أول فشة خلق من هذا النوع عرفتها في حياتي كانت في سجن تدمر. ضبطني السجان أتلصص على تحركاتهم من شقوق الباب فأخرجني حالا الى الساحة العامة, هناك تّم صلبي فيها على خشبة لأصبح مثل كيس محشو بالرمل مناسب لتمارينهم الرياضية. وجدت نفسي آخر الليل اشتم وألعن واتوّعد بالانتقام على ورق دخل الى قاووشنا في غفلة من تاريخ هذا السجن المعروف بممنوعاته. قرأت ما كتبت في الليل التالي فنزلت كلماتي بردا وسلاما على داخلي الملتهب, مما جعلني أكتب في الليل وأقرأ في النهار. تشاء الصف ان ننتقل بعد شهرين الى سجن صيدنايا والذي بدا لنا كفندق خمس نجوم قياسا بسجن تدمر, لقد غامرت وأحضرت اليه عشرة علب تبغ حمراء محشوة بدلا من السجائر بأوراقي التي لم تطاوعني نفسي على تمزيقها, وانطلت الحيلة عليهم .
كانت القووايش تُفتح على بعضها طيلة النهار أول عهدنا في صيدنايا, اضافة الى الكتب التي سُمح بإدخالها لنا في زيارات أصبحت قانونية, وفيه أيضا عقدنا ندوات متعددة حول الإبداع والأدب ومدارسه . جّربت حظي في قراءة بعض من أوراقي في احدى الندوات فانقسم المشاركون حولها انقساما حادا. رأى فيها الرفاق الأدباء والنقاد كلاما فارغا لا صلة له بالأدب ولا يملك حد أدنى من مقاييس الأنواع الأدبية, وأسوأ مافيها استطراداتي التي تخرج عن الموضوع,وبالرغم من أنها لاقت استحسانا من بقية المدعوين الذين لاصلة لهم بالنقد او الأدب او مدارسه الا أن النقد القاسي على ماكتبت من أصحاب الصنعة أحبطني, لكنه لم يستطع كبح جماح رغبتي في تفريغ شحنات غضبي على الورق . فشات خلقي قادتني الى عالم افتراضي خاص بي. حرّكت فيه شخصيات وهمية من صنعي, لكنها كانت تتمرد على خالقها أحيانا فأضطر للركض خلفها حتى أسيطر عليها من جديد . وهكذا أصبحت أعيش خارج السجن رغما عنهم . وبدلا من ان ينقش السجن آثاره على ضلوعي نقشت على جداره, لقد ساعدتني فشات خلقي في التخفيف من أثار السجن على جسدي وروحي وأراحتني من استعمال الحبوب المهدئة مثل حبوب الفستان والديازبان الذي كان يستعملها الكثيرون في قاووشي .
-2-
عدت الى “حضن الوطن” بعد غربة دامت أكثر من تسعة عشر عاما بين مطاردة واعتقال, ومع أنني عدت اليه وأنا محكوم مثل أي مجرم جنائي, الا أنني توّهمت انهم لن ينظروا اليّ من منظار السلطة . تغّير المجتمع كليا خلال غيابي القسري عنه, وأهم ما تغّير فيه النظرة الى أمثالي بوصفهم ضائعين أو بلهاء او شاذين لايستطيعون فهم طبيعة الحياة ومجارات الزمن. أدركت منذ الأيام الأولى ان عليّ ان أتعايش مع غربة جديدة بعد ان انتقلت من السجن الصغير الى السجن الكبير, وان اول نجاح لي هو ايجاد عمل يقيني ذل سؤالهم المتكرر وما فيه من سخرية واستهزاء: أما زلت تقيس الشوارع ؟.
