°
, November 18, 2025 in
آخر الأخبار
تفاصيل

الرُّهاب . عَلَمْ عبد اللطيف

الرُّهاب نظرياً وعملياً. هو شعور يولَد ويتنامى مع الزمن باستمرار الحالة التي تسببه. حتى يصبح حالة تتلبّس صاحبَها.
حالة مرضية. خصوصاً إذا طالت مدة المرض لعقود مثلاً.. أو قرون.
الاستبداد الشرقي ظاهرة عريقة عراقة الشرق ذاته. والرهاب هو صنعة متقنة من صنائع الاستبداد. وتتجدد أشكاله ومستوياته مع تطور وتنامي الظاهرة بأشكال متجددة. وفي كل الأحوال. ومهما كانت أشكال الاستبداد مختلفة ومتنوعة. فأساسها التاريخي المصالح والمنافع عند كل البشر وفي كل الأزمنة. ومفهومها هو في سيادة الشعب عبر ممثليه ونوابه المنتخبين من قبله. فقبل مفهوم حق الشعوب بتقرير المصير وسيادتها الحقوقية والسياسية على بلدانها. لم يكن الاستبداد يصدم أرفع العقول.
نسأل.. ألا يمكن ان ينتقل الشعور أو ثقافة الشعور هنا إلى عالم الوراثة. من حقل الثقافة المكتسبة إلى حقل الجينات التي تُورّث كما تُورّث الملامح.
يقول سيغموند فرويد بتفكير ما دون الشعور. وما دون الوعي الجمعي. وبالتفكير النسالي. ويسوق عليه أمثلة عديدة. عن قتل الأب والندم والخطيئة. وما بُني من أساطير حولها. وعن توق الانسان إلى المكان الآمن الذي يتذكره بما دون الشعور. وهو رحم الام.. وربما ولدت فكرة الجنة عنده. ولدى الانسان عموما في مرحلة طفولة الوعي البشري. من هنا.. المهم في الموضوع أن التفكير النسالي هذا استدلّوا عليه من ظواهر لا تفسير لها إلا هكذا.. فما تفسير لجوء فرخ الدجاج الذي يفقس في المخبر. إلى البحش برجليه منذ خروجه من البيضة. البحش هو ثقافة جدته الدجاجة التي تبحث عن الديدان في التراب.
يمكن أن يُورّث الشعور. ويصبح تفكيراً نِسالياً وفق تعبير فرويد.
وبه تمارس قطعان الخائفين عبر الزمن هوايتها في الاختباء وراء فرويد. أو وراء فرخ الدجاجة الصغير وهو يبحش.