أن نتقبّل الحقيقة: يشهد المجتمع الكثير من التنافر الإدراكي الذي ينجم عن صراع القيم ما بين مقاربة “عالم الأعمال كالمعتاد” وما نريد للعالم أن يكون عليه فعلاً.
عندما نتقبّل حقيقة أنّ على كل واحد منا أن يحدث فرقاً، يكبر الحافز لدينا لأن نكمل المشوار. أن ندع الآخر يكون محقاً: لا يمكن لأيّ شخص أو مجموعة أن تعرف ما سيحصل في المستقبل أو كيف تحلّ كل تحدٍ تواجهه. والتنافس على مركز أو لقب ينبوع المعرفة كلها والسيطرة والتحكّم مجرد وهم.
لقد طوّرنا شخصياتنا لنتمكن من الاستفادة من نقاط قوتنا ومن التكيّف مع التعقيد المتعاظم. وأن نعترف بحق الآخر في أن يحذو حذونا وأن نسمح له بان يفعل ذلك هما علامة من علامات القيادة المنوّرة. أن نتخلى عما لدينا: تخشى الذات أمرين: ألا تحصل على ما تريد وأن تحصل على ما تريد.
عندما تحصل على شيء تثمّنه على الصعيد الاجتماعي سواء أكان جنساً أم راتباً أم منصباً أم أمناً وأماناً، فلن ترغب في التخلي عنه. إلا أن الحياة والثروات والحظوظ والفصول تشهد مداً وجزراً. علينا أحياناً أن نتخلى عن الأنظمة والعادات والمعارف وأساليب العيش القديمة إذا ما أردنا أن نخوض غمار التجديد. يمضي التطوّر قدماً باستمرار ويمنحنا حكمة ومعلومات جديدة.
علينا أن نتخلى عما لم يحقق نجاحاً إذا ما أردنا أن نتطوّر ونتقدّم، لكن الأمر أشبه بعيش أزمة هوية ما يخيفنا. أن نتخلى عن الدفاعات: ننشغل كثيراً ببناء الجدران حول معتقداتنا ومؤسساتنا وأنفسنا خوفاً من غيرنا من البشر بحيث يفوتنا كل الحب والتنوّع والحكمة الموجودة من حولنا.
لقد آن الأوان كي نحطّم بعض الجدران، داخلياً وخارجياً على حدّ سواء. أن نتوقّف: إنّ الناس مبرمجون على أن يستمروا في فعل ما يفعلونه حالياً. والغالبية غير مرتاحة في الأماكن التي تريحها. وهم يعلمون أن شيئاً ما يزعجهم. ولعله ليس شيئاً واحداً بل أشياء كثيرة لكنهم يجدون أنفسهم عاجزين عن وقف دعمهم هذه الأنظمة التي تستعبدهم.
يقول كارل سيغان: “… كلما افترضنا أن الحل يأتي من الخارج كلما عجزنا أكثر عن حلّ مشاكلنا بأنفسنا.” المجهول: هل تتذكّر هذا السؤال الذي لا بد أنه طُرح عليك: “ماذا تريد أن تصبح عندما تكبر؟” حسن، ها قد عدنا إليه. فحالك اليوم كحالك حين كنت طفلاً تفتقر إلى التجربة في الحياة. ليس لدينا أدنى فكرة عما سيحصل في السنوات الخمس القادمة، وهنا تكمن أهمية الإيمان. ونحن لا نتحدث هنا عن الإيمان بمؤسسة خارجية بل بنفسك وبالإنسانية.
التغيير: غالباً ما يقال إن الناس يخشون التغيير. هذه خرافة. يتغيّر الناس باستمرار ليبقوا في المكان نفسه ويريحون ضمائرهم عبر القيام ببعض التعديلات البسيطة. يغير الناس وظائفهم، والسياسيين، والقنوات، وآرائهم؛ وهذا كله يمنعهم من إجراء التغيير الصعب. ويبقى المجتمع على ما هو عليه حتى تتبدّل أنت. تقول ماريان ويليامسون: “يمكن للتغيير الشخصي أن يخلّف آثاراً شاملة. فالعالم يسير كما نسير لأن العالم هو نحن. والثورة التي ستنقذ العالم هي في النهاية ثورة شخصية.”