الدّين… والعقل الحديث
عرض لرؤية ولتر ستيس
بين الدّين وبين العقل الحديث، أين نقف؟
ما هو الحلّ للصّراع القائم في ذهن/ عقل الإنسان المعاصر؟
في عالم يزداد الإنسان فيه علماً، ويقلّ اعتقاده بالحقيقة، ويصبح أكثر قلقًا ومعاناةً واضطرابًا. في عالم يحتاج فيه إلى كليهما، العلم والدّين، ما هو الحلّ؟
كيف يحافظ على وجودهما معاً في ظلّ الاعتقاد بأنّهما متناقضان، وبالتّالي لا يجتمعان، ولابدّ لأحدهما أن يلغي الآخر؟
كيف للذّهن/ العقل أن يحلّ إشكاليّة إيمانه بالآية “إِذ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ طِينٍ” (سورة ص-71)، وبين مشاهداته التي تؤكّد نظريّة التطوّر لتشارلز داروين؟
يقدم الفيلسوف الانجليزي ولتر ستيس ) Walter T Stace1886- 1968 ) الحل. ولكن، قبل أن يقدّم لنا الحل، التوفيقي، ما يبيّن نظرة العلم، أوما يعبّر عنه بـ”المذهب الطبيعي”، وما بين النظرة الدينية للعالم، في كتابهReligion and the modern mind(الدين والعقل الحديث) ويسرد لنا كيف نشأ هذا الصراع، يوضّح بدقة مشكلة العلاقة بين الدين والعقل الحديث، من خلال تركيزه على ثلاثة محاور رئيسيّة، ابتداء من صورة العالم في العصر الوسيط، ثم صورة العالم في العصر الحديث، وأخيراً المشكلات المعاصرة.
صورة العالم في العصر الوسيط
صورة العالم، أي نظرة الإنسان إلى العالم، ومجموعة الأفكار العامّة في ذهنه حول طبيعة العالم ومكانته فيه. هذه الصورة اختلفت النّظرة إليها في العصر الوسيط عنها في العصر الحديث. وبينما كانت الأحداث التي تعمل على تغيير الصورة في ذهن الإنسان في العصر الوسيط بطيئة، جاء القرن السّابع عشر ليحدث تغيّراً ثوريّاً.
كانت هناك ثلاثة أفكار فلسفيّة تسيطر على عقل الإنسان في العصر الوسيط، وأدى تغيّرها إلى تغير صورة العالم كله، هذه الأفكار هي: فكرة الله، وغرضية العالم، والنظام الأخلاقي للعالم.
فكرة الله
ماذا تعني كلمة “الله” في العقل؟ يعتقد النّاس – وإن لم يبينوا ذلك، وقد يرفضون أحيانا هذا الكلام – أن الله هو إله متشخّص، أي له عقل واع، أو روح. وهو ما يعني أن هذا العقل يشبه العقل البشري من حيث: وضع الخطط، وأن له غرض من تلك الخطط. وعليه، سيكون عقلاً واعياً، لديه أفكار وتصوّرات، وانفعالات، وعواطف كالحبّ والغضب.
فقد يُنظر إلى هذا العقل كأعظم العقول وأشملها وأقواها وأكثرها حكمة، لكنه لا يزال يُشْبه العقل البشري. ومهما حاول الإنسان العادي أن يفلت من تشبيه هذا النوع من العقل بالعقل البشري، لابد أن تُسيطر هذه الفكرة على عقله، لأنه لا يمتلك أدوات فكرية أخرى تبعده عن التفكير من غير تشبيه. مثلاً، عندما يتصور الإنسان الكيفية التي خلق الله بها العالم، فإنه سيتم تشبيه هذا الخلق ببناء المنزل، حتى لو حاول الإنسان أن يُبعد هذه التّشبيه عن ذهنه، كالادّعاء: أن الخلق جاء من العدم في حين أن الإنسان خلق أو بنى المنزل من مواد موجودة سلفًا. ولكن، في نهاية الأمر سيشبّه الخلق البناء، لأن الذهن لا يمتلك وسيلة أخرى لفهم هذا الخلق. وعندما يُفكّر الإنسان بعدل الله، سيُشبه هذا العدل بالحاكم الذي يعدل بين رعيّته. وعندما يفكر الإنسان برحمة الله، سيتصوّر تلك الرّحمة كما تُحب الأم ابنها فترحمه.
غرضيّة العالم
عندما يفكر الإنسان في غرضية العالم، أي يعتقد بأن للعالم غرضاً معيناً، سيسعى إلى تفسير ظواهر الطّبيعة كلها تفسيرا غرضيّاً، أي تفسيرا لـ”غرض ما” أو لـ”غاية ما”. وما يقابل هذا التّفسير هو التفسير “الميكانيكي” أو “العلمي”. فإذا كان التفسير الغائي يعني تحديد غاية ما لهذا الحدث، فإن التفسير الميكانيكي يسعى للإجابة على سؤال: لماذا حدث ذلك؟ أي تقديم سبب لهذا الحدث، ويعني تفسير الظواهر عن طريق قوانين الطبيعة، الذي هو تفسير عن طريق الأسباب.