تمكّنت بعد استنفار دام عدة شهور وبمساعدة احد الأصدقاء القدامى من ايجاد عمل كحارس ليلي في احدى المطاعم السياحية, وقد فهمت فيما بعد أن صاحب المطعم كان يبحث عن حارس بديل لأنه اكتشف ان حارسه القديم كان يُهّرِب الويسكي في جيوبه , وعندما تم عرض بضاعتي عليه وافق حالا بحجة التعاطف مع قضيتي ,اما الحقيقة فهي عثوره على حارس مناسب لحراسة أمواله يحمل مبادئ وقيم تمنعه من سرقة مطعمه كالحارس القديم . كانت أول معاناتي في المطعم مع عماله. وجدت نفسي بين عمال في المطعم يتعايشون في فنائه الخلفي مع قذارة هي الوجه الأخر للنظافة التي تبدو في فنائه الأمامي, حرصت على أن أحافظ على نظافة شراشفي وفراشي الاسفنجي الذي استعمله ليلا في احدى الغرف التابعة للعمال, ولكن كل يوم كنت أعود مساء لأجدهم قد عبثوا نهارا بأغطيتي وناموا عليها دون اذن مني, لم تكن نظرتهم ودية تجاهي, بل بدوت كغريب عنهم , عدت احد الأيام لأجد وسادتي مبللة بالشاي فكان ذلك مقدمة لفشة خلق جديدة على احدى الصخرات المطلة على البحر لم اوّفر فيها احدا من شتائمي. احتفظت بأوراقي تحت وسادتي والأصح انني نسيتها , لأجد أنهم قرؤوها جميعا وبشكل مشترك وفعلتْ فيهم فعل السحر. لقد غيّرت الأوراق نظرتهم تجاهي, لأبدأ عهدا جديدا في المطعم أفش فيه خلقي ليلا على الأوراق ومن ثم أقرؤها لهم صباحا فاستمتع بصدق وحرارة وعفوية ملاحظاتهم عليها . ثلاث سنوات قضيتها في المطعم كنت كل يوم فيها أمشي على قدميّ مسافة تزيد عن عدة كيلو مترات جيئة وذهابا بين منتجع الشاطئ الأزرق وبين مطعم المرساة حيث لم تكن فيها مواصلات عامة بعد , وكان الطريق مقسوم مناصفة بين الدولة التي امتلكت تلك الأراضي وأقامت في النصف الأول فندق الميرديان الشهير في اللاذقية , اما النصف الثاني فقد تركته لأصحاب الأرض الأصليين أهالي قرية دمسرخو. عايشت في تلك السنوات الثلاث تطور تلك المنطقة التي كانت أراضيها مراعي لأبقار القرية قبل ان تصبح منطقة سياحية مدعومة من السلطة ومن مشايخ النفط أيضا .فنبتت فيها على جانبي الطريق في نصفه الثاني مكاتب سياحية كان يتعامل فيها أصحابها مع السياح كما كانوا يتعاملون مع أبقارهم .
تزوجت وانا في المطعم ورزقت طفلتي الأولى وكانت هدية زواجي من عماله اعتباري ضيف شرف دائم على البخشيش ( الاكرامية التي يتلقونها من الزبائن ). وظل الأمر كذلك حتى تنبّهت أجهزة الأمن لوضعي الجديد فاستدعت صاحب المطعم ووبّخته كونه يأوي في مطعمه مجرما ضد الدولة مثلي, فصرفني بنفس اليوم, ومن ثم أصبحت بعدها أقيس الشوارع من جديد .
-3-
خرج المواطنون أوائل عام 2011 في كل المحافظات الى الشوارع يطالبون بحريتهم.تنفست الصعداء على المستوى الشخصي, ّاذ ظننت ان موجة المظاهرات الجديدة ستسلط الضوء على أمثالي الذين كانوا من أوائل من أعترضوا على سلوك السلطة في محاولتها جعل مواطنيها قطيع من الخراف الطيعة, وضّحوا بوظائفهم وممتلكاتهم وقضوا أجمل سني عمرهم خلف القضبان من اجل ذلك . الا أن حسابات الحقل لم تنطبق على نتائج البيدر. كل يوم جديد كنت استقبله كان يلعن اليوم الذي قبله, ربما كان السب في تضاعف محنتي اصراي على الكتابة عن طائفتي ومنطقتي وقريتي التي لم تشهد مظاهرات عارمة تطالب بالحرية كبقية المناطق السورية تساءلت : لماذا ساهم أبناء قريتي في دحر الاحتلال الخارجي واحتضنوا ثورة كلفتّهم حرق قريتهم والقرى المجاورة من قبل المستعمر الفرنسي ولم يرتدعوا, وعندما حانت لحظة التحرر من الاحتلال الداخلي وما فيه من استبداد وفساد ينيخ بثقله على السورين نراهم يتخلفون عن بقية المجتمع؟!
