في سنة 41 هـ عقد الامام الحسن المنتخب خليفة صلحاً مع أمير الشام معاوية , حقناً منه للدماء وعلى شرطين : أن لا يورث معاوية الحكم بعده , وأن يكون الحكم شورى بين الناس , وقد خرج الامام الحسين سنة 61 هـ عند توريث يزيد الحكم وعدم الالتزام بما سبق, وانقسم الفقه الاسلامي حينها ولاحقاً من المناصرين لكل منهما في تحديد الحق والباطل تبعاً لذلك … من المفارقات المؤلمة والمثيرة للتأمل المُبكي – بعيداً عن أن الأراء التلفيقية من الجمع بينهما برضوان الله أو توزيع الأجر لمن أخطأ والأجران لمن أصاب منهما .. وبقية تلك التوليفة غير المنطقية – من تلك المفارقات الآن في سوريا والدول الداعمة لكل طرف فيها , أن أنصار كل منهما يعتمد حجج خصمه التاريخية في تأكيد ” الحق ” الذي يريده …. وهو أمر يدعم القول بأن ثقافتنا المشرقية عموماً هي ثقافة ناتجة عن الخوف والاستبداد والولاء الشخصي وهي ثقافة لم تؤسس لمفاهيم عامة مشتركة ومن ضمنها مفهوم ” الحق” بل هي ثقافة غير حقيقية لا تصلح لبناء حياة طبيعية لأنها تنادي بما لا تؤمن به وتتفق على عناوين ظاهرها مشترك وباطنها مصالح مختلفة , تبرز عند التحديد والاستحقاق مباشرة بوادر نقضها .إنها ثقافة لا يعوّل عليها في بناء قادم الأيام في سوريا وسائر المشرق ….