مثال: إذا سرق رجل مالا، فإنّ التّفسير الغائي يفسّر ذلك بالقول: سرق الرّجل مالاً لغرض ما، والغرض هو على سبيل المثال “شراء الخبز”. أمّا التّفسير الميكانيكي الذي يعتمد على الأسباب فيقول: سرق الرّجل المال “لأنّه جائع”.
هناك صراع وجدل لا مبرّر لهما بين العقل الدّيني الذي سيطر على الإنسان في العصر الوسيط، وبين العقل العلمي الذي سيطر في العصر الحديث. ومنطلق العقلين هو هذان التّفسيران، التفسير الغائي والتفسير الميكانيكي. فإن صحّ أحد التفسيرين، فلا بد أن يكون الآخر خاطئاً، لأن كلا التفسيرين متناقضين – كما يُعتقد -.
مثلاً: ظاهرة قوس قزح، فإن التفسير الغائي لها، أي الغرض أو الغاية من وجود قوس قزح، هو كما جاء في سفر التكوين 9: 12-13، حيث قال الرب: “هذه هي علامة الميثاق الأبدي الذي أقيمه بيني وبينكم وبين المخلوقات الحيّة التي معكم: أضع قوسي في السّحاب فتكون علامة ميثاق بيني وبين الأرض”. بينما التفسير الميكانيكي أو العلمي فهو يوضح لنا سبب ظهور قوس قزح، والمبني على قوانين علم الطبيعة، فظهوره ناتج عن انكسار وتحلل ضوء الشّمس خلال قطرة ماء المطر. وحينما نشير إلى التفسير الغائي لخلق الشّمس والقمر والحيوانات والماء وكل الظواهر الطبيعيّة، سيقول بأن الله خلق كل هذه الظواهر والموجودات لخدمة الإنسان.
لنتصوّر أن للعالم غرضاً عظيماً يتناسب مع العقل العظيم الذي خطط له. إن ذلك هو أساس النظرة الدينية للعالم، والتي كانت تسيطر على عقل الإنسان في العصر الوسيط .
العالم بوصفه نظاماً أخلاقياً
لتوضيح هذه الفكرة، نذكر ما ذكره الميتافيزيقيون المثاليون الألمان في القرن التّاسع عشر: الطّابع الأخلاقي النّهائي للكون مبني على خطة واعية في الذهن، وهذا الطابع موجود خارج العالم. وأُطلق على ذلك بالذّهن “المطلق”، وهذا المطلق هو “العقل الكلّي”. وافترض الميتافيزيقيون أن العقل الكلي هو مصدر القيم الروحية جميعاً، لا سيما القيم الثلاث: الحق، الخير، والجمال. وبذلك فإن مفهوم الخير يعتمد على ما هو خير في العقل الكلي، وهو مستقل عن العقل البشري.
بالتالي، تتلخّص نظرتهم للكون بأنّ له غرضاً وغاية ما، وهذه الغاية هي الخير. فهو يمثل نظاماً أخلاقياً خيّراً، ويجنح نحو الخير. ولا تزال هذه النّظرة موجودة. فكثير من المؤمنين يعتقدون بضرورة انتصار الخير في النهاية، أو أن للحقيقة قوة ما في الأشياء المتجهة نحو الخير، وحتى لو لم تظهر هذه القوّة لكنّها كامنة في العالم ولا بد أن تظهر. وكأن هذا الكون كائن حيّ، لكنه ليس كائناً واعياً، مثلما نقول بأن الشّجرة كائن حيّ، ولكن ليس كائناً واعياً، فجذورها تتّجه إلى الأسفل “لغاية ما” وتلك الغاية هي البحث عن الرّطوبة في الأرض، فهي التي توجّه سلوكها. فالكون حسب هذه النّظرة له غاية، والغاية هذه هي التي توجه سلوكه نحو الخير.
لا تختلف هذه النّظرة عمّا كانت عليه النّظرة الأخلاقيّة للإنسان في العصر الوسيط. فهي تؤكّد أن القيم الأخلاقيّة تعتمد على إرادة الله/المطلق/العقل الكلي/الروح، لا إرادة البشر ورغباتهم. وهذا ما يُطلق عليه “موضوعيّة القيم الأخلاقيّة”.
صورة العالم في العصر الحديث
نقضت المكتشفات الجيولوجيّة ما ذُكر في العهد القديم من أن الأرض خلقت في ستّة أيّام منذ ما يقرب من ستّة آلاف سنة. كما أظهرت نظريّة التطوّر لداروين، والتي أحدثت اضطراباً للعقل الدّيني، بأنّ الإنسان يرتبط بعالم الحيوان وغيرها من المكتشفات التي صدمت الآراء المتواترة في الكتب المقدسة.
