°
, April 18, 2024 in
آخر الأخبار
ثقافة

أحبكِ.. أحبكِ.. وهذا توقيعي نزار قباني

1

هل عندكِ شَكٌّ أنَّكِ أحلى امرأةٍ في الدُنيا؟.


وأَهَمَّ امرأةٍ في الدُنيا ؟.


هل عندكِ شكّ أنّي حين عثرتُ عليكِ . .


ملكتُ مفاتيحَ الدُنيا ؟.


هل عندكِ شكّ أنّي حين لَمَستُ يَدَيْكِ


تغيَّر تكوينُ الدنيا ؟


هل عندكِ شكّ أن دخولَكِ في قلبي


هو أعظمُ يومٍ في التاريخ . .


وأجمل خَبَرٍ في الدُنيا ؟


 

2

 

هل عندكِ شكٌّ في مَنْ أنتْ ؟


يا مَنْ تحتلُّ بعَيْنَيْها أجزاءَ الوقتْ


يا امرأةً تكسُر ، حين تمرُّ ، جدارَ الصوتْ


لا أدري ماذا يحدثُ لي ؟


فكأنَّكِ أُنثايَ الأُولى


وكأنّي قَبْلَكِ ما أحْبَبْتْ


وكأنّي ما مارستُ الحُبَّ . . ولا قبَّلتُ ولا قُبِّلتْ


ميلادي أنتِ .. وقَبْلَكِ لا أتذكّرُ أنّي كُنتْ


وغطائي أنتِ .. وقَبْلَ حنانكِ لا أتذكّرُ أنّي عِشْتْ . .


وكأنّي أيّتها الملِكَهْ . .


من بطنكِ كالعُصْفُور خَرَجتْ . .


3

 

هل عندكِ شكٌّ أنّكِ جزءٌ من ذاتي


وبأنّي من عَيْنَيْكِ سرقتُ النارَ. .


وقمتُ بأخطر ثَوْرَاتي


أيّتها الوردةُ .. والياقُوتَةُ .. والرَيْحَانةُ ..


والسلطانةُ ..


والشَعْبِيَّةُ ..


والشَرْعيَّةُ بين جميع الملِكَاتِ . .


يا سَمَكَاً يَسْبَحُ في ماءِ حياتي


يا قَمَراً يطلع كلَّ مساءٍ من نافذة الكلِمَاتِ . .


يا أعظمَ فَتْحٍ بين جميع فُتُوحاتي


يا آخرَ وطنٍ أُولَدُ فيهِ . .


وأُدْفَنُ فيه ..


وأنْشُرُ فيه كِتَابَاتي . .


4

 

يا امْرأَةَ الدَهْشةِ .. يا امرأتي


لا أدري كيف رماني الموجُ على قَدَميْكْ


لا ادري كيف مَشَيْتِ إليَّ . .


وكيف مَشَيْتُ إليكْ . .


يا مَنْ تتزاحمُ كلُّ طُيُور البحرِ . .


لكي تَسْتوطنَ في نَهْدَيْكْ . .


كم كان كبيراً حظّي حين عثرتُ عليكْ . .


يا امرأةً تدخُلُ في تركيب الشِعرْ . .


دافئةٌ أنتِ كرمل البحرْ . .


رائعةٌ أنتِ كليلة قَدْرْ . .


من يوم طرقتِ البابَ عليَّ .. ابتدأ العُمرْ . .


كم صار جميلاً شِعْري . .


حين تثقّفَ بين يديكْ ..


كم صرتُ غنيّاً .. وقويّاً . .


لمّا أهداكِ اللهُ إليَّ . .


هل عندكِ شكّ أنّكِ قَبَسٌ من عَيْنَيّْ


ويداكِ هما استمرارٌ ضوئيٌّ ليَدَيّْ . .


هل عندكِ شكٌّ . .


أنَّ كلامَكِ يخرجُ من شَفَتيّْ ؟


هل عندكِ شكٌّ . .


أنّي فيكِ . . وأنَّكِ فيَّ ؟؟


6

 

يا ناراً تجتاحُ كياني


يا ثَمَراً يملأ أغصاني


يا جَسَداً يقطعُ مثلَ السيفِ ،


ويضربُ مثلَ البركانِ


يا نهداً .. يعبقُ مثلَ حقول التَبْغِ


ويركُضُ نحوي كحصانِ . .


قولي لي :


كيف سأُنقذُ نفسي من أمواج الطُوفَانِ ..


قُولي لي :


ماذا أفعلُ فيكِ ؟ أنا في حالة إدْمَانِ . .


قولي لي ما الحلُّ ؟ فأشواقي


وصلَتْ لحدود الهَذَيَانِ .. .


7

 

يا ذاتَ الأَنْف الإغْريقيِّ ..


وذاتَ الشَعْر الإسْبَاني


يا امْرأَةً لا تتكرَّرُ في آلاف الأزمانِ ..


يا امرأةً ترقصُ حافيةَ القَدَمَيْنِ بمدْخَلِ شِرْياني


من أينَ أتَيْتِ ؟ وكيفَ أتَيْتِ ؟


وكيف عَصَفْتِ بوجداني ؟


يا إحدى نِعَمِ الله عليَّ ..


وغَيْمَةَ حُبٍّ وحَنَانٍ . .


يا أغلى لؤلؤةٍ بيدي . .


آهٍ .. كم ربّي أعطاني . .

 

 


موقع أدب (adab.com)