ملاحظات جاءت … اقتضت مني هذا التوضيح :
- ” حركة الضباط العلويين الأحرار ” حركة واقعية موجودة بشكل تنظيمي ابتداءاً من عام 2017 بعد أن كانت نشاط منفرد أو فئوي لكل ضابط أو صف ضابط أو عنصر قبل ذلك .بدأ الأمر منهم بموقف مخالف للأسد الابن بعام 2011 عندما طُرح عليهم من الأسد الابن التعبير عن اقتراحهم ، ورأيهم بمعالجة ما جرى ويجري ، وكان رأي غالب حينها ، بضرورة القيام بإصلاحات ، وقد وافق الأسد على مقترحاتهم ، كما فهمت منهم ، وفوجئوا لاحقاً بخطابه و بإعلانه الحرب على السوريين عبر خطابه الشهير في مجلس الشعب ، و اعتباره بأنه سيحارب الارهابيين ، وأنهم يبلغوا الملايين مع حاضنتهم في سوريا !.
تعتمد الحركة كما فهمت من قيادتها ، مبدأ الخلايا الصغيرة وعدم ارتباطها بشكل بشكل أفقي بل ارتباط كل خلية بشكلٍ عمودي عبر رأسها بالقيادة ، تم اختيار ذلك منهم ، نظراً لطبيعة النظام التي يعرفونها ، والتي ستجعلهم صيد سهل للأسد الابن ومواليه في الجيش والأمن والمؤسسة الدينية والمؤسسة الاقتصادية ….الخ وفعلاً كُشف بعض قادة الخلايا من الضباط من قبل النظام فيما بعد ، وتم قتلهم من قبله ، وأُعلن من قبله عن مقتلهم كشهداء و بأنه تم قتلهم من قِبل متطرفين !.
وفعلاً كان يصدر بيانات لجماعات متطرفة مفترضة بتبني هكذا عمليات !. تُلاقي جهد النظام !
رغم علم قيادة الحركة بواقع مقتلهم في مكاتبهم !
وبعضهم تم قتله – عند معالجته من أمراض عادية- عبر طبيب تابع للأسد الابن مشرف على أحد المشافي يقوم بتصفية المستهدفين من الأسد عبر التمويت الطبي اذا صح التعبير .
عند الاتصال بي أول مرة من قبل قيادة ” حركة الضباط العلويين الأحرار ” كنت حذر جداً بسبب معرفتي بطبيعة ألاعيب ” النظام ” في وضع الفخاخ وتوريط الناس عبر وسائل عدة أمنية وجنسية ومالية وثورية ….الخ
تسمية الحركة ليست من قبلي ، وأنا لم أطلب تسميتي كممثل – مفوُّض سياسي لهم ، وكما فهمت منهم أرادوا من خلال التسمية ارسال رسالة للسوريين الأخرين ، بأنهم معاً ضد هذا النظام المجرم ، بعد أن تم تظهير الصراع من قبل الإعلام – خاصة الاعلام المحسوب على المعارضة – والدول الفاعلة بأنه صراع طائفي : نظام علوي – ثورة سنية !. ولكل من هذه القوى غايته في هذا التظهير …!
وهم – كما أنا – لا يعتقدون أنه صراع طائفي ، بل صراع بين مافيا مجرمة وشعب سوري متنوع لديه مطالب مُحقّة ، وتحول لاحقاً لصراع مُعقّد ومركَّب متعدد المستويات ، بعض أدواته فئوية …
وأنهم بهذه التسمية يريدون درء فتنة طائفية قد تحصل بأي لحظة يسعى لها النظام وأخرون من قوى ودول…
وبعد وقت وتقاطع معلومات لدي ومعرفتي بعوائل هؤلاء الضباط في قيادة الحركة من خلال شبكة العلاقات الاجتماعية – كما لدى أي فرد في سوريا – وَثِقت بالطرح منهم وبوجودهم حقيقة وتوجهاً ، وبعد وقت طويل ، بسبب طبيعتي المتمهلة والحذرة ، التي ربما اكتسبتها من عوامل متعددة مررت بها ، ربما الأساس فيها من عملي كمحام .
البيان الأخير للحركة صُور بظروف صعبة للغاية في منطقة مشرفة على قبر الأسد الأب ، وهي منطقة عسكرية ايرانية فيها عدة مستودعات للأسلحة ، وأكبر مخزن لهم للطائرات المُسيّرة ، وقد تم اختيار الموقع بسبب عدم توقع أحد أن يجرؤ شخص على الدخول هناك ، وكان التركيز الأمني على المناطق الأخرى .