بالطّبع هي ليست صدمة فقط لعمر الأرض أو غيرها، بل كانت انقلاباً على معظم المعتقدات الدّينيّة. فقد غيّر علم الجيولوجيا ونظريّة التطوّر المفهوم العام للعالم في القرن السّابع عشر.
لكن الذي كان يُعدّ العدوّ الحقيقي للإيمان الديني، هو ما حدث في علم الفلك، وبالأخص في القرن السّابع عشر، والموقف العلمي الذي قام به علماء مثل كبلر وغاليليو.
نذكر أهم العلماء، وبعض ما قاموا به:
قبل كوبرنيكوس (1473-1543) كان الاعتقاد السّائد هو بالنظريّة الجيوسنتريّة (مركزيّة الأرض)، والتي كانت موضع تسليم منذ العصور القديمة، التي طورها عالم الفلك السكندري بطليموس في القرن الثاني الميلادي، وكانت مبنيّة على أن الأرض ساكنة في مركز الكون، والأجرام السماويّة كلها تدور حول الأرض، بحركة دائريّة. وقام كوبرنيكوس بإسقاط نظرية مركزية الأرض، ليحل محلها نظرية الهليوسنترية (مركزيّة الشمس)، ولكن كوبرنيكوس لم يستطع البرهنة على صحة نظريته، ونيوتن هو الذي برهنها من بعده.
لمدة قرن كامل لم يتقبّل النّاس النظريّة، ولا حتّى العلماء. وبعد نصف قرن من كوبرنيكوس جاء تيكوبراهى، عالم الفلك الدنماركي، الذي كان متميّزا في الجانب العملي من المشاهدة، وهو أول من أقام مرصدا فلكياً واخترع المزولة (أداة لقياس ارتفاع الأجرام السماويّة فوق الأفق) والسداسيّة (آلة لرصد المسافات بين النجوم ومعرفة زواياها)، ليضع حلاً توافقياً. وقد وجد استحساناً في عصره، وما ذكره من مشاهداته: أن الأرض ساكنة، وأن الشمس هي التي تدور حولها، وأن بعض الكواكب تدور حول الشمس، وليس الأرض كما كان يُعتقد.
وجاء من بعده مساعده، العالم كبلر (1571-1630) الذي استخدم مشاهدات تيكوبراهي، وكان أبرز اكتشافاته: أنّ الكواكب تدور في مسار أهليجي، بيضاوي، وليس دائريّاً، وهذا ما جعله أحد أبرز العلماء الذين وضعوا حدّاً فاصلاً بين العلم الحديث والعلم في العصر الوسيط.
كيف ذلك ؟
كان المفكّرون والعلماء في العصور الوسطى وما قبلها يفترضون أن الحقيقة تُعرف بطريقة قبليّة من مبادئ أوليّة مفترضة، وما أحدثه كبلر باكتشافه، أنّ المشاهدة هي الطريق الوحيد لاكتشاف الحقيقة.
كان الاعتقاد منذ زمن الأغريق بمن فيهم أفلاطون، أنّ الأجرام السماويّة هي موجودات مقدسة إلهيّة، وأن الدائرة هي أكمل الأشكال الهندسية. ولمّا كانت الأجرام السماوية مقدسة، فلا بد أن تكون حركاتها كاملة، أي دائريّة. وهذه كلها مبادئ أوليّة مفترضة، لم تعتمد على مشاهدة الوقائع.
وحينما نأتي إلى غاليليو (1564-1642) يواجهنا السّؤال التّالي: لماذا هو دون من سبقوه الذي اكتسب شهرة لا تضاهى؟
لأن اكتشافات غاليليو هي التي قضت على آخر المعتقدات الدينيّة في علم الفلك. وبدأ النّزاع الحادّ بين العلم والكنيسة.
غاليليو صنع أول تلسكوب فلكي ووجهه نحو القمر، واكتشف أن هذا الجرم ليس كرة تامة الاستدارة، وانما كرة مجعدة بها وديان وجبال. ولأن الاعتقاد السابق كان يقول بأن الأجرام السماوية لابد أن تكون كرات تامة الاستدارة، لنفس السبب الذي من أجله لابد أن يكون المحور دائرة كاملة. أي لأنها أجرام مقدسة، والكرة هي الشكل الكامل الوحيد. ولكن، إن كان القمر به جبال ووديان على سطحه، كما في الأرض، فهذا يعني أن كتلة المادة الفظة الخشنة التي تتكوّن منها الأرض، هي ذات المادة الخشنة الفظة التي يتكون منها القمر. إذاً، الأجرام السماوية لا تتكون من نوع خاص من الأثير، أو جوهر “شبه إلهي”، لاقتراب الأجرام من الإله.
