيدا عن الفرد من كل اتجاه .
ثالثا : المساحة العامة :
– وتدور على بعد ثلاثة أمتار تقريبا حول الفرد , ويعتبر ذلك هو المدى المعتاد للمسافة بين الناس في صور التعامل اليومي من خلال عرض مسرحي أو محاضرة أو تداول عمليات الشراء مع بائع .
وتحتم آداب المعاشرة أن نحترم الآخرين احتراما كاملاً , وأن نظل على طرف أو مدخل مجالهم ومساحتهم الخاصة , فلا نفرض أنفسنا من جانب , ولا نقتحم حريتهم الفردية من جانب أخر بل ننتظر إلى أن يتقارب نسيج العلاقة الاجتماعية أو الفردية معهم حينئذ تتقارب المسافة بيننا وبينهم تلقائيا دون تعسف أو تكلف .
من قواعد اللياقة الإنسانية العامة