تينبوس في الكادر مع رسمته عام 2011.. بشار يأكل طفل – زمان الوصل
لفتت سلمية الثورة السورية وتضحيات الشعب السوري في مواجهة قمع النظام نظر الكثيرين من الصحفيين ورسامي الكاريكاتير ومنهم صحفيي ورسامي الكاريكاتير في صحيفة “شارلي ايبدو” التي شهدت يوم الأربعاء الماضي هجوماً بالسلاح أسفر عن مقتل 12 شخصاً معظمهم من الأسماء المهمة فيها..
على خلفية هذا الحادث أعاد ناشطون نشر رسماً كاريكاتورياً للفنان “تينيوس” أحد ضحايا الهجوم، ويمثل الرسم صورة لبشار الأسد وهو يلتهم أشلاء طفل فوق أنقاض المدن المدمرة و”كانت الصحافة الفرنسية آنذاك متعاطفة بشكل كبير مع الشعب السوري” كما يقول الباحث المهندس “بشر الحاج ابراهيم” لـ”زمان الوصل” ويضيف إن “تينيو أو Tignous كان من ضمن من رسموا لصالح الثورة السورية وتعاطفوا معها. إذ زركشت رسومه الكثير من أعداد الصحيفة، ومن بينها الرسم الذي نشر مع تقرير لها يتحدث عن الجالية السورية في فرنسا في شهر أيلول 2011 وفي هذا الرسم -كما يقول ابراهيم- أبدع الفنان تينبوس كعادته في إسقاط الوصف كمشهد على الورق”..
ويصف محدثنا دلالات الرسم قائلاً:” نرى في الرسم بشار الأسد بصورة مقززة وهو يأكل لحم طفل سوري ويرمي بالأشلاء إلى ضباطه الذين يلتهمونها ضاحكين وعلى موائدهم أشلاء أخرى لمعتقلين أو مصابين، ويقول أحد الضباط- بحسب ابراهيم-: “لن يكون في بلدنا برنامج نفط مقابل الغذاء” ليمرر الفنان بشكل مميز فكرة أن التدخل الخارجي لن يحصل في سوريا كما حصل في العراق أو ليبيا”، ويردف إبراهيم أن الفنان “لا ينسى مشهد الدبابات التي تدمر المدن، وكذلك شجرة نخيل صغيرة كتب عليها: بعض الخضار، كي يضفي نكتة في هذا الجو القاتم والقاني”.
وكتبت صحيفة شارلي ايبدو– كما يقول الباحث إبراهيم- عدة تقارير عن القمع في سوريا، كان من بينها تقرير حول المعتقلين، وآخر حول الجالية السورية في فرنسا التي تتضامن مع الثورة، وكانت هذه التقارير مترافقة بشكل دائم برسوم لفناني هذه الصحيفة، الذين أصبحوا مؤخراً أشهر من نار على علم للأسف، بعد مقتلهم على يد أصوليين، حسب قولهم انتقاماً للنبي والرسوم المسيئة له” ويستدرك ابراهيم: إن “تعداد من اغتيل أكبر بكثير ممن رسموا النبي الكريم وسخروا منه، كما أن القصاص لا يعادل أبداً الجرم”.
ومن جانب آخر يشير الباحث ابراهيم لــ”زمان الوصل” إن “إيبدو” صحيفة يسارية حرة، لا تتردد في رسم الدم والمشاهد المقززة التي قد تكون صادمة بالنسبة للمتلقي، ولكنها تعبر عن توصيف دقيق مرتبط بالمقال المنشور أوبموضوع الساعة، وتعتمد الاستفزاز في كثير من الأحيان لكسب القراء والشهرة. ولكنها تقف دوماً في جانب الحريات وحقوق الإنسان”.
ويلمح الباحث ابراهيم إلى أن “شارلي إيبدو جريدة مطبوعة، قليلة الانتشار، وهي بمواقفها تكسب الأعداء أكثر من الأصدقاء، كما أنها غير متاحة بشكل مفتوح على الإنترنت، لذلك فإن انتشارها يبقى محدوداً، ولكنها عرفت كيف تجعل الكثيرين يتحدثون عنها، وللأسف بطريقة مؤلمة مؤخراً”.
وفيما إذا كان يتوقع تغييراً من نوع ما في سياسة جريدة “شارلي إيبدو” بعد “المقتلة” التي تعرضت لها ذهب الباحث “بشر الحاج ابراهيم” إلى القول أن “الجريدة لن تشهد تغييراً معلناً لسياستها، ولكن فقدانها لطاقمها الإداري- كما يؤكد- سيؤدي بشكل طبيعي إلى هذا التغيير” ويردف بنبرة محذرة: ” أكثر ما أخشاه أن يكون لهذا الحادث رد فعل لدى بقية الصحف الفرنسية والعالمية على هذا الهجوم بالسخرية من الرسول الكريم”وختم ابراهيم قائلاً: ” لقد اتبع بعض المسلمين، منهجاً غير صحيح في الدفاع عن الدين. وعلينا أن نفكر قبل أن نقوم بأي عمل بحجم الضرر الذي سيأتي به مقابل الفائدة، واستدرك :”أرجو ألا نجلب الشتم لديننا ومقدساتنا عبر ممارساتنا، ونتبع قول الرسول الكريم “بشروا ولا تنفروا”.
المصدر : https://www.zamanalwsl.net