الحدث الآخر، أن غاليليو رأى من منظاره أن للمرّيخ أقماراً أربعة، مثل الأرض، وبالتّالي تكون الأرض مجرّد كوكب، مثل المرّيخ، وبالتالي تدور الأرض حول الشّمس مثل المرّيخ. وقد رفض العلماء كلّ مشاهداته هذه، وعندما دعاهم للنّظر في منظاره، رفضوا دعوته، لأنّه إن ثبت لهم ذلك، فهذا سيزعزع إيمانهم الدّيني، القائل بأنّ ما ليس نافعاً لغرض ما، لا يمكن أن يوجد، وهي جملة تعبّر عن الطابع “الغائي” للكون. فما هي الفائدة من وجود أشياء لا يمكن أن نراها بالعين المجرّدة؟ وما هو الغرض من وجودها؟
ليس هذا فحسب، بل لغاليليو اكتشاف عظيم آخر، هو قانون الحركة، الذي صاغه نيوتن.
افترض أرسطو – والفرضيّة هذه كانت مقبولة حتّى عصر غاليليو – أنّه لو كنت تدفع عربة في طريق غير ممهّد، ثم توقفت عن دفعها، فإنّ العربة سرعان ماتبطئ من سرعتها ثم تتوقّف، لأنه لا يوجد قوّة تدفعها، وجميع الملاحظات اليوميّة للأجسام تبرهن على ذلك. إذاً القاعدة تقول: لابدّ أن يوجد نوع من القوّة من أجل المحافظة على حركة الجسم. وهذا ما فرضه أرسطو، باعتبار أنه قانون الطّبيعة. وقد طُبّق نفس القانون على الحركة المستمرّة للأجرام السماوية. فلا بد أن تكون هناك قوة ما، تدفع الأجرام السماوية للحركة. وهو الاعتقاد الذي كان سائداً، بأن تلك القوة هي الأرواح والملائكة. وكما افترض ديكارت أن المكان مليء بدوامات من الأثير تحمل الكواكب.
هذه الفرضية هي عكس قانون الحركة الذي صاغه نيوتن وبرهن عليه، وهو ما اكتشفه غاليليو ولم يبرهن عليه، لأنه لم تكن قوة الجاذبية الأرضية مكتشفة.
جاء نيوتن (1642-1727) وأكمل ما شيّده كوبرنيكوس وتيكوبراهي وكبلر وغاليليو. فاكتشف قانون الجاذبية الأرضية، وصاغ القانون الأول للحركة، وبيّن أنه ليس هناك أرواح وملائكة، ولا دوامات ديكارت، تُفسر حركة الأجرام السماويّة.
كان نيوتن مسيحيا خاشعا لله، يأخذ اللاهوت مأخذ الجد أكثر من العلم، ولابد سيصاب بالهلع لو أنه تصور أن ما قام به طوال حياته سوف يقوّض الإيمان الديني. لقد افترض أن نظامه عن الميكانيكا السماوية سوف يزودنا ببرهان على وجود الله.
كتب نيوتن: الحركات التي تسير عليها الكواكب الآن لا يمكن أن تكون قد نشأت عن سبب طبيعي فحسب، بل طبعها فاعل عاقل، فلا يمكن أن يُحدّد حركة جميع الكواكب في نفس الطريق وعلى نفس السّطح بلا أي تغير يذكر إلا بتخطيط. ولو أن الكواكب كانت سريعة، ولو أن كمّية مادة الشّمس كانت أعظم أو أصغر مما هي عليه، ولو أن… بل إنّ توافق هذه الأجرام كلهاً معا بمثل هذا التنوع الهائل، يقتضي ألا تكون هذه العلّة عمياء، وإنّما بارعة في الميكانيكا والهندسة.
وطبعا ما يعنيه بالعلة البارعة في الهندسة والميكانيكا، ليس سوى الله.
حجّة نيوتن هذه تسمّى “برهان النظم” على وجود الله. وجوهر هذا البرهان هو أن الطبيعة تكشف عن نماذج توافق بين الوسائل والغايات. وهناك الكثير من البراهين التي تعتمد على نفس المنطق، ولابد من وجود عقل يخطط لكل هذا النظام في الطبيعة.
ما ذكرناه من برهان النظم لدى نيوتن، ليس الهدف منه إحداث الشك من عدمه على وجود الله، بل لنُبيّن أن البراهين المستندة على برهان إثبات الله من الطبيعة، ليست لها أدنى قيمة في البرهنة على وجود الله من عدم وجوده، لأن العلم والطبيعة محايدان بالنسبة للدين، ولا علاقة لهما بالدين.