قادتني تلك الكتابات الى السجن من جديد. ثلاثة أشهر كانت أقسى عليّ من كل السنين السابقة فيه, لم اذكر أن دموعي انهمرت سابقا غصبا عني, ولم يرفرف عزرائيل من طاقة زنزانتي طيلة سنوات سجني المديدة, اما هذه المرة فلم استطع حبس دموعي لا أمام المحقق ولا أمام السجناء, وُضِعت في زنزانة يخرج منها الغائط والجرذان سوية, وخرجت منها الى قاووش يعج بالقمل والحشرات والمجرمين الجنائيين .
نسيت الجرذان والزنزانة بأقل من عام بعد خروجي الأخير منه وعدت الى حمل السلم بالعرض من جديد.
أخرجتني حرارة هذا اليوم من بيتي مساء بحثا عن مكان أقل رطوبة , لم أجد نفسي الا في بداية شارع الذكريات في منطقتي السياحية القديمة , حسنا سيكون الوقوف على الأطلال سببا إضافيا في تلطيف مزاجي المعكر. اقتربت من فندق الميرديان, استوقفتني الحركة الكثيفة حوله. انتحيت بأحد حراس الفندق البعيدين عن بابه لأساله عن سر هذه الحركة الشديدة, فهمت من الحارس أن الفندق اليوم محجوز لابن رجل الأعمال اللاذقاني الشهير (الجود) ففيه سيجري حفل زفافه هذا اليوم وقد أقيم لهذه المناسبة ديكورات خشبية فظيعة من اجل حفل غنائي يحييه المطرب اللبناني محمد اسكندر , والحفل يتم تصويره بالطائرة بالاضافة الى كاميرات عدة على الأرض وقد قام زهير جود بجلب مولدة كهرباء ضخمة قادرة على تشغيل الفندق كاملا لاستغناء عن خدمات الدولة الكهربائية وخوفا من ان تنقطع فجأة كالعادة فيتلخبط الحفل .
فَعَل بي كلام الحارس نفس فعل سجان تدمر بعد فلقته الشهيرة المباغته لي , ضربني أبو ملعون في أمعائي, كأن سكاكين حادة أصبحت تعمل في جوفي , لم اعد قادرا على المشي بشكل منتصب,تابعت طريقي وأنا أمشي على اربع . كيف وصلت الى الصخرة التي شهدت فشة خلقي النوعية الثانية وأي طريق سلكت حتى وصلت اليها لا أعلم !! , كوّمت ثيابي على أعلى الصخرة وقذفت بنفسي في المياه. وبدأت باطلاق الشتائم والقذائف الثقيلة التي كانت تخرج من فمي ودبري وأنأ انزل وأصعد من البحر الى الصخرة .
كانت زفرات كبدي تحكي عن وجعي الشخصي, مستفيدا من غياب زوجتي التي يضايقها حديثي المستمر عن نفسي كأنني مركز الكون . البحر هنا أرحب وأوسع من البيت بكثير .
انا الذي لم يحمل سكين في حياته وينفر من رؤية الدم حتى ولو كان ذبح دجاجة أمامه, مشهود له باخلاصه لوطنه في كل المجالات, محروم في وطني من حقوقي الهث الآن وراء الرغيف والرغيف يركض أمامي, وأمثال ابن الجود وابن مخلوف وبن حمشو وابن الأخرس يقيمون الحفلات الماجنة في طول البلاد وعرضها . احمل جرة الغاز على ظهري وقد شارفت على السبعين من عمري من بيتي الى مركز توزيع الغاز كي أوفر أجرة نقلها بالتكسي , أساوم باعة عربات الخضار في السوق وأتحّمل نظراتهم المستنكرة لسلوكي لأنني أساوم كالنساء في السعر واشتري اخيرا بالوقية او الربع كيلو .
