°
, March 28, 2024 in
آخر الأخبار
عيـســـى ابــراهـيـم

من الأمثلة

من الأمثلة النموذجية في سوريا على افتعال هذه السلطة للتناقضات من خلال اللعب على التنوع السوري هو طرح العروبة كشعار سياسي سواء بتبديل الأسماء القديمة للقرى والبلدات السورية عبر تعريبها وبالتالي حذف تاريخ هذه القرى من الذاكرة المجتمعية السورية , أو باستباق كل مفهوم سوري بكلمة

عربي ليس ابتداء من ” الجمهورية العربية السورية” وليس انتهاء بـ “الجيش العربي السوري” , وكذا باستسهال التزوير التاريخي من إطلاق مجمل اصطلاحات من خارج السياق المعرفي حيث يصبح الفينيقيين ” العرب الفينيقيين ” والأشوريين ” العرب الأشوريين ” الخ … من تداعيات ذلك في الخطاب الإعلامي أن السيد” أحمد حاج علي” في أحد لقاءاته على الجزيرة والتي سمعتها بنفسي وفي معرض جواب يقول بما معناه : في سوريا لا يوجد أي تفريق بين عربي وكردي فالكل عرب سوريون ؟!…

عندما تطرح العروبة أو أي مفهوم اثني أو ديني بهذه الطريقة السياسية. تشتد العنصرية والفرز والاحتقان العنصري والطائفي … ليصل الأمر إلى تدمير المواطنة كبنية مجتمعية , وهو ما تم في سوريا خلال خمسين سنة خلت . حيث العروبة مثلاً كمفهوم ثقافي لم تتطور أداتها في سوريا – اللغة – رغم كل هذا الضجيج العروبي ..

العبرة في المواطنة هي للشراكة في المكان – الوطن , ليصبح العنصر أو الأثنية أو الدين عامل إغناء . وليس عصبية قاتلة لنا ولشريكنا في المكان – الوطن .

سوريا هي اسم المكان- الوطن , الذي جمعنا منذ ألاف السنين فلا يستطيع أحد أن يقول أن مخترع العجلة أو اللغة أو قائل الميجانا أو العتابا أو الموليا أو السلم الموسيقي أو صانع البيرة والنبيذ الخ كان عربياً أو كردياً مؤمنا أو غير مؤمن مثلاً , بل نستطيع الجزم أنه كان ابن من سوريا .

سوريا التي قال فيها ” جبران خليل جبران ” :

“سوريا كرمة قد نمت قدماً أمام الشمس، وأعطت خمراً سحرياً شربت منه الإنسانية، وعنباً لذيذاً تمجّدت بطعمه الآلهة”.

ع . ا عن صفحتي على الفيس بوك بتاريخ 17 تشرين أول 2012