جوهر البرهان يكمن في التّأكيد على أن النتائج هي ليست نتائج أحدثتها أسباب طبيعيّة، بل هي غايات مستهدفة في عقل ما. مثال: العين، سواء عين الإنسان أو الحيوان، لكنها أداة تتألف من عدد كبير من الأجزاء، كالحدقة والقرنية و… وكل جزء منها يتألف من أجزاء أخرى. ولابد أن تتوافق كل هذه الأجزاء مع بعضها لإحداث الرؤية. فالرؤية هي “الغاية”، والتوافق بين جزء وآخر في العين هو “الوسيلة”. فالرّؤية لم تحدث لأسباب طبيعيّة، بل كانت الغاية المستهدفة لعقل ما، لأنّه لا يمكن أن تحدث الرّؤية – أو أي ظاهرة طبيعيّة أخرى – صدفة، ولا يمكن لقوانين الطّبيعة المعقدة أن تحدث دون وجود منظم لها.
الذين ينظرون للأمور بهذا المنظور، يختارون الأحداث لتطبيق فكرة الوسائل والغايات، التي تكون خيّرة ومفيدة، أي تكون أمورا ذات قيمة. فلماذا لا يقول مثلاً أن أجزاء العين توافقت فيما بينها فأدّت إلى العمى؟ أي أنّ الأسباب توافقت وأدّت إلى إحداث إعصار تسونامي (2005) والذي أودى بحياة ما يفوق الـ160 ألف إنسان. إن كان العقل أوجد كلّ الجمال والخير والعدل في الطّبيعة، فهل هو ذات العقل الذي أوجد الشرّ؟ وهل هذا العقل يميل إلى الشرّ؟ أم هناك عقل آخر هو الذي يوجد الشرّ؟
قد يكون فرضاً جيّداً ما يفسّر الوقائع الخيّرة، لكنّه ليس فرضاً جيّداً لتفسير الوقائع الشرّيرة.
وعليه، سيكون افتراض الصّدفة، أفضل، لأنه يفسر الأشياء الخيّرة والأشياء السيئة أو الشرّيرة معا. إذاً: برهان النظم المستمد من الطّبيعة، لا قيمة له.
والآن لنتاول الوجه الآخر لتلك الصّورة. فإذا كانت ميكانيكا الأجرام السّماويّة لم تبرهن على وجود الله، هل معنى ذلك عدم وجود الله؟
بالطّبع، كلّا. كيف؟
لنستعرض ما ذكرناه في الصّفحات السّابقة عن الاكتشافات الفلكيّة:
الأرض تدور حول الشّمس، ولا تدور الشّمس حولها (كوبرنيكوس)
تدور الكواكب في مسارات أهليجيّة، وليس في دوائر (كبلر)
سوف تواصل الأجسام المتحرّكة حركتها في سرعة مطّردة في خطّ مستقيم مالم تعترضها قوّة فتؤثّر على حركتها (غاليليو)
قانون الجاذبيّة (نيوتن)
تلك الحقائق ليس لها أدنى قيمة في إثبات عدم وجود الله. ألا يمكن أن يكون الله موجوداً في حالة دوران الأرض حول الشمس مثلما يكون موجوداً في حالة دوران الشمس حول الأرض؟ هل يوجد الله عندما تدور الكواكب في مسارات دائرية، ولا يوجد عندما تدور في مسارات أهليجية؟ هل الله يوجد في عالم يتبع قوانين أرسطو، ولا يوجد في عالم يتبع قوانين نيوتن؟
قد يكون هناك تعارض بين تلك المكتشفات وبين ما اعتمدته الكنيسة في ذلك الوقت، ولهذا عارضت الكنيسة معظم المكتشفات الفلكية، لذا بدأت الشكوك تساور عقول الناس المتدينين والذين يؤمنون بحرفية الكتب المقدسة.
لم تكن الأزمة بين العلم والدين – فقط – في أنه كانت الأرض تدور حول الشمس أو العكس، بل إن الصدام الحقيقي يكمن في النظرة الدينية برمتها للعالم – وليس الدين نفسه – في ظل تلك الاكشافات، التي زعزعت إيمان المتدينين في ثلاثة معتقدات:
1)أن هناك موجودا إلهيا خلق العالم.
2)غرضية الكون.
3)العالم يمثل نظاماً أخلاقياً.
ما وصلنا إليه حتى الآن هو أن مكتشفات الثورة العلمية لا تثبت أو تنفي وجود الله، ولكن ما حدث بعد نشأة العلم – في القرن الثامن عشر – أنه ظهرت نزعة شكية دينية كبرى. ظهور هذه النزعة لم يكن مصادفة وبعيدة عما حدث من ثورة علمية في القرن السابع عشر.
