الرئيسية / ثقافة / جذب انتباه . لـ علي إبراهيم

جذب انتباه . لـ علي إبراهيم

عندما تريد أن تقول شيئاً ما للآخرين كزملاء العمل أو المدير أو أحد العاملين معك فإنك ولا شك ترغب في أن تكون مسموعاً ومفهوماً من قبلهم . وإن جذب انتباه أولئك ممن يستمعون إليك يتطلب منك أن تعبر عن رسالتك بشكل ايجابي يحمل في طياته اهتماماً وتركيزاً أثناء حديثك تحملك الرغبة الشديدة في أن يستمر الآخرون إصغاءً لحديثك وهذا يزيد من احتمال إيصال المعنى الذي تريد نقله إلى الآخرين وفهمهم لهذا المعنى . يمكنك مساعدتهم عبر الإحساس القوي الذي يشوب كلامك . إضافة إلى الحماس والاهتمام والوضوح والمباشرة وجعلهم ( أي المستمعين ) يشعرون بحالة من التفاعل كأنهم يشتركون معك في الموضوع والأفكار والأحاسيس . وبكل الأحوال لا بد أن تكون الرسائل التي تريد إيصالها واضحة ومنتظمة منذ اللحظة الأولى التي تبدأ فيها الكلام .

لو ألقينا نظرة على هاتين العبارتين اللتين تتعلقان بموضوع واحد وتمثلان المحطة الأخيرة التي بدأ بها شخص المناقشة مع زميل هل بالعمل :

أرغب بالحديث معك عن الخطة المقترحة للتدريس في الأكاديمية الوطنية للعلاقات العامة ويتمثل الجانب الذي أرغب أن أتناوله معك عن طريقة التدريس المستندة إلى التفاعل بين المحاضر والطالب .

أعتقد أننا بحاجة إلى وقت طويل للحديث عن خطة التدريس في أكاديميتنا . وأعتقد أيضاً أن التفاعل بين المحاضر والطالب أمر مهم أثناء التعلم . إن هذا الأمر ضروري للغاية .

لا اشك أن الرسالة الأولى كانت أوضح وأكثر فاعلية وتفتح الباب على مصراعيه لنقاش محدد مكتمل العناصر يمكن أن يؤدي إلى نتيجة تخدم الغاية والهدف الأساسي للنقاش . حيث أنه عندما تقوم بذكر الموضوع الذي سوف تتحدث عنه في البداية فإنك تهيئ من يستمع إليك للتعرف على كيفية ربط كل شيء تقوله بعد ذلك بموضوع الرسالة .

جملة نقاط لابد أن تكون حاضرة في أذهاننا عند الشروع في أية مناقشة :

1- تحديد فكرة النقاش المتمثلة بالفكرة التي ترغب في أن تجول لدى من يستمع إلينا . إنها الفكرة المسيطرة على النقاش التي نريد نقلها إلى الآخرين .

2- إيجاد السياق العام للموضوع عبر وضع المستمع في صورة الموقف أو الخلفية العامة للفكرة من خلال إيراد بعض المعلومات والتفاصيل الموازية والمرتبطة بموضوع حديثنا بحيث يصبح المستمع شريكاً حقيقياً لأفكارنا .

3- الحديث عن الهدف : فعندما نشرح الهدف من رسالتنا يتضح لدى المتلقي هدفنا الكامن وراء هذه المناقشة .

وأخيراً إن استخدام اللغة يؤثر بشكل كبير على كيفية تلقي الآخرين لرسائل محدثهم الشفوية . فمن الممكن أن يتحدث شخصان اللغة نفسها ولا يفهم أي منهما الآخر ومن الممكن أن يستفز احدهما الآخر حتى عندما تكون النوايا طيبة . والفكرة الأساسية تتمثل في التحدث بشكل إيجابي بما يضمن إيصال الرسالة بأفضل صورة ممكنة . والتحدث إيجابياً يشمل التواصل مع الآخرين بأمانة وصراحة ومباشرة بحيث يصل المتحدث إلى النقطة التي يريدها ويطرق عليها بلباقة واحترام .

مقتطف من مقالة بعنوان ( العين – الأذن – الجسد ) قواعد أساسية لحوار ناجح . لـ علي إبراهيم . المقالة منشورة في مجلة ميديا لوجيا السورية العدد الثاني 2006

 

شاهد أيضاً

جواب لسؤال : هل هي ثورة ؟

أضع تعليقي هنا لسؤال دائماً أُسأله , وقد سألني إياه أخيراً صديقين مُحترمين وعزيزين الأول …