كان عتبي أكبر بكثير على من يعينهم على محاصرتي ربما من دون ان يدري.
أولاد اخوتي بينهم أكثر من عشرة مهندسين ومهندسات واطباء وطبيبات وصيادلة وصيدلانيات والكثير منهم دخل السجن بسبب تأثره بأفكاري لكنهم جميعا حاليا مشغولين بتلميع سياراتهم عني .
اما طائفتي فهي مازالت تتوهم أنها تدير سلطة بعد ان اغتصبها السّنة لقرون وحرموهم منها, وهي في الحقيقة ليت سوى حطبا لوقود ابن الجود السني وابن مخلوف العلوي النافذين في دوائر الدولة .
الطامة الكبرى هي في رفاقي المناضلين الذين توهّمت أنهم تجاوزا المدرسة البكداشية – التي كانت تحاول حرق أي رفيق مميز لا يخضع لبيرقراطيتهم بطرق مضحكة مبكية معا- فاذا بهم يستلهمون منطلقاتها من جديد لمحاصرة أمثالي الذين ينتقدون كل ما لايعجبه في بياناتهم السياسية!؟.
استطعت هضم سلوك أهلي وطائفتي ورفاقي تجاهي باستثناء نفر منهم كانوا وما زالوا يشيحون بوجههم عني كلما جمعتنا الصدفة, في البداية كنت أظن ان الدافع الى ذلك هو الخوف , لكن بعد كل ماجرى في سوريا جعلني أظن ( وبعض الظن إثم , وبعضه ربما من أذكى الفطن ) انا الدافع الخفي لسلوكهم ليس سوى معادل عام عفوي لقيم وأخلاق هذا الزمن الرديء- وما فيها من غيرة وحسد – الذي اصبح فيه الانسان أرخص سلعة في السوق الا اذا بيعت أعضاؤه فيه بالمفرق. وشوشات الكثير منهم تصل الى آذاني وهي تستغرب قدرتي على مجابهة الصعاب التي اعترضني وماتزال, وكيف استطعت رغم كل ذلك تشكيل عائلة دافئة ومتحابة كسائر العائلات الشرقية , يزيد في ظنوني كون الكثير منهم كانوا يسلكون طريقي في الحياة ومن ثم فضّلوا التصالح مع زمنهم وعجزا أن يصمدوا كما صمدت , فاذا برغبة قلوبهم الخفية تشتهي لي مصيرا مشابها لمصيرهم .
سقط شعاع الشمس الصباحي على روحي قبل جسدي, فأنا عار كما ولدتني آمي وذلك لايليق بهذه الصخرة الجميلة التي يؤمها الكثيرون صباحا للاستمتاع بروعة البحر. لبست ثيابي على عجل وجلست اعلي الصخرة , تحسست قولوني الصاعد, بدا لي وكأنه لم يعد منفوخا كالدولاب, بل ارتخى وعاد الى وضعه الطبيعي, هذا يعني ان النوبة مرّت بسلام وهو ما جعلني أحاكم ما جرى لي البارحة بلغة العقل الهادئة الرصينة . ترى لِم هذه الحساسية العصبية التي تلازم شخصيتي وهي تزداد مع تقدم العمر بدلا من ان تخف؟ وهل يليق بشخص مثلي يدّعي انّ ثقافته جعلته ينحاز الى شعبه ويعيش همومهم وأفراحهم وأحزانهم ! أليس وضعي الحالي على كل علّاته أفضل من الملايين الذين شردوا ودمرت بيوتهم وأرزاقهم والكثير منهم يعيش الاّن في خيام يصل فيها الوحل حتى الركب ؟ لِم أغاظني حفل زفاف لأحد المليارديريين في بلدي لهذا الحد, اليس الزمن زمنهم ؟ ترى ما الفرق بين قصر الشعب والبيت البيض الآن , في قصر الشعب السيد الرئيس وعائلته وزوجته وابنه وابن خالته واخوه يسرحون ويمرحون , وفي البيت الأبيض الرئيس وصهره وابنته وزوجته يدخلون ويخرجون منه على هواهم , هذا هو زمن المليارديرين من دمشق الى آل حمد الى الكرملين والبيت الأبيض .