أحدث علم نيوتن شعوراً في بُعد الله عنا، فإذا لم تكن “قوة ما” هي التي تحرك الأجرام السماوية، وأن كل مافي الطبيعة تحكمه قوانين الطبيعة، إذاً أين الله في كل ذلك؟
في العصور السابقة كان الناس يعتقدون بأن الله قريب منهم، لماذا؟ لأنهم كانوا يؤمنون بأن الله يرسل الرياح العاتية عندما يغضب، وعندما يفرح ينزل عليهم المطر فينبت زروعهم، وكان هناك اعتقاد بالمعجزات، حيث لم يكونوا يملكون تفسيراً علمياً للظواهر الطبيعية، مما أدى إلى تفسيرها تفسيراً ما فوق طبيعي. وكانوا يعتقدون بأن الله يعمل طوال الوقت. وتطور الشعور بأن الله لم يعد يتدخل في العالم بشكل مباشر، لكنه لا يزال يمارس دوره السيكولوجي في عقول الناس. هو لم يعد يرسل علينا الغذاء المادي، بل يرسل علينا الغذاء الروحي.
ما حصل في علم نيوتن هو الآتي: عندما خلق الله العالم، خلق معه القوانين الطبيعية، لتسيير الأمور، مثل قانون الجاذبية، وقانون الحركة، فكان الله هو العلة الأولى للعالم، وكانت القوانين تعمل طوال الوقت، فلم يعد الله يسير الأمور في كل الوقت، كما هو صانع الساعة، الذي صنع الساعة في أول الأمر، ثم تركها تعمل بفعل قوانين الميكانيكا طوال الوقت دون أي تدخل من جانبه. لذلك، صار الله بعيداً، حتى عن الأحداث الفعلية في حياتنا اليومية.
هذه الصورة المتخيّلة عن الله، أصبحت مجرد إيمان عقلي، ومجرّد “فرض” لتفسير أصل العالم، ولا أهميّة له في شؤون حياتنا اليوميّة. وهذه هي النّظرة التي أًصبح الله عليها في القرن الثامن عشر، عند العلماء والمفكّرين والفلاسفة الذين آمنوا بالله. وحتّى في يومنا هذا، هناك من يعتقد بأنّ الله يعمل في عالمنا السّيكولوجي الدّاخلي.
هذا هو الأثر الأوّل لعلم نيوتن، الشّعور بأنّ الله بعيد، وأنّ العالم خلق لأوّل مرّة، ثمّ تم تركه لقوانين الطّبيعة، وأنّ أثره سيكولوجي فقط. وهذا كلّه أدّى إلى تحطيم قوّة الدّين في أذهان النّاس.
أمّا الأثر الثّاني فتمثّل في إحلال القوانين الطبيعيّة لشرح الظّواهر محلّ العلل الميتافيزيقيّة، ولم يُعد يسمح بتفسير الظّواهر الطبيعيّة انطلاقا من الفعل الإلهي، أو الغيبي، وأنّه لابد أن يكون التّفسير علميّاً. حتّى وإن لم نجد للظاهرة أيّ تفسير علمي، فقد يتمّ اكتشاف التّفسير في المستقبل، كما يحدث الآن. وهذا هو الذي قوّض الدّين، وليس فقط نظريّة داروين أو مركزيّة الأرض.
فإذا سلّم الإنسان بالقاعدة العلمية التي تقول: لكل حادثة في الطبيعة سبب طبيعي، فلا يزال من الممكن – طبعاً – أن نقول أن الله هو العلّة الأولى، وبإمكاننا أيضاً أن نفترض بأنّ الله يعمل طوال الوقت، ولكن بواسطة القوانين. فالجاذبيّة لا تعمل بذاتها، بل الله هو الذي يعمل في كلّ لحظة، من خلال هذه القوّة. فالله لا يزال يخلق الطبيعة، ويعيد خلقها من جديد على نحو متواصل.
استطاع التّفسير العلمي والميكانيكي أن يطرد التّفسير الغائي من عقول النّاس، ممّا أدّى إلى طمسه ونسيانه. وإلى ما قبل القرن السّابع عشر الميلادي، كانت التّفسيرات التي تطول كل شيء في العالم، هي تفسيرات غائية. فمثلا، كان السّؤال: لمذا تحدث البراكين؟ فيأتي الجواب: لأنّ الله غضب… وهكذا. وقد يتكرّر الأمر نفسه الآن، ولكن بصورة ساذجة ولدى القليلين. فمثلاً: إن حدث أي أمر مؤسف لشخص ما، سيقول: إنّ الله غضب عليّ، لأنّي أذنبت.
ظلّ العلم راكداً لآلاف السنين، لأنّه لم يكن يبحث في أسباب الظّواهر، وظلّ يبحث عن الغاية من وجودها، وما قفزت المعرفة بشكل مذهل إلا عندما فُسّرت الأمور تفسيرا ميكانيكيّاً علميّاً. وهكذا، اتّجه العالم الذي تحكمه الأغراض الإلهيّة نحو النّهاية، إلى عالم بلا أغراض.
