°
, April 18, 2024 in
آخر الأخبار
ثقافة

الكاتب والصحفي يوسف أحمد المحمود

عاش بهدوء، وكتب بهدوء، ومات بهدوء على طريقة النبلاء في هذا العالم
ولد في كفر شاغر (الدريكيش- طرطوس) عام 1921.
تلقى تعليمه في اللاذقية وحمص وتخرج في جامعة دمشق حاملاً الإجازة في اللغة العربية،
وتميز بأسلوبه السردي وشاعريته المفعمة، ومواضيعه التي تستحق المتابعة من قبل الأجيال بمختلف فئاتها العمرية،
عمل زمناً طويلاً صحفياً ومحرراً، وكاتب نقد ودراسات ، ومسؤولاً ثقافياً
يوسف المحمود الصحفي الذي عرفته سورية بما قدمه من نبض الحياة وآلام الناس من خلال زاويته الشهيرة (إلى من يهمه الأمر) التي استمرت لمدة 36 عاما
وكانت من اكثر الزوايا متابعة في الصحف السورية من قبل القراء لقربها من مشاكل الناس وهمومهم.
باعتبار أن الشعر كان يشهد نهضة في ثلاثينيات القرن الماضي، و..كان له (سوقه) ولاسيما في شعر المراثي، فما كان منه سوى التعمّق في القراءة، ولاسيما الشعرية منها، ليصبح شاعراً، ولاسيما بعد دخول جريدة «صوت الحق» لأول مرة لهذه القرية الدريكيشية في محافظة طرطوس..
وبسبب تعسف الانتداب الفرنسي، ومصادرة مواسم الحرير- الموسم الرئيسي لتلك القرى- يصبح المحمود صحفياً، و..لأول مرة من خلال مجلة «الصباح» الدمشقية، و«العرفان» التي كانت تصدر في صيدا اللبنانية، و..هنا كان هذا الرجل، و..لأول مرة أيضاً يُدخل أخبار الضيع والريف وشجونه لصحافة دمشق، ولاسيما عندما اشتغل مراسلاً من «كفر شاغر» قريته عام 1964 لصالح جريدة «اليقظة» الدمشقية.
كتب الشعر خلال دراسته الثانوية، وما دونها، وهو من النوع الساخر- الهجاء- كان ينشره من خلال ملحق مجلة الدنيا، فكتب خمسين قصيدة جمعها في مخطوط بعنوان «تي. تي. تي» و..بعد الجامعة وجد أن الشعر قد غادرهُ، ولم يلتقِ به – فاتجه لكتابة القصة القصيرة، والرواية، و..أول كتابة قصصية كانت «المفسدون في الأرض» ومعظم قصصها كان قد نشرها في مجلة «النقاد» التي كان يحررها سعيد الجزائري، وبعد ذلك كانت مجموعة «البيت الذي لم يُجدد» تحكي عن المهاجرين السوريين إلى أمريكا اللاتينية، و..يذكر المحمود أنه في ذلك الريف كان ثمة شخصيات ساخرة غنية، وبارعة في رواية النوادر، هي من أثرّت في كتابته، فكانت مجموعته التالية «سلامات أيها السعداء»
روايته ذات الصيت الذائع «مفترق المطر» تكاد تكون توثيقاً لفلكلور البيئة في منطقة “الدريكيش” التابعة إلى محافظة “طرطوس”، ولعادات سكانها وطرائق سلوكهم ولهجتهم، في قالب روائي أكثر مما هي رواية بالمعنى الشائع، إنها أقرب إلى العمل شبه الملحمي منها إلى الرواية بالمعنى المتداول،
يوسف المحمود” جعل بيئة منشئه مادة فنية لعمل كـ “مفترق المطر” والتي كانت بالأساس قصة قصيرة من ست صفحات، كتبها عام 1956، وعندما راح يُعيد كتابتها بعد ثلاث سنوات امتدت القصة لتصبح «250» صفحة، كان عنوانها في البداية «الدكتاتور الصغير»..!
واضافة الى الرواية والقصة القصيرة التي كان يوسف المحمود من أوائل الذين كتبوها في سورية فان له كتابات شعرية لكنه لم ينشرها في ديوان بل نشر بعض المقاطع الشعرية باسم مستعار في الصحف المحلية وقد كتب الشعر الذي كان في معظمه ساخرا باللغة المحكية اضافة الى اللغة الفصحى ولم يترك شيئا في حياته اليومية الا وكتب له شعرا بدءا من الممحاة والادوات البسيطة حتى رجال السياسة.. وكتب أول قصيدة عن الجلاء ألقاها في بلدته الدريكيش
للأديب المحمود تجربة في الترجمة من اللغتين الفرنسية والانكليزية اذ ترجم ثلاثة أجزاء من أدب أمريكا اللاتينية لكنها لم تجد طريقها الى النشر ايضا بحجة أنها لم تترجم عن اللغة الاصلية التي وضعت بها ترجم مقالات سياسية من صحف عالمية مثل نيويورك تايمز، هيرالد تريبيون، نيوزويك ونشرها في الصحف المحلية.
نستعير عبارة برنارد شو التي تنطبق على الأعمال الأدبية ليوسف المحمود إنتاج غزير وسوء في التوزيع لنتساءل عما اذا كانت مخطوطاته التي يتكتم عليها كالدرر الثمينة ستجد طريقها إلى النشر وتصبح بين أيدي القراء يوما ما.
انتقل إلى جوار ربه في الثامن عشر من كانون الأول 2013،

مؤلفاته
– المفسدون في الأرض- قصص- دمشق 1958.
– سلامات أيها السعداء- قصص- دمشق 1978.
– مفترق المطر- رواية- دمشق 1983- اتحاد الكتاب العرب.
– حارة النسوان- قصص- دمشق 1988- اتحاد الكتاب العرب

المصدر : صفحة الفيسبوك  دريكيش عشقي