طلبت قيادة الحركة مني في شباط 2018 وبعد محادثات غير مباشرة ومطولة ، توقيع ما عُرف لاحقاً ب ” ميثاق باريس ” مع جبهة الانقاذ الوطني السورية ، وكذلك منذ فترة قرروا التواصل مع المجلس العسكري السوري وكان هناك فترة تواصل مهمة قبل التوصل لضرورة تعبير مباشر من قيادة الحركة عن موقفهم ، ومن داخل الساحل السوري وبشكل مُصوَّر .
يقتصر دوري بالحركة على إبداء الرأي الذي أُسأل عنه ، فمثلاً قبلاً طرحوا اقتراحاً حول ضرورة التواصل مع الائتلاف فأخبرتهم عن تجربتي معهم في مؤتمر الرياض 2 لمدة شهرين ، و انسحابي بعد ذلك بسبب عدم ثقة تشكلت لدي بما يجري معهم وكذلك بهم ..
هؤلاء الضباط ، على الأقل في قيادة الحركة كما فهمت ، لديهم قناعة يُدعِّمونها بالأدلة – باعتبارهم مُطلعين – أن الدعم الايراني والروسي هو وجه الدعم الدولي للأسد الابن ، بينما عمق هذا الدعم هو أمريكي – اسرائيلي وتركي ، وهناك تواصل مباشر بين الأسد والاسرائيليين ، طبعاً غني البيان ، باعتبار الأمر معروف، أن هناك غرفة عملية روسية – اسرائيلية في مطار حميميم كانت تُنسّق ضرب أهداف سوريّة بالتعاون مع الأسد الابن ، والغرفة أُغلقت منذ حوالي أربع أشهر ، وكذلك هناك تبادل تجاري نفطي بين سوريا واسرائيل منذ 1989 و هناك غرفة عمليات مشتركة ايرانية روسية في المطار ذاته ، وكذلك اجتماعات دورية بين المخابرات التركية والسورية من أبرز منجزاتها المعروفة تسليم الرائد الهرموش للمخابرات السورية مقابل تسليم النظام السوري لسبع أعضاء من حزب العمال الكردي وكذلك بدء إنشاءالحزام العربي السني في عفرين بتهجير البلدات الأربعة من ريف دمشق وبتنسيق أمني ايراني – تركي – قطري – الأسد الابن – جبهة النصرة ….الخ
لهذه الأمور وغيرها ، لا يعتبر هؤلاء الضباط القادة في الحركة أنه يمكنهم الوثوق بمدى حيوي لهم في خارج ما هم فيه وبنفس الوقت يرغبون بمد اليد لكل جهة سوريّة لبناء مشترك سياسي سوري مع حذر شديد ..
هذا الأمر يجعلني أنا كشخص مُتعب عند سؤالي منهم عن أي أمر ، مُتعب بسبب طبيعة المشهد السوري ، وعدم الثقة بين السوريين ، وكذلك الاختراقات الأمنية الكبيرة للدول والقوى للأفراد والمؤسسات داخل سوريا ، معارضة وموالاة …و باعتبار أن رأيي قد يسبب ايذاء لبعضهم لست مسؤول عنه …
وحيث أن الأمر مهما استفضت به ، سيبقى ناقصاً بالنسبة لبعضهم …
فإنني أكتفي بهذا القدر ، قائلاً : أننا كسوريين وسوريّات في كارثة مُتدَاعية ، أصبحت “مصدر رزق ” لأفراد وقوى ودول ، ولا يوجد عمل مُشترك بحد مقبول يمكن البناء عليه بيننا ، وهناك انعدام للثقة غالب ، وأن حل الكارثة لن تقوم به دول أو قوى الا بما يُلائم مصلحتها ، وحتى بدء هكذا حل سيكون بعد الترميد النهائي لبلادنا ولنا جميعاً ….الخ
بل حتى الله – أزعم ذلك ، رغم ايماني بالله وعدالته -لن يتدخل .! لأن المنطق والعدالة تقتضي أن نتدخل نحن لحل مشكلتنا ، عبر استخدام عقلنا ، الذي هو منحة الله الأهم .
نحن في قارب واحد جميعاً ، أحببنا أم كرهنا .!
لا بد مصلحياً من بناء كلمة سواء بيننا كسوريين وسوريّات .