ولكن، من منّا لم يجلس يوما ما وينظر إلى السّماء ويتساءل: لِم جاء هذا الكون؟ ما هو الغرض من وجوده؟ لِم أنا موجود؟ أي معنى لحياتي؟
كنّا في السّابق نستمع للموسيقى التي تعكس فكرة منسجمة ومتناغمة مع الخطة الإلهية، وإذا بالموسيقى الحالية تنتشر بأنغام فوضويّة متضاربة توحي بأنّ الأشياء جميعها والحياة كلّها فوضى ومن غير معنى.
من يُنكر أن العالم الحالي يئنُّ من المشاكل، ومن زيادة هائلة في أعداد المرضى النّفسيين، ومن ازدياد الانهيارات العصبيّة، وقد لا نخطئ عندما نربط ذلك بشعور النّاس من أنّ سبب ذلك يعود إلى فقدان التّفسير الغرضي للعالم وللوجود، وبالتّالي لفقدان الغرض والهدف من وجودي. وبالطّبع ذلك ليس سببه تطوّر العلم، بل سببه سوء فهم العلم، لأنّ العلم أدى إلى تكوين وجهة نظر حديثة عن العالم.
أثر النتائج على الأخلاق:
نطرح التساؤل التالي مرّة أخرى ولكن على مشكلة الأخلاق: ما الذي يؤثر في مشكلة الأخلاق، سواء كانت الأرض تدور حول الشّمس، أو كانت تدور حول نفسها؟ هل سنكون أكثر عدلاً لو أن مسارات الكواكب كانت دائريّة بدلا من أن تكون أهليجية؟
كانت النظرة القديمة تقول إنّ هناك دافعاً نحو الخير الأخلاقي في مسار العالم، يتجسّد ذلك في إله مستقيم يحكم العالم، كأن نتصور بأن قوّة في الطبيعة من شأنها أن تصنع الخير، مثلما نقول بأنّه لابد للخير أن ينتصر ولا بد للشر أن ينهزم. وهو ذات التصوّر الذي عبّر عنه الفلاسفة بقولهم إنّ القيم الأخلاقية موضوعيّة، أي أنّها لا تعتمد على حالات ذهنية بشرية. وحينما نقول بأن العالم ليس نظاماً أخلاقياً، وأن القيم الأخلاقية ذاتيّة، فلأنّها تعتمد على الرّغبات البشرية.
إلا أنّه قد تغيرت تلك النّظرة، ومنها النظرة إلى الكون، من التصوّر الذي يعتقد بأن الكون كائن حي وله غاية، إلى التصور الذي يعتقد بأنه محايد بالنسبة إلى قيمنا الأخلاقيّة وليس له غرض أو غاية. فالطبيعة لا تُفضّل الأشياء الخيّرة على الأشياء الشريرة. فطاحونة الكون تطحن أي غلال بغير اكتراث. وهذا يدل على أن العالم لا يمثل نظاماً أخلاقياً، ولا يعتمد على ذهن موجود في خارج العالم. بل القيم الأخلاقيّة تعتمد كلها على البشر. هذه النّظرة التي تقف ضدّ “موضوعيّة القيم الأخلاقيّة”، أُطلق عليها “ذاتيّة القيم الأخلاقيّة”. ويُوضحها الفيلسوف الانجليزي المعاصر لغاليليو، توماس هوبز، بالقول: “كل إنسان يختلف عن الآخر، فما يسره ويبهجه يسميه خيراً، وما يحزنه يسميه شرّا، وبمقدار الاختلاف في التّكوين، فهو يختلف أيضاً عنه في الوصف بين الخير والشر.
مثل هذه النّظرة للقيم الأخلاقية، والتي تسمى بالنّزعة الذاتيّة الفرديّة، فإنّها لا تتّفق بتاتاً مع تلك التي كانت سائدة في العصر الوسيط، وهي تعتبر فكرة ثوريّة. فقد كانت القيم الأخلاقيّة الموضوعية هي السّائدة، وهي التي لا تعتمد على الذّهن البشري، بل يحرّكها شيء خارجي، كالقول بأنّ الخير والشرّ يعتمدان على إرادة الله، بالتّالي الخير ليس ما يسرّ الإنسان، بل ما يسره هو الله.
إنّ القيم الأخلاقيّة الذاتيّة هي تلك التي يعتمد وجودها بصورة جزئيّة أو كليّة على رغبات أو مشاعر أو آراء البشر، أو على أيّة حالات ذهنيّة أخرى لدى البشر. لكن القيم الأخلاقية الموضوعية فهي عكس ذلك.
هذه النّظرة للقيم الأخلاقيّة، ظهرت في بداية الثّورة على القيم الموضوعيّة للأخلاق. ويستند المذهب الأخلاقي السائد الآن إلى النّهج القائل بأنّ الخير هو ما يسرّ المجتمع أو الثّقافة ككل، وأن ما يحكمه هو رغبات ومشاعر المجموع، وأن ذلك لا علاقة له بالفرد كفرد.
