ويعنى بأسلوب تأكيد الذات هو أن يدرب الفرد نفسه باستمرار على التعبير عن النفس بثقة (وبدون مبالغة) .. وعلى أن يعبر عن مشاعره – سواء كانت ايجابية أو سلبية – وعن آرائه .
فعلى الفرد أن يدرب نفسه على تنمية قدرته على التعبير عن مشاعر الحب .. أو الإعجاب .. أو التقدير .. وأيضا عن مشاعر الرفض أو الغضب أو الكراهية .. تعبيرا لفظياً واضحاً .. ومباشرة .
ويؤدى إتباع هذا الأسلوب إلى الثقة بالنفس .. واحترام الذات .
ومما لاشك فيه أن التغيرات التي تحدث في سلوك الفرد ومظهره .. والتي تؤكد للفرد ذاتيته .. يكون لها اثر لا يستهان به في إدراك الفرد لنفسه وإدراك الآخرين له أيضاً .
كما أن لهذا الأسلوب فوائده في تحسين قدرة الفرد على التوافق الاجتماعي .. وعدم كبت المشاعر ..
ويقوم بعض المعالجين الذين يتبعون مثل هذا الأسلوب بتدريب مرضاهم على كيفية أداء المواقف الاجتماعية المختلفة مثل كيف يتحدث الفرد مع رئيسه .. وكيف يعبر عن رأيه أمام الآخرين خاصة ذوى السلطة أو النفوذ .. أو كيف يعبر الفرد عن نفسه وعن مشاعره أما الجنس الأخر . وتتعدد أساليب تأكيد الذات .. فبعضها يعتمد على تأكيد الذات من خلال المظهر والسلوك العام . ففي المران على تأكيد الذات من خلال المهارات اللفظية .. يجب أن يهتم الفرد بالحضور الذهني في المواقف المختلفة .. وبعد الانشغال بأمور الحياة ومشكلاتها أثناء تواجده في المواقف الاجتماعية المختلفة .
كذلك فيجب أن يدرب الفرد نفسه على استخدام عبارات تؤكد وجوده مثل “أنا أحب” .. أو “أنا اكره” .. أو “أنا أؤيد” .. أو “أنا أرى” مع عدم الخوف من النقد الاجتماعي .. وأيضاً عدم المبالغة في تأكيد الوجود .. مع توخى الصدق في التعبير عن النفس .. فلا تكون المعارضة بغرض جذب الانتباه .
ويعتقد البعض أن الظهور بمظهر الخنوع المبالغ فيه أو الأدب والاستكانة والخجل قد يجلب إليهم القبول أو الحب أو التقدير ، ولكن هذا الاعتقاد غير صحيح ، وتستطيع إذا كنت من هؤلاء الذين يسلكون مسلك الخانعين المساكين أمام رؤسائهم أو أمام أي مسؤول .. فما عليك الآن إلى أن تتخيل انك ذلك المسئول .. وان أمامك اثنين من مرءوسيك :
الأول .. مهذب .. هادئ .. واثق من نفسه .. يتحدث بهدوء واطمئنان .. ويتحدث أيضاً بثقة وبدون مبالغة عن قدراته وعن آرائه ومشاعره .
والثاني .. مهذب .. هادئ .. ولكن خجول .. متلعثم .. منطو .. يميل إلى الاستكانة أو المسكنة والانكسار .. والى التقليل من قيمة نفسه .
فإلى أيهما تميل ؟
وفى أيهما تثق ؟
وأيهما تحترم ؟
فحاول أن تكون ذلك الشخص الأول لأنك إذا لعبت دور الشخص الثاني ونجحت في اكتساب بعض العطف والقبول فإنك ستفشل في اجتذاب الثقة والاحترام والتقدير .
وتأكيد الذات من خلال اهتمام بمظهره العام .. أمر هام أيضاً .. فيجب أن يهتم الفرد بارتداء ملابس نظيفة .. وأنيقة .. ومناسبة .. وغير مبالغ فيها .. أو في أسعارها .
كما يجب الاهتمام بالنظافة الشخصية ، والتخلي عن بعض العادات المنفرة مثل عادة البصق على الأرض أو حك الجسم أو نتف شعر الوجه أمام الآخرين ، أو التجشؤ بصوت مسموع .. الخ .
كذلك فان الظهور دائما بوجه عبوس .. مقطب الجبين .. أو بوجه جامد الملامح أو مهموم ينفر الناس .
بينما يجذبهم ذلك الوجه الهادئ المبتسم .
ولاحظ التغييرات التي تحدث حتى في نبرة صوتك عندما تكون مكتئبا مهموما أو خائفا .. ثم وأنت هادئ أو سعيد .. إن الفرق شاسع ..
فلاحظ أن يكون صوتك واثقا .. غير منكسر وغير متوتر النبرات .. وان تكون كلماتك واضحة واثقة .
إن هذه اللمحات الصغيرة .. هي لغة تعبر عن الفرد وعن حالته النفسية .. أبلغ تعبير .. تماما كلغة العيون . فيجب أن تؤكد .. للآخرين .. مشاعرك .. وثقتك بنفسك من خلال .. السلام باليد .. ومن خلال حركات الجسم .. وإشارات اليد .. وطريقة المشي .. الخ .
كما يجب أن تعود نفسك على عدم الخجل عند تلقى الثناء أو الشكر .. أو كلمات الإعجاب والمدح .. بل يجب أن تظهر رضاك وامتنانك لهذا .. ويستحسن أن تعلن عن شكرك وسعادتك بكل تقدير تناله .. وأن تدرك أن كل إنسان يحب الثناء على إيجابياته وأن كلمات الثناء والتقدير والمجاملة بدون مبالغة أو نفاق تفتح القلوب وأبواب النجاح .
موقع : www.rameztaha.net الدكتور رامز طه .