°
, December 7, 2024 in
آخر الأخبار
ثقافة

من يوميات بتشورين

منذ أن نظم الشعراء شعرا , ومنذ قرأ النساء هذا الشعر ( ويجب أن نشكر لهن ذلك أعمق الشكر) سمُيت النساء ملائكة , وبلغت هذه التسمية من التكرار أنهن من بساطة قلوبهن صدقنها , ناسيات إن هولاء الشعراء أنفسهم يمكن أن يضعوا نيرون في مصاف أنصاف الألهه , في سبيل مال يحصلون عليه . . .

لماذا أقول في النساء هذا الكلام الهاجر , وأنا الذي لا أحب في الدنيا غيرهن , أنا الذي أستطيع دائما أن أضحي من أجلهن براحتي , بطموحي , بحياتي ؟ ولكنني إذا انتزعت عن وجوه النساء هذا الحجاب السحري الذي لا تستطيع أن تنظر إلى ما وراؤه إلا عين متمرسة , فأنني لا أفعل ذلك مدفوعا بحنق شديد وكبرياء جريحة . كل ما أقوله عنهن ليس إلا حقائق :

ملاحظات العقل البارد

والقلب تملؤه المرارة *.

ينبغي للنساء أن يتمنين أن يعرفهن جميع الرجال كما أعرفهن أنا , لأنني منذ أصبحت لا أخافهن ومنذ فضحت نواحي الضعف الصغيرة فيهن , ازداد حبي لهن مائة مرة .

لقد شبه فرنر النساء , ذات مرة , بالغابة المسحورة التي يتحدث عنها تاسو في ” تحرير القدس ” , فيقول :

” متى اقتربت انتابتك ألوان الذعر كلها : الواجب , والغرور , الأدب , رأي الناس , سخرهم , احتقارهم . . . ولكن يجب عليك أن تتقدم دون أن تنظر . . . فإذا بهذه الأشباح المخيفة تختفي شيئا بعد شيء , ثم إذا أنت أمام فسحة هادئة مضيئة يزهر فيها الآس المخضوضر . ولكن ويل لك إذا خفق قلبك منذ الخطوات الأولى , ونظرت إلى الوراء ! ”

12 حزيران

*

بيتان من رواية بوشكين الشعرية ” بفغيني أو نيغين ” .

هذا المقطع من ضمن فصل بعنوان ” يوميات بتشورين ” من رواية ” بطل من هذا الزمان ” للشاعر الروسي ميخائيل ليرمونتوف . ظهرت هذه الرواية في بطرسبورع الروسية في آيار 1840.