من الحفلة التكريمية التي أقيمت للشيخ المجاهد (صالح العلي) في مدينة (اللاذقية) بتاريخ 27 نيسان 1945 م
الصف الأول من اليمين جلوساً:
الشيخ أحمد عارف الزين (لبنان)، الشيخ المجاهد صالح العلي، الشيخ سليمان ضاهر (لبنان)، الشيخ أحمد رضا (لبنان).
الصف الثاني من اليمين وقوفاً:
عبد اللطيف اليونس، الزعيم أسعد هارون، النائب محمد سليمان الأحمد (بدوي الجبل)، الدكتور رياض رويحة
كلمة المُحتَفى به ” الشيخ صالح العلي “
” أيها السادة :
إنني أحيي فيكم الشمائل العربية , والعزة الوطنية , التي حققت للعالم قوة إيمانكم وشعوركم الصادق بحب الله والوطن والحرية ,
والذي حملتموه على الاعتراف باتحادكم عن طريق من أحسنتم الظن بإقدامه , وجرأته وإخلاصه لله والوطن والعروبة .
إن ما قمنا به من الجهاد في سبيل الاستقلال ليس إلا جزءا يسيرا من الواجب المترتب علينا القيام به تجاه هذا الوطن العزيز . وإننا لنرجو مخلصين أن تتم أسباب استقلاله بفضل مساعي الزعيم فخامة الرئيس شكري القوتلي , ذلك الاستقلال الذي نفتديه بالأموال والأرواح .
وإنني أبعث بتحية حارة إلى أرواح الشهداء الذين سقطوا صرعى في ساحات الجهاد والشرف . فآثروا الموت على الحياة , وخلفوا لنا هذه الذكرى المفعمة بالأسى والطافحة بالألم , والمملوءة بالاعتزاز والفخار . وتحية حارة إلى المجاهدين البواسل الذين يوجد منهم الكثيرون في هذه الحفلة , والذين برهنوا في غضون تلك الثورة عن شجاعة فائقة , وعن تفان في حب الله والوطن , فأعطوا مثالا بليغا , وبرهانا ساطعا على قوة المراس العربي والإخلاص الشامي .
وأشكر لمعالي الأمير مصطفى الشهابي رعايته هذه المناسبة السعيدة التي أتاحت لي ولكم جميعا فرصة التحدث بأمجاد حركة وطنية مجيدة لم تكن إلا حلقة في سلسلة الجهاد الدامي الكبير الذي قام به إخواننا رجال سوريا العربية .
والله أسأل أن يمتع هذه البلاد , وسائر الأوطان بالعزة والأيد , والمنعة والحرية , وأن يجعل بانتهاء هذه الحرب الضروس تقصيرا لأمد آلام الشعوب وويلاتها , وتحقيقا لنصرة الحرية , والديمقراطية على الطمع والعدوان .
ولا يسعني إلا أن أتقدم بالشكر الجزيل لكل من كلف نفسه عناء الحضور بمشاركتنا في ذكرى إحياء ذكرى الجهاد الشريف , والى كل من تلطف فأعرب عن اشتراكه بالبرق أو الخطاب . كما وأنني ممتن لللجنة الكريمة جميل سعيها , واهتمامها بالجهاد و أبنائه , متوجها للأمة حكومة وشعبا بشخص زعيم البلاد فخامة الرئيس الأول السيد شكري القوتلي , بخالص وفائي وامتناني على ما أوليتموني من شرف عظيم وهو معولي في الذي تبقى لي من أيام الحياة الدنيا والسلام عليكم ” .
صالح العلي
تفاصيل :- بتاريخ 27 نيسان 1945 أقيمت هذه الحفلة برعاية الأمير مصطفى الشهابي في مدينة اللاذقية من أجل تكريم الشيخ صالح العلي , وكان رئيس اللجنة التنظيمية السيد أسعد هارون وأمين السر السيد عبد اللطيف اليونس . وسبق ذلك صدور المرسوم رقم 488 تاريخ 15نيسان 1945 من فخامة رئيس الجمهورية السورية السيد شكري القوتلي المتضمن منح الشيخ صالح العلي ” براءة نوط الشرف السوري ” من الدرجة الأولى ” وسام الاستحقاق ” وقد رافق الشيخ إلى حفلة التكريم صهره زوج ابنته الكبرى ” حفيظه ” الشيخ محمد عيسى محمد آل الشيخ إبراهيم ولم تحضر ابنته ” حفيظه ” حينها بسبب حملها بحفيدته الأولى ” تباشير” وبقيت ابنتيه الأخريين ” سعاد ” و ” سهام” بسبب صغر سنهما في الدار . وقد حضر حفلة التكريم شخصيات سياسية وثقافية من الجمهورية السورية وبلاد الشام ومن العالم العربي والعالم .
نص المرسوم الصادر عن فخامة الرئيس شكري القوتلي
بمنح الشيخ صالح العلي وسام الاستحقاق السوري من الدرجة الأولى
صورة عن وسام الاستحقاق السوري
الممنوح للشيخ صالح العلي