إن الفكرة التي تقول بأن العالم يُمثّل نظاماً أخلاقياً، ليست فكرة من أفكار العصر الوسيط وانتهت في العصر الحديث، بل هي نظرة لا يزال يؤمن بها كل إنسان متديّن، في أي مكان وفي أي وعي، هي جزء جوهري من الموقف الديني، وموجودة منذ عصر سقراط وأفلاطون، فعند أفلاطون لا يتحرك العالم نحو الغرضية فقط، بل نحو أغراض خيرة أيضاً، هو في كل مكان “مثال الخير”.
أين نجد هذه النّظرة؟ ببساطة نجدها لدى الإنسان حينما يتساءل: لماذا تحدث كلّ هذه الكوارث من حولنا؟ هذا السؤال يدل على انزعاج من الظلم في العالم، لأن للكون غرضاً ما وغاية، وغايته هي الخير والعدل، أي أن العالم يمثّل نظاماً أخلاقياً. وهذا ما تنكره النظرة الحديثة للعالم. فالسّؤال “لماذا يوجد الظّلم؟ ولماذا يوجد الشرّ؟” هو مشكلة فلسفيّة عفى عليها الزّمن. لذا لا يمكن أن نسأل هذا السّؤال في العصر الحديث. لأنّ سؤالنا عن “لماذا الشرّ” وكأنّنا نتكلّم عن غرضيّة العالم. فالعالم يسير الآن وفق الأسباب لا بناء على المبرّرات والأغراض.
فكيف انتقلت الفكرة من الموضوعيّة الأخلاقيّة، إلى الذّاتية الأخلاقيّة؟
أوّلا، إذا ما تأسست الأخلاق على الغرضية الإلهية، فهي ستكون موضوعية، والعالم سيمثّل نظاماً أخلاقياً. ولكن، علم الطبيعة عند نيوتن أدّى إلى فقدان الإيمان الحقيقي بالغرض، سواء كان غرضاً إلهيّاً أو كونيّاً، ومن ثم لم تعد الأخلاق تتأسس على أي غرضية. غير أن القيم لابدّ أن ترتبط بغرض ما وتعرف من زاويته. وإذا استبعدنا الأغراض الكونية والإلهية، فإن البديل الوحيد الذي يتبقى هو الغرض البشري.
فلابد إذاً أن تكون القيم البشريّة معتمدة على أغراض البشر، وإذا اعتمدت على ذلك، فإن ذلك يعني بأنّها ذاتية، والذاتية ترفض أن يكون العالم نظاماً أخلاقياً.
إن كانت أغراض البشر ورغباتهم هي مصدر الأخلاق في العصر الحديث، فسوف نتساءل: ما هي الأشياء التي يرغب النّاس بها؟ وما هي أغراضهم؟
كتب الفيلسوف الانجليزي توماس هوبز – كما ذكرنا – أن “كل إنسان يسمي ما يسعده وما يسره هو نفسه خيراً” – هذا هو المذهب الذاتي -. وفي حين أن كل إنسان يختلف عن الآخر في تكوينه، فإنّه يختلف عنه أيضاً فيما يتعلق بالتفرقة بين الخير والشر، فليس هناك شيء اسمه الخير المطلق – وهذا هو المذهب النسبي -. إذاً، الذاتية تقود إلى النسبية.
ويؤدي هذا إلى طرح التّساؤل التّالي: ما معنى نسبيّة الأخلاق؟
تعني أن المعتقدات والأفكار والمعايير الأخلاقية تختلف من مجتمع إلى آخر ومن عصر إلى آخر ومن ثقافة إلى أخرى، بمعنى أنه يُنظر إليها بالنسبة إلى غيرها. وما تعنيه النّسبية الأخلاقية أنه ليس ثمة حقيقة أخلاقية كلية واحدة ممكن أن تكون معياراً نحكم بواسطته على كل المعتقدات الأخلاقية. فكل ثقافة لها معاييرها. وما يصدق أن يكون هنا خيراً، قد يكون شراً في مجتمع آخر. ولا يعني ذلك أن الفكرة دائماً صائبة. فمثلًا، في عصر ما اعتقد الناس بأن الأرض مسطحة، وهذا يختلف عن القول بأن الأرض كانت مسطحة في ذاك العصر. لذلك، لو ظهر سؤال عن معنى الخير والشر، لن يكون باستطاعة المرء سوى النظر إلى معايير المجتمع في هذا الزّمان ليجد الجواب، ولا يوجد معيار موضوعي، أي خارج البشر، ممكن الرّجوع إليه. وما هو خير يكون خيراً طِبقا لثقافة المجتمع، ولا يمكن القول إنّ مجتمعا ما معاييره الأخلاقيّة أفضل من مجتمع آخر، بل ما نقوله أنه يختلف عنه – فقط -.
نقلاً عن موقع سؤال التنوير
المصدر : . . موقع الأوان