اذا كان رب البيت بالطبل ضاربا فشيمة أهل البيت كلهم الرقص
كان من المفروض ان احمي نفسي استنادا الى منهجي الذي اعتنقه من نوبة عصبية كادت تقتلني لا شبيه لها سوى النوبات القلبية , مع الفارق بين النوبتين من حيث القدرة البشرية على التحكم بها, لكن من جهة أخرى متى كان المرء قادرا على ضبط سلوكه وردود أفعاله ان كان يمتلك جملة عصبية موروثة كالجملة التي امتلكها , اليس هذا شبيها بمن يولد في بيئة لايستطيع اختيار اسمه فيها ولا قوميته او طائفته او دينه وهي التي ترضعه عادات وتقاليد معينة رغما عنه , وفقط حين يكبر وينضج يستطيع ان يعدل قليلا بتلك الصفات الموروثة , أعد نفسي بعد ان تقدمت تجربتي وعمري وبلغت سن النضج الا تتكرر نوبة كتلك في حياتي . وأن اهتدي بسلوك الكاتب الكبير سعد الله ونوس الذي كان يكتب ويعمل بجد رغم انتشار السرطان في كل أنحاء جسده, وهو الذي خاطب العالم تلك الفترة بالقول : نحن محكومون بالأمل . أما اذا كان بغال الحضارة مثل ترامب وبوتين وخامينائي واردوغان والسيسي وناتنياهو يديرون قريتنا الكونية الحالية بما يتناسب مع مصالح سلطاتهم وهم في أوج انتصارهم ضاربين عرض الحائط بكل قرارات المجتمع الدولي التي تتحدث عن الانسان وحقوقه, وغير مكترثين بحضارة وثقافة الجنس البشري التي تحض على تطبيق مانادت به الشرائع السماوية والأرضية تجاه الانسان وحقوقه , فان ذلك ليس نهاية التاريخ ودوام الحال من المحال وقد لا يطول الزمن لتعود الحضارة البشرية وتهدينا قامات مختلفة في حب الانسانية مثل سعد الله ونوس ونيلسون مانديلا والمهاتما غاندي وفرانكلين روزفلت … الخ.
في لجّة تلك الأفكار التي كانت تتصارع في ذهني واتتني فكرة تقديم فشة خلقي النوعية الثالثة عبر الفيس بوك . انه عالم افتراضي واقعي وليس عالما خياليا كالذي تشّكل في مخيلتي داخل السجن وكان له الفضل الكبير في اعادة التوازن إليّ . عالم تعيش فيه مع جيران يبعدون عنك ملايين الكيلومترات أكثر مما تعيش مع جيران لك في نفس البناية التي تسكنها .
الفيس بوك يجتمع فيه أصدقاء من كل بقاع الأرض لا فرق بين ان يكون الواحد منهم داخل بنايتك او قريتك أو في أقاصي ولايات امريكا , وكل يُفش خلقه فيه على طريقته, ويكتب ما يحلو له في السياسة والاقتصاد والحب والغرام والكره والبغض , وبعضهم لا يتورع عن توزيع الشتائم المشابهة لشتائمي حتى انه يقحم عضوه التناسلي في تلك الشتائم .
سأقدم فشة خلقي الجديدة من منبره , وسأرى التعليقات عليها من أصدقائي . من يدري فقد تعيد التوازن اليّ في زمني المّر الذي اعيشه حاليا كما أعانتني فشات خلقي السابقة في السجن والمطعم معا .
يممت وجهي شطر بيتي بسرعة بعد ان اهتديت الى تلك الفكرة لأصف على الفيس بوك ما جرى لي البارحة . دخلت البيت , وجدت أسرتي فيه بحالة من الحزن والألم والحيرة مذهلة . لم يستطيعوا الاتفاق فيما بينهم بعد على الجهة الأولى التي سيبدؤون في الطلب اليها مساعدتهم على كشف مصيري المجهول, هل يبدؤون بالأصدقاء أم بالإعلام أم بالشرطة ؟
كامل عباس – اللاذقية – آب 2017
المصدر : صفحة الفيسبوك الشخصية للكاتب .
Kamel Abbas